أبرز تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن معظم النفط الإسرائيلي يتم استيراده من المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، شمالي العراق، وأنه وصل لإسرائيل طيلة الأشهر الأخيرة، ما مكن إقليم كردستان من الحصول على موارد مالية مهمة.
وأوضح التقرير، الذي اهتمت به الصحف الإسرائيلية ، أن هذا الأمر يؤكد مجدداً العلاقة بين إسرائيل وأكراد العراق، التي يحاول طرفاها إبقاءها سراً، منذ سنوات، علماً أن دولة الاحتلال استوردت، في الأشهر الأخيرة، نحو 75% من نفطها من المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد، شمالي العراق، حيث يحارب هؤلاء تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
كما أضاف مقال الصحيفة أن عمليات بيع نفط كردستان العراق تعد دليلا ملموسا على احتدام العلاقات بين إربيل وبغداد، وهو ما يعزز المخاوف من كون الهدف الأسمى للأكراد هو الحصول على الاستقلال التام عن العراق.
وتطرق التقرير لكون بروز إسرائيل كأحد كبار المشترين لنفط كردستان العراق يكشف الهوة الكبيرة بين أربيل والحكومة المركزية بالعراق، موضحا أن بغداد، مثل عدد من عواصم دول الشرق الأوسط، لا تعترف بإسرائيل، وبالتالي لا تقيم أي علاقات أو تعاملات تجارية معها.
ولفت التقرير إلى أن نفط كردستان العراق وجد طريقه إلى الأسواق العالمية، وأن دولا كإيطاليا، وفرنسا، واليونان أصبحت من كبار المشترين له، موضحا أن عمليات الاتجار في هذا النفط تتم من خلال اتفاقات بيع سرية يتم تقديم مبالغها المالية مسبقا لإقليم كردستان.
ويتضح من تقرير الصحيفة البريطانية، أن شركات إسرائيلية استوردت 19 مليون برميل نفط من المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد، منذ شهر مايو/أيار الماضي وحتى الـ 11 من الشهر الجاري.
وبحسب التقرير، فإن حجم صفقات النفط بين الطرفين بلغ نحو 77 بالمائة من الاحتياجات الإسرائيلية للنفط، والتي تقدربـ 244 ألف برميل نفط يومياً، وقدرت الصحيفة قيمة تلك المبيعات بمليار دولار أميركي حسب أسعار النفط خلال الفترة نفسها.
ويوضح التقرير، أن ثلث الصادرات النفطية من مناطق الأكراد شمالي العراق، والتي نقلت عبر ميناء جيهان التركي، وصلت في نهاية المطاف إلى إسرائيل. ووفقاً للتقديرات فإن دولة الاحتلال صدّرت، بدورها، جزءاً من هذا النفط، فيما أبقت جزءاً منه في مخازنها.
وقال عدد من الخبراء في قطاع النفط، إن إسرائيل تستورد النفط من الأكراد بأسعار مخفضة، الأمر الذي تنفيه حكومة كردستان العراق، فيما قال آخرون، إن هذه طريق إضافية لقيام إسرائيل بتحويل الدعم المالي للأكراد.
ونقلت الصحيفة البريطانية تصريحا قالت إنه يعود لأحد مستشاري الحكومة الكردية، جاء فيه: "لا يهمنا أين يذهب النفط الذي نبيعه للتجار، هدفنا هو الحصول على المال اللازم الذي يمكننا من تمويل قوات البيشمركة في مواجهة داعش، ودفع رواتب موظفي القطاع العام".