اعتبر زعيم المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، اليوم الثلاثاء، أن وجود عسكريين روس في فنزويلا يمثل انتهاكاً لدستور فنزويلا، فيما أكدت موسكو أن قرارها إرسال خبراء عسكريين إلى كراكاس، لدعم حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، يراعي القانون الفنزويلي.
وقال غوايدو أمام البرلمان، وهو الهيئة الرسمية الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة، إنه "يبدو أن (حكومة الرئيس نيكولاس مادورو) ليس لديها ثقة في عسكرييها، لأنها تستقدم (عسكريين) من الخارج. إنهم ينتهكون الدستور من جديد".
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان، اليوم، إن بلادها "تطور تعاونها مع فنزويلا وفقاً لتطبيق دقيق لدستور هذا البلد مع الاحترام الكامل لقوانينه"، مضيفة أن "وجود اختصاصيين روس على الأراضي الفنزويلية يخضع لاتفاق بين الحكومتين الروسية والفنزويلية حول التعاون العسكري والتقني تمّ توقيعه في أيار/مايو 2001".
ويأتي تصريح غوايدو والتعليق الروسي، بعدما قامت طائرات عسكرية روسية بإنزال جنود ومعدات في فنزويلا، في خطوة نددت بها واشنطن.
ويوم السبت الماضي، وصلت طائرتان تابعتان لسلاح الجو الروسي إلى المطار الرئيسي بفنزويلا تقلان مسؤولاً دفاعياً روسياً ونحو مائة عسكري، وذلك في ظل تعزيز العلاقات بين كراكاس وموسكو، وبعد ثلاثة أشهر من تدريبات عسكرية بين البلدين في فنزويلا وصفها مادورو حينها بأنها مؤشر على العلاقات القوية، لكن واشنطن انتقدتها باعتبارها تدخلا روسيا في المنطقة.
يذكر أنه في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، هبطت قاذفتان روسيتان استراتيجيتان قادرتان على حمل أسلحة نووية في فنزويلا، في استعراض لإظهار الدعم لحكومة مادورو الاشتراكية، ما أثار حنق واشنطن.
وقال مادورو يوم الأربعاء الماضي إن روسيا سترسل أدوية لبلاده، وأنها أرسلت مساعدات إنسانية بلغت 300 طن في فبراير/ شباط الماضي.
في هذه الأثناء، وافق مجلس النواب الأميركي، بالإجماع، مساء أمس الإثنين، على ثلاثة قوانين تتعلق بتصعيد الضغط الأميركي على حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ويضيف قانون من هذه القوانين الثلاثة قيوداً على تصدير الغاز المسيل للدموع ومعدات مكافحة الشغب وأغراض أخرى يمكن أن تستخدم في السيطرة على الجريمة، فيما يحث الثاني إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تقديم ما يصل إلى 150 مليون دولار من المساعدات الإنسانية. وسيطلب القانون الثالث من وزارة الخارجية وأجهزة الاستخبارات تقديم تقييم بشأن التهديد الذي يمثله النفوذ الروسي في فنزويلا.
وكانت الولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة أخرى قد اعترفت بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيساً مؤقتا للبلاد، وهي تقول إن مادورو لم يُعَد انتخابه شرعياً العام الماضي.
وفرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات صارمة على فنزويلا في مسعى لدفع مادورو للتخلي عن السلطة، ودعت قادة الجيش هناك إلى التخلي عنه. من جهته، ندد مادورو بالعقوبات ووصفها بأنها تدخل أميركي، وفاز بدعم دبلوماسي من روسيا والصين.
(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)