غوتيريس بـ"منتدى الدوحة": المشهد العالمي تعتريه الفوضى والإفلات من العقاب

16 ديسمبر 2018
طالب غوتيريس بالسعي لتقليل مخاطر المواجهة(كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -


رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الأحد، أن "المشهد العالمي تعتريه الفوضى والإفلات من العقاب، وأصبح آلة تفريخ للإرهابيين"، معتبراً أنه "أصبح واضحاً أن تعددية الأقطاب لا تضمن السلام، وهو ما حدث في الماضي، حين أدى غياب المؤسسات إلى حرب عالمية".

وطالب غوتيريس، في كلمته خلال ختام أعمال منتدى الدوحة الثامن عشر، بـ"السعي للتقليل من مخاطر المواجهة"، لافتاً إلى أن "الحوكمة العالمية واحترام حقوق الإنسان والتعددية تضمن عدم الانزلاق في الفوضى"، كما طالب بوجود نظام عالمي يتعامل مع قضايا العالم ويحل مشاكله.

وقال غوتيريس إنه يدفع لـ"تعزيز القدرة الدبلوماسية واستدامة السلام لأن ذلك مهم للغاية"، مشيراً في الوقت ذاته إلى نوع آخر من التهديد الذي يواجه العالم، وهو "تهديد الطبيعة والكوارث الطبيعية" كالفيضانات وذوبان الجليد والطقس غير المستقر، لافتاً إلى أن تلك الكوارث "ستكلف البشرية ثمناً باهظاً يقدر بنحو 21 مليار دولار خلال السنوات المقبلة".

ونوّه الأمين العام للأمم المتحدة بأهمية إيجاد مجال أوسع وأساسي للدور الذي يمكن أن تؤديه التكنولوجيا، مضيفاً أن "هناك أيضاً الهندسة الوراثية التي يمكن أن تولد وحوشاً إن لم يتم التعامل معها بانضباط، وعلاوة على ذلك هناك شبكة الإنترنت التي استغلها الإرهابيون في أعمالهم لنشر الإرهاب".

وأشار غوتيريس إلى الحاجة لـ"استجابات عالمية بحكم أن التحديات عالمية، فاستقرار الدول يتعرض للهجوم، وكذلك التعددية، كما أن الشعوب تتقوقع على نفسها بدرجة واضحة، والثقة ضعيفة في العالم بكافة أشكاله، فهي ضعيفة بين الشعوب والحكومات، وبين المؤسسات، وبين الدول بعضها مع بعض، كما أن الخوف أصبح أفضل سلعة تباع اليوم، وهناك ضغوط على الاقتصاد العالمي، ولذلك نحن بحاجة إلى عولمة منصفة".

وفي ذات السياق، حذر الأمين العام  للأمم المتحدة من أن العالم "سوف يواجه تقلبات في سوق العمل، ومن الصعوبة بمكان إعادة تدوير البشر، ولذلك نحن لسنا جاهزين بعد لمرحلة المواجهة مع هذا الأمر. ولذلك فنحن في حاجة للاستثمار في التعليم، مثلما فعلت قطر التي تقدمت بدرجة كبيرة في هذا المجال"، لافتاً إلى أن رئيسة مؤسسة قطر الشيخة موزا بنت ناصر، "تخدم قطر والعالم من خلال هذا المجال، وهو التأكيد على أهمية التعليم".

وقال غوتيريس إنه "رغم كل تلك التحديات، لاحت نوافذ أمل هذا العام، فهناك السلام في السودان وفي شبه الجزيرة الكورية، وهناك تفاوض يجري بشأن اليمن الذي يعاني أكبر كارثة إنسانية على وجه الأرض، كما أن الملايين من البشر قد انتشلوا من براثن الفقر، وهذا أمر إيجابي للغاية"، مطالباً بـ"تفعيل التعاون بين الدول لتعزيز كرامة الفرد والمجتمع".

وأكد غوتيريس أن منتدى الدوحة "أصبح منصة عالمية تخدم الحوار العالمي، الذي يعدّ ضرورة اليوم"، مشيراً الى أن العالم "بحاجة إلى المزيد من هذه المنصات العالمية من أجل الحوار والنقاشات". ولفت إلى أن المنتدى "كان حافلاً بالنقاشات المثمرة على مدى يومين، لأن العالم يواجه تحديات مهولة، ولا يمكن لدولة وحدها أن تضع حلولاً لتلك المشاكل، ومن هذه القضايا تزايد الهجرة واللاجئين وتزايد النزاعات الدولية والإرهاب، علاوة على مخاطر التكنولوجيا الجديدة وغيرها من القضايا الملحّة".

وشارك في منتدى الدوحة 2018 عدد من أبرز صنّاع القرار والسياسات وقادة الأعمال والشخصيات المؤثرة في العالم، وهو يهدف إلى إيجاد الحلول لأكثر القضايا إلحاحاً في العالم.

وأطلق منتدى الدوحة هذا العام هوية بصرية جديدة، حملت شعار "حيث تتعدد الأفكار وتلتقي الدبلوماسية بالحوار". وصُمم الشعار والعلامة الجديدة لتعزيز هوية المنتدى وتقوية حضوره وسمعته العالمية في مجال صياغة السياسات، وهو يعكس الجهود التي يبذلها المنتدى لترسيخ مكانته في صدارة صنع السياسات العالمية، وتعزيز الحوارات الحيوية، والاستفادة من الخلفيات المتنوعة والخبرات التي يمتاز المشاركون والمتحدثون بها.