فرنسا: إعصار وتساقطات أمطار قياسية وفيضانات

10 يوليو 2017
تساقطات قياسية شهدتها مناطق عديدة (Getty/الأناضول)
+ الخط -
ليس بالشيء المستغرب في فرنسا، أن يُفاجأ المواطن أو السائح الأجنبي بأمطار غزيرة في عزّ الصيف. فهنا المطر ليس له موسِمٌ محدَّد، ويمكن لشوارع فرنسا وباريس، أن تُغسل في أية لحظة. 

وهذا ما شهدته مناطق عديدة في فرنسا، من بينها باريس، مساء أمس الأحد 9 يوليو/تموز، من تساقطات مطرية قياسية بعد إعصار بالغ العنف والشدة، ابتدأ في الساعة التاسعة والنصف ليلاً بالتوقيت الفرنسي، واستمر المطر في التساقط، ولو بوتيرة أخف، حتى العاشرة صباحاً.

وكان وقع ما حدث على باريس أكبر، من حيث تأثيره على وسائل المواصلات، حيث لا تزال ثلاث محطات مترو الأنفاق، لحد الساعة مغلقة، بسبب حدوث فيضانات، ضربت كثيراً من محطات المترو ومحيط بعض الوزارات، كوزارة الثقافة. كما أن الكثير من الشوارع قطعت، واجتاحت المياه منازل عديدة في العاصمة، واضطرت كثير من المتاجرـ التي تفتح أيام الآحاد لإغلاق أبوابها. وتعترف بلدية باريس أن خسائر بعض المحلات التجارية كانت كبيرة جداً.

كما اضطرت 15 محطة مترو باريسي للإغلاق ليلة الإثنين، بصفة كلية أو جزئية، وهو ما يُذكّر بالفيضانات التي ضربت فرنسا، قبل سنتين، وهددت بعض المتاحف الباريسية الشهيرة بالغرق، وبالتالي إتلاف محتوياتها الثمينة، ومنها متحفا اللوفر وأورساي، بسبب صعود مستوى مياه نهر السين، الذي يمرّ بينهما.



ولم يتوقف رجال المطافئ عن العمل طول الوقت في العاصمة، إذ أشرفوا على نحو 80 تدخلاً عاجلاً، بعد أن تلقوا أكثر من 1700 نداء استغاثة، بسبب تسرب المياه إلى الأقبية ومرائب السيارات.

وعلى الرغم من أن الأرصاد الجوية تبشر، اليوم الإثنين بنهار أرحَم وأقل مطراً، إلا أن إدارة المترو قررت، حتى كتابة التقرير، ألا تفتح مترو "كي دي لارابي" و"موبيرت -موتوياليتي" و"بون-دي- لافالوا"، مع تخفيف السرعة على خط القطار السريع "D"، بين العاصمة والضواحي.

وحتى نعرف حجم الأمطار الغزيرة المتهاطلة على باريس، لوحدها، تشير الأرصاد الجوية الفرنسية إلى رقم قياسي في ساعة واحدة، وهو 49 ميليمتراً في ساعة واحدة، أي ما يُعادل ثلاثة أسابيع من التساقطات المطرية العادية في مثل هذا الشهر. أما طول الليلة فتمَّ تسجيل 54 ميليمتراً (أي ما يعادل 24 ليلة مطر). 

وليست باريس لوحدها التي تعرضت لهذا الإعصار والفيضانات، فضواحيها أيضاً، وخاصة منطقة "سين –سان- دونيه"، ومنطقة "بايي-دي-لالْوار"، وخاصة مدينة نانت، قاست هي الأخرى، من هذا الجو الاستثنائي.  

ولم ترفع وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية درجة الحذر كله من مخاطر أعاصير وفيضانات تتهدد 12 منطقة في فرنسا وفي باريس وضواحيها، التي ستعرف تساقطات ما بين الساعة الثالثة بعد الظهر والسادسة مساء، رغم أنها ستكون أخف وطأة وأقل تخريباً.   

 

 

 

دلالات