فاطمة.. فنانة سعودية تعرض رسوماتها في اسطنبول

26 فبراير 2016
دعوة للتحرر من النفس (العربي الجديد)
+ الخط -


في خطوة لافتة، عرضت الرسامة التشكيلية السعودية فاطمة النمر، مجموعة من أعمالها الفنية في متحف "دار الكلمات" بمدينة اسطنبول، والذي من المقرر أن يستمر حتى العاشر من شهر مارس/ آذار المقبل.

وضمّت المجموعة لوحات سمّتها "مجموعة شفرة"، مكوّنة من 12 لوحة، في المعرض الذي أقيم تحت عنوان "سكون"، وتتناول فكرتها الفهم الخاطئ للدين بسبب جهل المجتمع له.

وترى فاطمة بأن الأديان جميعها تدعو للسلام والمحبة، وتؤكد أن لوحاتها ستكسر الحكم المسبق على المرأة المسلمة، من قبل المجتمعات الغربية.

وتتحدّر فاطمة من المنطقة الشرقية بالسعودية، ودرست الفن وخضعت لدورات تدريبية خارج البلاد، بعد أن أنهت دراستها للفنون التشكيلية في جامعة فيلادلفيا، بالعاصمة الأردنية عمان.

وتقول إنها كانت شغوفة بالفن منذ الصغر، فسعت لتطوير موهبتها وصقلها وتعلّم تقنيات جديدة، لتصبح في ما بعد بمثابة سلاح ترفعه لتتميّز وتتبع هوايتها.

وبحسب الباحثة التونسية في مجال الفن التشكيلي، دلال صماري، فإن الفضاء التصويري لدى الفنانة فاطمة، عادة ما يستحوذ على مساحات كبرى، إذ تميل أكثر إلى اللوحات كبيرة الحجم، والتي تمنحها ربما حرية أكبر لطرح أفكارها واستعمال تقنياتها واستغلال مراجعها بتضمين زخارفها وألوانها الكثيرة والمختلفة.

ويحضر في رسومات ولوحات فاطمة الخط العربي، بجماليته وتعرجاته المختلفة وغنائية حضوره وأبعادها الهندسية الملهمة، في تفاعل بهيج مع الصورة، بحسب رأي الباحثة دلال.

وتتابع "إنها صورة المرأة في مختلف تجليات حضورها، وعادة ما كان النص يكمل الفكرة ويشحنها، فإما أن يكون إطارا لها أو خلفية، وأحيانا يتماهى مع الجسد في كليته ليرسم تفاصيله ومن خلال هذا الحضور المختلف له، حيث يبني كما بقية أجزاء اللوحة".

الزخارف الإسلامية الهندسية والنباتية المختلفة، وخاصة تلك التي تميّز السجاد، تنتشر على كامل مساحة اللوحة في كثير من الأحيان، وفي أحيان أخرى تحتل ثياب المرأة، كما تحضر أيضا كخلفية في شكل سجاد تقليدي والذي يحتوي إطارا آخر بداخله، كما يتماهى في كثير من الأحيان مع جسد ووجه المرأة.



وعن الفكرة الدافعة، تقول فاطمة "إن الفرد اليوم، وخاصة المرأة في أغلب المجتمعات العربية، مسلوبة الإرادة، ومنخرطة وسط تيار من المصالح والأحكام التي تضعها دائما موضع المتهم والمخطئ، وجاءت أعمالها بمثابة دعوة للتحرر من النفس أولا، ثم من كل هذه الأوهام ثانيا".


اقرأ أيضاً: "لو لعبت يا زهر":هل يطيح أحمد شيبة بسعد لمجرد؟

دلالات
المساهمون