فؤاد شرف الدين: خسرتُ أموالي في "صرخة الأبرياء"

28 يوليو 2014
المخرج فؤاد شرف الدين
+ الخط -
أطلق المخرج اللبناني فؤاد شرف الدين نداء مؤلما بسبب فيلمه "صرخة الأبرياء"، الذي حاول العودة من خلاله إلى السينما بعد غياب سنوات طويلة. فيلم تناول الواقع اللبناني الجديد، ولأنّه أنتجه وأخرجه فقد تكبّد "الكابتن" الكثير من المصاريف ووجد نفسه "على الحديدة"، خصوصا بعد أن أعلن حاجته للتمويل لاستكمال المونتاج.  

* لماذا خسرت أموالك كلّها في فيلم واحد؟

- أفنيت عمري في السينما اللبنانية التي حملنا شعلتها لسنوات طويلة، أنا وشقيقي يوسف، طيلة فترة الحرب، ولم نغادر لبنان رغم صعوبة الظروف آنذاك، حتّى بعد أن انتقل يوسف إلى العمل والإقامة في مصر. كانت رحلاتي متقطّعة إلى هناك للمشاركة في بعض الأعمال، ثم أعود فوراً إلى لبنان لأنّني لا أستطيع العيش خارج الوطن. وانتظرت إلى أن أكملت كتابة فيلمي "صرخة الأبرياء" لأشرع في مغامرتي الجديدة. فقد أفنيت عمري في السينما. لكنّني أصبت بصدمة كبيرة، فقد احتجت إلى المال لاستكمال وضع الموسيقى التصويرية والمونتاج. لكنّني لم ألقَ الصدى المطلوب. عندها لم يعد بوسعي سوى اللجوء إلى وسائل الإعلام لأقولها علانية: أنا بحاجة إلى من يساعدني في تمويل الجزء المُتبقي من فيلمي "صرخة الأبرياء". وأكرّر أنّ هذا العمل الذي أعود بواسطته إلى السينما اللبنانية بعد غياب 20 عاما، هو من إنتاجي ويتناول الواقع اللبناني وما يحصل على أرض الوطن، لكن كونه خاليا من "اللحم الأبيض المتوسط" والمحسوبيات والتنانير القصيرة، فمن الطبيعي أن يتقاعس كثيرون عن إنقاذي.

 * هل يُعقل أن يصل بك الوضع إلى هذه الحال؟

- أكيد. هل تعلمين لماذا؟ لأنّني طوال عمري لم أمتهن غير الفنّ. ولم أعمل في الفنّ كواجهة لمهن أخرى، محرّمة. وأنقل هذا الواقع في الفيلم الذي إذا أبصر النور سيكون صادماً للجميع. فوضعي صعب لكنّني لستُ نادما على شيء. يكفي أنّني عملتُ بشرفي، وكنتُ أوّل من أدخل الأكشن إلى السينما اللبنانية منذ أوّل أفلامي "حسناء وعمالقة" في العام 1979. وأذكر جيداً أن إحدى الصحف الأجنبية كتبت عن مشاهدي الصعبة التي أقدّمها بلا دوبلير، كتبت أنّه "يوجد ستيف ماكوين في أميركا يقدّم الأكشن وجان بول بلموندو في أوروبا وفؤاد شرف الدين في الشرق الأوسط". وبعدها لُقِّبتُ بـ"الكابتن" نسبة إلى عملي في الإخراج، ثم بـ"تشاك نورس العرب".

* دائما تعترف بأنّك لبناني علماني؟

-وبكلّ فخر أقولها: نحن من السُيّاد من بعلبك. جدّي كان شيخاً كبيراً، وجدّتي من الطائفة المسيحية، ووالدي تزوّج من أمي، وهي مسيحية أيضا، وأنا تزوّجت من أرمنية. وفي عامي الـ14 كنتُ أرنّ جرس الكنيسة. ولم يعترض جدّي المسلم أبدا، لأنّنا تربّينا على أن نتقبّل الآخر، بكلّ محبة. لكن للأسف اليوم في لبنان اختلف الوضع. فعادت المذهبية لتقود الساحات، والتركيبة الطائفية جعلت كلّ شيء مقسّماً. 

* في السنوات الأخيرة عملت كثيراً في مصر وتصدّرت صورك شوارع القاهرة؟

- بالفعل عملت في مسلسل "الدالي" مع نور الشريف و"الهاربة" بجزأيه مع تيسير فهمي. وكنتُ ضيف شرف مع نادية الجندي في "الملكة نازلي"، وشاركت في مسلسل "الخطوط الحمراء" مع أحمد السقا. وقريبا ستكون لي رحلة عملية إلى مصر، لكن كلّ ذلك لن يمنعني من استكمال إنتاج فيلمي "صرخة الأبرياء" الذي وضعت فيه تحويشة عمري. وأريد أن يراه القاصي والداني لأنّ مضمونه مؤلم ومن قلب الواقع اللبناني. 

المساهمون