فتيل من الخيط... دليل آخر على ذكاء إنسان النياندرتال ومواهبه

12 ابريل 2020
استخدم الإنسان البدائي الخيوط قبل 40 ألف سنة (Getty)
+ الخط -
قال علماء إن إنسان النياندرتال استخدم الألياف النباتية لصنع الحبال قبل أكثر من أربعين ألف عام في مكان ما في فرنسا كان يصطاد فيه حيوان الرنة، ما يضيف إلى الأدلة على ذكاء المخلوق المنقرض الأقرب إلى إنسان العصر الحديث، وتمتعه بقدرات معرفية.

وتحدث الباحثون عن فتيل مكون من ثلاث مجموعات صغيرة من الألياف الملفوف بعضها على بعض بجانب أداة حجرية للقطع، ربما استخدمها النياندرتال لسلخ جيف الحيوانات.

يعود تاريخ الحبال إلى فترة وجود النياندرتال في موقع أبري دوماراس الأثري بجنوب شرق فرنسا، الذي يبعد مسافة خمسين كيلومتراً، إلى الشمال من منطقة أفينون، قبل ما بين 42 و52 ألف عام، حيث كانت هذه المخلوقات تصطاد حيوان الرنة، في ما يبدو خلال الهجرة الموسمية.

الكشف أحدث دليل لدحض الصورة النمطية عن كائنات النياندرتال بوصفها الأسلاف الخرقاء البلهاء للإنسان.

ويعود تاريخ أقدم إشارة إلى صنع إنسان العصر الحديث الخيوط إلى ما قبل 19 ألف عام في موقع بفلسطين التاريخية.

وقال بروس هاردي، أستاذ علم الأنثروبولوجيا في كنيون كوليدج بولاية أوهايو الأميركية، وكبير الباحثين في الدراسة التي نشرتها دورية ساينتفيك ريبورتس، إن "الفتيل وصناعة الألياف بشكل عام مثال على الاستخدامات التي لا حصر لها للوسائل المحدودة".

وأضاف: "يمكن استخدام الخيوط والحبال بطرق عديدة، كربط الأدوات في مقبض وصنع الفخاخ والشباك والحقائب وما إلى ذلك. وصناعة الألياف، عموماً، أساسية في مجتمعنا، بدءاً من الخيوط والحبال لربط الأشياء معاً وصنع الملابس، وصولاً إلى لفائف الأسلاك في المباني الحديثة".

الفتيل الذي يبلغ طوله ستة مليمترات مصنوع، على ما يبدو، من ألياف اللحاء الداخلي لشجرة صنوبر. وربما استُخدم للإمساك بالنصل الحجري الذي يبلغ طوله ستة سنتيمترات، وعرضه أربعة سنتيمترات، أو ربما كان جزءاً من حقيبة أو شبكة انتهى بها الحال أسفل الأداة المصنوعة من الحجر.

وساقت دراسات سابقة شواهد أخرى على أن مخلوقات النياندرتال اتبعت أساليب معقدة للصيد تستلزم العمل الجماعي واحتمال استعمال لغة للتخاطب بين الأفراد، والاستعانة بالأصباغ لتلوين الجسم، واستخدام أدوات رمزية، وربما كانت تدفن موتاها، وتضع الزهور بجوار الجثث.

واختفى إنسان النياندرتال بعد أن وطئ الإنسان الحديث مواطنه في أوروبا وآسيا قبل زهاء 40 ألف عام.

وقالت الباحثة ماري-إيلين مونسيل، وهي من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس، وشاركت في الدراسة، إنه ينبغي دراسة النياندرتال على أنها مخلوقات لها ما يميزها وليس بمقارنتها بالإنسان فحسب.

وقال هاردي: "لأننا لا نرى مخلوقات النياندرتال تسير في الشوارع إلى جانبنا، نفترض أنها ربما ارتكبت خطأً ما (ولذلك انقرضت). ولهذا السبب نميل إلى البحث عن النواقص وليس نقاط القوة فيها. إن هذا الدليل يشير إلى أنها لم تكن مختلفة عنا كثيراً في طريقة تفكيرها وتنقلها في العالم".


(رويترز)

دلالات
المساهمون