نفى رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس، اليوم الثلاثاء، نيته إعلان دعمه للمرشح للانتخابات الرئاسية إيمانويل ماكرون، وجاء هذا التكذيب رداً على خبر نشره ليل أمس موقع صحيفة "لوبارزيان"، يفيد بأن فالس سيدعو قريباً إلى التصويت لصالح ماكرون، ابتداءً من الدور الأول للانتخابات الرئاسية، نقلاً عن مقربين منه.
وأكد فالس في مقابلة تنشرها غداً مجلة "باري ماتش" أنه لن يدعم المرشح الاشتراكي للرئاسيات بونوا هامون في حملته الانتخابية. وعبر فالس في هذه المقابلة عن خشيته من "قدرة مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان على الحصول على نسبة عالية من الأصوات في الدور الأول من الانتخابات"، بسبب المشاكل التي يتخبط فيها مرشح اليمين فرانسوا فيون وأيضاً بسبب "هامون الذي لا يخلق الحماس في صفوف الناخبين".
ويعقد فالس، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً في مقر مجلس النواب في باريس مع أنصاره في التيار الإصلاحي داخل الاشتراكي، لتدارس الموقف من ماكرون وهامون، وهي القضية التي تثير انقساماً حاداً في صفوفهم.
وفالس، الذي انهزم أمام هامون في الانتخابات التمهيدية داخل الاشتراكي في يناير/كانون الثاني الماضي يجد نفسه في موقف حرج بين مطرقة هامون وسندان ماكرون.
ورغم أن فالس أكد فور إعلان هزيمته في التمهيديات بأنه سيلتزم بدعم المرشح الفائز هامون في الرئاسيات، إلا أن معطيات سياسية جديدة باتت تدفعه لتغيير رأيه، وتدفعه أكثر فأكثر نحو وزيره السابق ماكرون الذي يقود حملة انتخابية نشيطة، وترشحه استطلاعات الرأي للفوز في الدور الأول من الرئاسيات.
ويخوض هامون حملة انتخابية فاترة، ويعجز عن حشد دعم واضح في المعسكر الاشتراكي، ويظهر في موقع ضعف في أوساط الرأي العام، كما أن فالس سبق أن عبر عن امتعاضه من التحالف الذي عقده هامون مع مرشح الخضر اليساري يانيك جادو.
ويجد فالس نفسه تحت ضغط التيار اليميني داخل الاشتراكي، الذي وقع العشرات من نوابه الأسبوع الماضي على عريضة تدعو إلى دعم ماكرون لقطع الطريق على المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان.
ورغم القرابة الأيديولوجية والسياسية بين فالس وماكرون، إلا أن العلاقة بين الرجلين يشوبها توتر كبير وجفاء شخصي بارد يعود إلى الفترة التي كان فيها ماكرون وزيراً للاقتصاد في حكومة فالس.
ووصل التوتر حدّ القطيعة الصيف الماضي، حين أعلن ماكرون ترشحه للانتخابات الرئاسية، وهو الترشيح الذي ساهم كثيراً في إضعاف فالس سياسياً، وساهم في تراجع شعبيته كممثل للتيار الليبرالي والإصلاحي داخل الاشتراكي وخارجه.
وبات من الواضح أن أي دعم من فالس في اتجاه ماكرون سيكون بمثابة الضربة القاصمة للمرشح الاشتراكي هامون، الذي يعاني من شعبية ضعيفة خارج القواعد الاشتراكية التي صوتت له في الانتخابات التمهيدية، وترشحه استطلاعات الرأي لاحتلال المرتبة الرابعة، أي بعيداً جداً خلف لوبان وماكرون وفيون، وهذا ما يعني الإقصاء المبكر للاشتراكي من السباق.
وفي المقابل، سيمثل دعم فالس لماكرون منعطفاً حاسماً في مسار مرشح حركة "ماضون قُدُماً"، يعزز من حظوظه للوصول إلى الدور الثاني في الرئاسيات وخوض المواجهة في الدور الثاني مع مارين لوبان، وهي المواجهة التي تقول كل استطلاعات الرأي الأخيرة بأنها ستكون لصالح ماكرون، الذي سيمثل حينها العقبة الأخيرة في وجه اليمين المتطرف، للحيلولة دون وصولها إلى سدة الرئاسة الفرنسية، الأمر الذي سيوفر له أصوات كل الناخبين من اليسار واليمين الذين لا يرغبون في لوبان كرئيسة.