أصر المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرنسوا فيون، اليوم الأحد، على مواصلة حملته الانتخابية، واعترف بارتكابه عدة أخطاء في قضية "التوظيف الوهمي"، التي يتابعه القضاء بشأنها.
وقال فيون "إنني مسؤول عن الأخطاء التي تعرقل المشروع، وكان الخطأ الأول أن أطلب من زوجتي العمل معي، وكان عليَّ ألا أقوم بذلك"، وأضاف المرشح اليميني "أخطأت أيضا للمرة الثانية عندما ترددت في التحدث إليكم عن هذا الخطأ، ولم أوفق في طريقة تدبيره".
ودعا فيون أنصاره الذين حضروا بكثافة بعد ظهر اليوم في تجمع ضخم بساحة تروكاديرو وسط باريس إلى الوقوف إلى جانبه، ومساندته في وجه المحاولات التي تستهدف "الإسقاط به وباليمين في الرئاسيات".
وانتقد في خطاب طويل دام حوالي الساعة أمام الآلاف من أنصاره، ما وصفه بـ"حملة تشويه منظمة" ضد شخصه.
وهاجم فيون الشخصيات والنواب اليمينيين الذين تخلوا عنه في الأسابيع الأخيرة، ووجه تحذيرا مباشرا للذين يطالبونه بالتنحي، والتخلي عن ترشحه للرئاسة، مؤكدا أن "لا حق لهم في اختيار أي بديل ما دام شعب اليمين والوسط قد صوت له بكثافة في الانتخابات التمهيدية" التي فاز بها.
وقال فيون مخاطبا أنصاره "عليّ أن أستمع لهذا الحشد الكبير أمامي الذي يدفع بي إلى الأمام، ولكن عليّ أيضا أن أتساءل حول هؤلاء الذين يشكون ويهربون من السفينة، إن مسؤوليتهم ضخمة مثل مسؤوليتي".
وندد بما صار يسميه "دكتاتورية القضاة الذي يريدون اغتياله سياسياً" في إشارة إلى متاعبه القضائية المتواصلة بسبب قضية التوظيف الوهمي لزوجته وأبنائه.
ومنذ اندلاع هذه القضية يندد فيون وأنصاره بـ "مؤامرة" يتم فيها استعمال القضاء، من أجل منعه من خوض الانتخابات الرئاسية، وحرمان اليمين من الفوز بها.
وكان فيون قد دعا إلى تجمع "تروكاديرو" الجمعة الماضي، للتعبير عن "إرادة الشعب ضد النظام القضائي"، وهي الدعوة التي أثارت الكثير من الاستهجان في صفوف خصومه، وأيضا في صفوف العديد من شخصيات اليمين المحافظ.
ونجح فيون في حشد الآلاف في تجمع ضخم فاق عدده المائة ألف شخص، حسب مصادر حزب "الجمهوريون"، من أجل إظهار شعبيته، وإنقاذ ترشحه للانتخابات، بعد أن تراكمت عليه المشاكل في الأسابيع الأخيرة، وانفض من حوله عشرات الشخصيات والنواب من اليمين المحافظ والوسط، ومنهم على الخصوص مدير حملته الانتخابية باتريك ستيفانيني، والمتحدث باسمه تيري سولير، بالإضافة إلى الشخصية اليمينية القيادية برونو لومير.
وخلال خطاب تركودايرو، وجه فيون رسالة مباشرة إلى عائلته السياسية، أعاد فيها التأكيد على إصراره خوض الرئاسيات مهما بلغت درجة متاعبه مع القضاء، الذي من المنتظر أن يوجه له الاتهام رسميا في 15 مارس/آذار المقبل في قضية التوظيف الوهمي لزوجته.
وبإصراره على عدم التخلي عن ترشحه وتمثيل حزب "الجمهوريون" في الرئاسيات، وانتقاده الشديد للشخصيات التي تخلت عنه، استبق فيون الاجتماع الاستثنائي الذي تعقده غدا الاثنين قيادة حزب "الجمهوريون" الممثلة بـ "اللجنة السياسية" من أجل "تقييم الأوضاع" داخل الحزب.
وتتألف اللجنة السياسية من مجموعة من الشخصيات القيادية من بينهم المرشحون السابقون في التمهيديات، وعلى رأسهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء السابق آلان جوبي، الذي يحاول أنصاره الدعوة إلى الاستنجاد به كبديل عن فيون.
وسيدرس هذا الاجتماع الحاسم احتمال دعوة فيون إلى التخلي عن ترشحه، بعد أن بات قسم مهم من الشخصيات اليمينية شبه متأكد من خسارة الحزب للرئاسيات إذا لم يتخل فيون عن الترشح باسمه، بعد أن تهاوت شعبيته إلى درجة مقلقة، وصارت كل استطلاعات الرأي تتنبأ بهزيمته وإقصائه في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية.