وفاز حزب "الجمهوريون" بمنطقة "إيل دوفرانس"، التي تضّم باريس وضواحيها بعد منافسة شرسة بين المرشح "الاشتراكي" ورئيس مجلس النواب، كلود بارتولون، والمرشحة اليمينة، فاليري بيكريس، التي فازت بفضل أصوات اليمين المتطرف الذي حل ثالثاً في الدور الأول.
اقرأ أيضاً: الانتخابات الفرنسية: اليمين المتطرف يتقدم واليسار ينسحب لقطع الطريق
وصرّح زعيم الحزب، نيكولا ساركوزي، بعد إعلان النتائج أن حزبه على الرغم من الفوز سيضع نصب عينيه تناول القضايا التي تؤرق الفرنسيين وعلى رأسها البطالة والأمن والوحدة الأوروبية.
كما تمكن حزب "الجمهوريون" من الفوز بمناطق "نور با دكا لي" و"بروفانس آلب كوت آزور". وفاز أيضاً بمناطق "ألزاس شامبان أردين لورين" و"أوفيرن رون آلب" و"باي دو لا لوار".
في المقابل، انهزمت زعيمة "الجبهة الوطنية" مارين لوبان في منطقة "نور با دكا لي" شمالاً، بينما خسرت ابنة أختها ماريون مارشال لوبان في منطقة "بروفانس آلب كوت آزور"، جنوباً بفضل سياسة "الجبهة الجمهورية" ودعوة جميع الأحزاب السياسية بكل أطيافها الناخبين إلى التصويت ضد الجبهة الوطنية بعد انسحاب المرشحين الاشتراكيين في سياق تعبئة وطنية استثنائية استهدفت قطع الطريق على مرشحي اليمين التطرف.
وفور الإعلان عن النتائج أكّدت لوبان، أنّ حزبها "فضح التحالف الانتهازي بين الاشتراكيين وحزب الجمهوريين"، اللذين اتحدا ضد إرادة الناخبين القوميين".
وشدّدت على أن نتائج هذه الانتخابات، خصوصاً في الدور الأول جعلت من حزب "الجبهة الوطنية" الحزب المعارض الأول.
وتمكن الحزب "الاشتراكي" من الحد من خسائره، وفاز في النهاية بخمس مناطق، وهي منطقة "آكيتان ليموزان بواتو شارونت" و"بروتانيا" و"لونغدوك روسيون ميدي بريني" و"فال دو لوار" و"بورغون فرونش كونتي".
وبدوره، أكّد رئيس الوزراء الاشتراكي، مانويل فالس، في كلمة له عقب الإعلان عن النتائج، أنّ الأهم في هذه الانتخابات هو "استبعاد خطر اليمين المتطرف"، واعداً أن حزبه وحكومته سينكبان على الاهتمام بالقضايا التي تهم الشعب الفرنسي بالدرجة الأولى خاصة البطالة والشباب.
وبحسب أرقام وزارة الداخلية، فقد حصل حزب "الجمهوريون" على 113 مقعداً في مجالس المناطق المنتخبة من مجموع 204 مقاعد، في حين حصل "الاشتراكيون" على 57 مقعداً، وحزب "الجبهة الوطنية" على 34 مقعداً.
وعلى الرغم من عجز حزب "الجبهة الوطنية" عن الفوز بأي منطقة فإنه فرض نفسه كقوة سياسية ثالثة، استمالت أكثر من 6 ملايين ناخب فرنسي ومن المتوقع أن يكون لها دور مهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2017.
وللإشارة فقد اكتست هذه الانتخابات المحلية بعداً وطنياً في سياق حالة الطوارئ التي تعيشها فرنسا، منذ اعتداءات الجمعة السوداء في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأيضاً في سياق كسر فيه صعود اليمين المتطرف الثنائية التقليدية بين الاشتراكيين واليمينيين التي ميزت المشهد السياسي الفرنسي منذ عقود طويلة.
اقرأ أيضاً: فرنسا: اليمين المتطرّف يُعبّد طريق رئاسيات 2017