فرقة رامونيس... البانك روك للتمرد على المشهد الموسيقي

14 ابريل 2019
خلال إحدى حفلاتهم سنة 1976 (Getty)
+ الخط -
تصادف الذكرى الثامنة عشرة لرحيل جوي رامون، المغني الرئيسي لفرقة Ramones؛ الفرقة التي تحتل المركز السادس والعشرين بقائمة أفضل مئة فنان على مر العصور، التي أصدرتها مجلة Rolling Stone؛ وهي إحدى فرق الروك الرائدة، التي لا يزال أثرها الموسيقي ممتداً حتى يومنا هذا، رغم أن الفرقة كانت قد أوقفت نشاطها رسمياً سنة 1996، أي قبل 23 سنة.

إن ابتكار نمط موسيقي جديد يتطلب غالباً فكراً رافضاً لما هو سائد ورغبة بالتمرد، وهو الأمر الذي من الممكن ملاحظته في تجربة فرقة Ramones وبالأفكار التي كان يحملها أعضاء الفرقة، لا سيما جوي رامون ودي دي رامون. إذ عبرا بشكل واضح في السبعينيات عن رفضهما لجميع الأنماط الموسيقية السائدة، قبل أن يبتكرا نمط الـ"بانك روك" الموسيقي، كردة فعل على الموسيقى السائدة حينذاك، بمساهمة من جوني رامون وتومي رامون.

وعلى عكس ما توحي به أسماؤهم، لا ينتمي أعضاء الفرقة لعائلة واحدة. بل إن هذه الأسماء التي عُرفوا بها هي أسماء مستعارة تنتهي بـ"رامون". وقد بدأت الفرقة مسيرتها بأربعة أعضاء فقط، والتحق بها أربعة آخرون في وقت لاحق. وحظيت بكثير من التكريمات والجوائز على مجمل مسيرتها، أبرزها جائزة غرامي لإنجاز العمر، التي حصلت عليها سنة 2011. إلا أن أعضاء الفرقة الرئيسيين لم يشهدوا هذا الحدث، بسبب رحيلهم قبل هذا التاريخ، باستثناء تومي رامون، الذي مات سنة 2014.

وبالنسبة لأغنية الـ"بانك روك"، التي ابتكرها فريق Ramones، هي أغنية سريعة وحيوية، لا تخصص مساحات طويلة لعزف الغيتار الكهربائي المنفرد، كما هو الحال بالنسبة لأغاني الروك الكلاسيكية، وإنما تعتمد بشكل كبير على المزاوجة ما بين الإيقاع السريع والأداء الحيوي؛ وربما يعود السبب في ذلك إلى أن المغني الرئيسي (جيمي رامون) لم يكن عازف غيتار كما هو حال معظم المغنين في فرق الروك، التي كانت سائدة في تلك المرحلة، بل كان في بداية طريقه عازف إيقاع، وكان يلعب على آلة الدرامز عند تأسيس الفرقة، ولكن الفرقة أجرت بعض التبديلات سريعاً للاستفادة بأفضل شكل ممكن من إمكانيات أعضائها، فأصبح جيمي مغني الفرقة قبل إطلاق الألبوم الأول.

وتميزت أغاني Ramones بقصر مدتها، حيث إن الألبومات الثلاثة الأولى لم تتضمن أي أغنية تتجاوز مدتها الثلاث دقائق، بل كانت أغاني سريعة ومختلفة، نالت استحسان الجمهور والنقاد بشكل خاص، ولكنها لم تحقق أرباحاً تجارية كبيرة في تلك الفترة، نظراً لضعف الإنتاج والتسويق. لكن ذلك لم يشكل عائقاً أمام إصرار جيمي رامون ورفاقه على التحدي والاستمرار بإنتاج أغانيهم الخاصة، وبالأسلوب الذي ابتكروه وآمنوا به.

ويمكن أن نفسر ما أضافه جيمي رامون وفرقته لموسيقى الروك، بأنهم أعادوا اكتشاف جمالية الجمل الموسيقية القصيرة، ما جعل موسيقاهم تبدو وكأنها امتداد لموسيقى "الروك آند رول" الحيوية، التي أنتجتها فرقة "بيتلز" في بداية الستينيات، أو بالأحرى: نسخة مطورة عنها؛ فهي نسخة فريدة ومشبعة بكل ما طورته موسيقى الروك من جماليات الغيتار الكهربائي، بأسلوب يضبط جموح الغيتار الكهربائي من خلال الإيقاع المضبوط والسريع والصارم؛ ليعطي هذا المزيج أغاني متمردة، عنيفة ومبهجة بآنٍ معاً.

وتمكنت فرقة Ramones على مدار 22 سنة من تقديم مجموعة هامة من أغاني البانك روك، وتحولت بعد إيقاف الفرقة إلى أحد أبرز المصادر التي استسقت منها فرق الروك الجديدة أغاني أعادت إنتاجها. بل إن عدداً كبيراً من فرق الروك البارزة قامت بإعادة إنتاج بعض أغاني Ramones.

المساهمون