فتى لبناني قضى شنقاً بحزام حقيبته المدرسية

04 فبراير 2020
الفاجعة كبيرة (Getty)
+ الخط -

لم تفلح الإسعافات الأولية، ولا عمليات الإنعاش لاحقاً، في إعادة الحياة إلى الفتى اللبناني كمال شعبان الذي توفّي، أمس الاثنين، في ظروف غامضة في منزله الكائن في منطقة قصقص - الطريق الجديدة، غربي العاصمة بيروت. وقد أفاد مصدر أمني "العربي الجديد" بأنّ "التحقيقات الأولية أظهرت إقدام الفتى، البالغ من العمر 13 عاماً، على الانتحار شنقاً بحزام حقيبته المدرسية، علماً أنّه مصاب بمرض نفسي ويتابع علاجاً دوائياً منذ سنوات". 

وقد تضاربت المعطيات المتداولة حول سبب وفاة الفتى بداية، إذ ثمّة من تناول إصابته بمرض نفسي عقلي دفعه إلى الانتحار، فيما تحدّث آخرون عن وقوعه ضحية لعبة "الحوت الأزرق" التي تحثّ الأطفال على الانتحار، مع الإشارة إلى أنّ لا علاقة للوضع المعيشي بالحادثة كون أهله ميسورين مادياً. من جهة أخرى، قيل إنّ أحد المدرّسين تعرّض له 
بالضرب، فأقدم بالتالي على خنق نفسه.

حاول "العربي الجديد" التواصل مع ذوي الفتى، فلفت جدّه إلى أنّ "والدَيه عاجزان عن التصريح في الوقت الراهن"، قائلاً إنّ حفيده "كان يعاني نوبات منذ ستة أعوام، غير أنّ وتيرتها تراجعت في الآونة الأخيرة من جرّاء العلاج والدواء، وإن لم يُشفَ كلياً". ورجّح الجدّ، الذي كان الفتى قد سُمي تيمّناً به، كمال شعبان، أن تكون لعبة "الحوت الأزرق خلف الانتحار"، مشدداً على أنّ "كمال كان ذكياً جداً ومتفوّقاً في دراسته، لكنّه بطبيعته غامض وكتوم. هو كان ينعزل في غرفته أحياناً، على الرغم من أنّه كان يتمتّع بشخصيّة قوية".

وأوضح الجدّ أنّ "والدته وجدته في الحمّام وإلى جانبه حزام حقيبته المدرسية، فاتّصلت بي كوني أسكن في البناية نفسها، لأنّ والده كان خارج المنزل. فنقلناه إلى مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، لكنّه فارق الحياة، فيما كشف لنا الطبيب الشرعي أنّه قضى خنقاً". وإذ أكّد الجدّ أنّ "حفيدي كان يعيش في أسرة مستقرّة ومرتاحة نفسياً ومادياً"، تمنّى على "جميع الأهالي والمدرّسين مراقبة أطفالهم واستخدامهم للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك البرامج التلفزيونية والأفلام التي يشاهدونها".

في سياق متّصل، نفى مدير العلاقات العامة في مدرسة "الحياة الدولية" محمد عيتاني "ما أُشيع عن أنّ شعبان تعرّض للضرب في المدرسة"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أنّه "كلام عارٍ من الصحة. فنحن نعتمد المعايير الفضلى في التعاطي مع تلاميذنا وفي متابعتهم معنوياً، ولا نسمح حتى بأيّ صراخ في وجههم، فكيف نسمح بالضرب؟". ولفت عيتاني إلى أنّ "خالة الفتى تعمل في المدرسة وهي مسؤولة القسم الذي يتبع له كمال". وقد عبّر عيتاني عن أسفه لما حصل، قائلاً "لقد صُعقنا جميعاً لدى سماعنا خبر وفاته، فكمال كان من التلاميذ المتفوّقين في صفّه. وهو كان مليئاً بالحياة ومحبوباً وقريباً من جميع رفاقه وأساتذته. كذلك شارك يوم أمس، قبل ساعات من وفاته، في نشاط للخطابة، ونال علامة 9/10 إذ أدّى فنّ الخطابة ببراعة وحماسة كبيرتَين". ويتذكّر: "صادفت كمال يوم الجمعة الفائت وهو يلعب بالكرة مع زملائه، وقد قذفها نحوي. كذلك كان يضحك ويمزح. لقد حرق قلوبنا، وما زلنا نجهل سبب وفاته".



تجدر الإشارة إلى أنّ كمال شعبان كان يتابع تعليمه في مدرسة "المقاصد الخيرية الإسلامية"، قبل أن ينتقل قبل عامَين إلى مدرسته الجديدة. وقد أفاد مصدر في "المقاصد" بأنّ "كمال كان من التلاميذ المتفوّقين والموهوبين، وقد فاز في أكثر من مباراة تنافسية، من بينها مسابقة حول علوم التكنولوجيا في الجامعة الأميركية في بيروت. كذلك نال ميداليات عدّة في الألعاب الرياضيّة". وعبّر المصدر نفسه لـ"العربي الجديد" عن "أسفنا لهذه الفاجعة التي صدمتنا وآلمتنا جميعاً".