حذّر رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، اليوم الثلاثاء، من وقوع "كارثة سياسية" تتمثل في إقصاء اليسار ابتداء من الدور الأول للانتخابات الرئاسية العام المقبل.
وعزا فالس، في حوار تنشره أسبوعية "ليكسبريس"، الخميس المقبل، احتمال هذا الإقصاء المبكر إلى الخلافات التي يشهدها "البيت اليساري"، وترشح عدد من الوزراء السابقين في الحكومة الاشتراكية للانتخابات التمهيدية لسباق الرئاسة، وهم: وزير الاقتصاد السابق، آرنو مونتبورغ، ووزير التعليم السابق، بونوا هامون، ووزيرة الإسكان السابقة، التي كانت تشغل منصب زعيمة حزب الخضر أيضاً، سيسيل ديفلو.
واستغرب فالس مبادرة هؤلاء الوزراء إلى الترشح للانتخابات التمهيدية، وتبنّيهم لخطاب يشكك في "إنجازات الولاية الرئاسية الاشتراكية"، بعدما ساهموا في العمل الحكومي الاشتراكي، وتقلّدوا مناصب وزارية رئيسية.
واعتبر أن التسابق نحو الترشح للانتخابات التمهيدية يكرس الخلاف والتفرقة داخل "العائلة الاشتراكية"، وفي صفوف اليسار بشكل عام.
ودعا فالس اليسار الفرنسي إلى "تحمّل المسؤولية والوعي بالمخاطر"، متسائلاً: "لماذا يستعمل هؤلاء الوزراء السابقون خطاباً عنيفاً ضدّ عمل الحكومة التي ساهموا في سياساتها وساندوها. إن السياق الحالي دقيق جداً ويتطلب حسّاً عالياً بالمسؤولية، والكثير من الرزانة الفكرية، لأن الانتخابات التمهيدية ليست مؤتمراً للحزب؛ بل خطوة في أفق الانتخابات الرئاسية التي تهمّ الوطن وليس الحزب فقط".
والتزم رئيس الوزراء الاشتراكي، المعروف بتوجهاته الليبرالية، الحذرَ فيما يخصّ نواياه الشخصية بخصوص الرئاسيات، ورفض الإجابة عن سؤال بخصوص احتمال ترشّحه للرئاسيات في حال ما إذا تراجع الرئيس، فرانسوا هولاند، عن الترشّح لها، قائلاً: "إذا أجبت عن هذا السؤال؛ فسألعب دوراً غير الدور المنوط بي كرئيس حكومة. أنا ألتزم بواجب الإخلاص للرئيس وأحترم أجندته".
وكان هولاند قد أعلن، في مستهل الشهر الجاري، بأنه سيقرّر في مسألة ترشّحه للرئاسيات المقبلة في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، غير أنه ربط رغبته في الترشح لولاية رئاسية ثانية "بتوفّر حظوظ عالية للفوز بها".