من حقّ أي شخص أن يرى في نفسه مغنياً، ومن حقه أن يقدّم غناءه للناس بالطريقة التي تحلو له، وحينها يقرر الجمهور والنقاد أهلية هذا المغني وصلاحية ما يقدمه لأن يعيش بين الناس، لكن لا تخلو هذه القاعدة من حالات تشذ عن أسس الغناء الصحيح، لتكون أكثر جماهيرية بين الناس، فالجمهور وحده من يقرر أن "يستمر" من يغني حتى لو لم يكن ذا موهبة، بل استمراره يكون دافعه تفاعل الناس وإصراره على أن يقدم ما يريده، بحثاً عن موطئ قدم لأحلامه وطموحاته، ولشخصيته.
أردنياً، تثير سيدة سبعينية تدعى فتحية الفاعوري، كثيراً من وجهات النظر فنياً، فالفاعوري التي تطرح نفسها مغنية بلقب "بنت المختار"، تصر على أن تبقى حاضرة في الوسط الفني من ناحية طرح أغنياتها التي ترى أنها تقدمها بروحها الفنية الخاصة.
ما يشجع بنت المختار على المضي في طريقها، هي نسبة الإقبال الكبير على مشاهدة أعمالها عبر موقع يوتيوب، فأغنيتها الأولى "جيتك" تحقق لليوم أكثر من نصف مليون مشاهدة، وإن كانت الفاعوري لا تملك الصوت ولا "اللوك"، لكنها تملك الطموح الذي يجعلها تواصل مسيرتها، وإن كان بعض المغنين الأردنيين يبدون فيما بينهم امتعاضهم من غناء الفاعوري، لكنهم يدركون أن أياً من أغنياتهم هم، لم تصل نسبة مشاهدتها على يوتيوب لربع ما حققت أغنية "جيتك"، فبنت المختار بمجموع مشاهدات أغنياتها على اليوتيوب، تحتل مركزاً بين أكثر خمسة مطربين أردنيين، لجهة متابعة أعمالها.
اللافت في غناء بنت المختار، أغنيتها الأخيرة "يا طبيب" التي حققت نسبة مشاهدات عالية جداً، لكّنه تم سحبها لاحقاً من موقع "يوتيوب" بسبب اعتراضات كثيرة، لأن الأغنية المصورة فيها إساءة غير مباشرة لمهنة الطب، حسب بعض من شاهدها، ويعرض "العربي الجديد" الكليب، حيث وصلنا عبر تقنية "واتس اب".
بنت المختار، هي اليوم إحدى نجمات منصات التواصل الإجتماعي، هي غير متواجدة فعلياً على أي منها، لكن أعمالها الغنائية متوفرة بقوة، وهي تحت الضوء دائماً، فهي مع كل جديد تعود لتثير الجدل، حول أحقيتها بالغناء وبالحياة.
اقرأ أيضاً:
الأغنية الأردنية.. نجومية الانتشار العربي تعيق تقدمها!