يكفي أن تسير في شوارع مدينة السويداء، جنوب سورية، لتصل إلى مسامعك أحاديث المارة وأصحاب المحال والسائقين، بعد أن توالت في الأسابيع الأخيرة الأزمات المعيشية على الأهالي كحال باقي السوريين في مناطق سيطرة النظام.
وتتزامن أزمة الكهرباء مع أزمة المحروقات، وتوقف العديد من أصحاب المهن والورش عن العمل، الأمر الذي يزيد تهديد استقرارهم الاجتماعي.
ومن الأمثلة الرائجة الحديث حول البنزين وأماكن توفره وآخر الأسعار التي وصل إليها، فهذا يخبر صديقه عبر الهاتف أنه سمع أن شخصاً لديه 10 لترات بنزين، وذاك يفوض أمره إلى الله بعد وصول سعر اللتر الواحد إلى ألف ليرة سورية (نحو دولارين)، بعد أن كان 225 ليرة، وآخر يشكو لصديقه عدم القدرة على توفير الوقود لسيارة الأجرة، مصدر رزقه الوحيد.
ويقول الناشط صقر السويداني، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع الآن وصل إلى حد سيئ جداً، فأزمة الوقود تكاد تشل حركة النقل في المحافظة. كثير من بلدات ومدن المحافظة لم تعمل فيها وسائل النقل العامة على نقل الأهالي إلى مركز المحافظة".
ولفت إلى أن "نشاطا ملحوظا شهدته السوق السوداء للوقود، بدأ من تجار الأزمات الذين لهم وسائلهم الخاصة وشركاؤهم في السلطة، إلى أصحاب السيارات الخاصة الذين باع جزء منهم ما لديهم من وقود، مستغلين ارتفاع الأسعار، معتبرين أنها فرصة لتحقيق الربح في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار المتواتر دون ضابط أو رقيب".
وبيّنَ السويداني أنه "يوم أول أمس، وُزع في محطات الوقود الحكومية 20 لتر بنزين لكل سيارة، على أن يتم توزيع 20 لتر أخرى عقب 48 ساعة، ما تسبب بحدوث ازدحام شديد، خاصة أن في المحافظة 3 محطات فقط تتبع للحكومة، إضافة إلى حدوث صدامات بين المواطنين".
وتترافق أزمة البنزين مع أزمة المازوت التي لا زالت تلاحق العائلات مع تتالي المنخفضات الجوية، حيث توقف توزيع المازوت منذ نحو الشهر، علماً أنه تم توزيع 150 لترا فقط إلى الآن لكل عائلة، ومعظم العائلات لم تحصل عليها كاملة، بسبب التوزيع المفاجئ في وقت لا تتوفر مع العائلات السيولة النقدية اللازمة، ما يضطر الأهالي للاعتماد على الحطب، وهذه أيضا لم تكن خارج السوق السوداء والمتنفذين، حيث سُجلت تعديات كبيرة على ما تبقى من أحراج ومحميات طبيعية في المحافظة.