وقال غوايدو، خلال تظاهرة لأنصاره، لمطالبة الجيش بتسهيل إدخال هذه المساعدات التي تم تخزينها على حدود فنزويلا، بحسب ما أوردت "فرانس برس": "23 فبراير/شباط سيكون اليوم الذي تدخل فيه المساعدات الإنسانية فنزويلا".
وتظاهر عشرات الآلاف من المعارضين، الثلاثاء، لمطالبة الجيش بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد، في وقت خرجت مسيرات لداعمي مادورو تنديداً "بالتدخل الإمبريالي".
وكان غوايدو دعا الفنزويليين إلى النزول للشارع، الثلاثاء، لمناسبة "عيد الشباب" لتكريم 40 شخصاً قتلوا خلال مسيرات معارضة للحكومة، ولمواصلة الضغط على مادورو والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى البلد الذي تمزقه أزمة سياسية واقتصادية خانقة.
وفيما كانوا ينتظرون كلمة رئيس البرلمان، الهيئة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة في فنزويلا، هتف مناصرو غوايدو في شرق كراكاس "حرية حرية".
وهذه التظاهرة هي الثالثة التي يدعو إليها غوايدو، بعد تظاهرتي 23 يناير/كانون الثاني، والثاني من فبراير/شباط.
وتُخزن أطنان من الأدوية والمواد الغذائية أو السلع الأساسية، منذ الخميس في مستودعات بمدينة كوكوتا الكولومبية، القريبة من جسر تيينديتاس الحدودي الذي أغلقه جنود فنزويليون بحاويتين وصهريج.
ووافقت البرازيل التي كانت إحدى أوائل الدول التي اعترفت بخوان غوايدو بعد الولايات المتحدة، على أن تفتح، "ابتداء من الأسبوع المقبل" مركز تخزين ثانياً في ولاية رورايما الحدودية، كما أعلن من برازيليا نائب المعارضة ليستر توليدو، الذي كلّفه غوايدو تنظيم تنسيق المساعدة.
ويرفض مادورو الذي ينفي وجود "أزمة إنسانية"، دخول هذه المساعدات، معتبراً أنّها خطوة أولى نحو تدخل عسكري للولايات المتحدة و"استعراض سياسي".
ويعزو نقص الأدوية والمواد الغذائية إلى العقوبات الأميركية. وتقول الأمم المتحدة إنّ 2,3 مليون فنزويلي قد غادروا البلاد منذ 2015، هرباً من أخطر أزمة اقتصادية في التاريخ المعاصر لهذا البلد النفطي.
مادورو يريد "حباً وسلاماً"
من جهته، قال مادورو، الثلاثاء، وفق ما ذكرت "الأناضول": "نريد سلاماً وحباً في فنزويلا. ولتتوقفْ طبول الحرب، وتنتهِ تهديدات التدخل في شؤوننا".
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس الفنزويلي، أمام مئات الأشخاص الذين شاركوا في مسيرة شهدتها العاصمة كراكاس، نظمتها منظمة الشباب في "الحزب الاشتراكي الموحد" الحاكم؛ دعماً لمادورو، وضمن فعاليات ينظمها الحزب بمناسبة "يوم الشباب".
وقام الرئيس الفنزويلي على هامش الفعالية بتدشين عدد من مراكز الشباب والرياضة بأنحاء مختلفة من البلاد، عبر الاتصال المباشر بالأقمار الصناعية.
وفي مقابلة مع شبكة "يورو نيوز" الأوروبية، اليوم الأربعاء، أعلن مادورو انتهاء "محاولة الانقلاب" على حكومته، مهاجماً دول الاتحاد الأوروبي على ما اعتبره "اتباعها الأعمى" لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال مادورو، بحسب ما نقلت "الأناضول"، إنّ "غوايدو كان يأمل في إحداث انقلاب عسكري، لكنّه فشل في الحصول على دعم الجيش"، وأضاف في المقابلة التي جرت بالقصر الرئاسي في كراكاس: "كان ذلك جنونا.. هم أرادوا انقلاباً عسكرياً، لكنهم فشلوا. كانوا يلعبون على تلك الورقة، إلا أنّ الأمر انتهى".
وهاجم الرئيس الفنزويلي الاتحاد الأوروبي، قائلاً: "أعتقد أنّ فيديريكا موغيريني ( الممثلة الخاصة لمفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي) وحكومات الاتحاد الأوروبي ارتكبوا خطأ فادحاً. لقد استمعوا إلى طرف واحد فقط (..) لم يستمعوا للبلاد بأسرها التي تريد الحوار والتفاهم والاحترام".
وتابع: "كما لم يستمعوا إلينا رغم أننا نمثل صوت القوة الحقيقية. أعتقد أنّ أوروبا تربط نفسها بصورة عمياء بسياسات دونالد ترامب السيئة".
وترامب، كان أول من اعترف بغوايدو، رئيساً انتقالياً لفنزويلا، وتبعته كندا ودول من أميركا اللاتينية وأوروبا، بينما أيدت بلدان أخرى أبرزها روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا، الرئيس مادورو.
الجيش يعزز انتشاره
في هذه الأثناء، أعلن الجيش الفنزويلي، بدء تدريبات عسكرية تستمر حتى الجمعة "لتعزيز قدرات البلاد الدفاعية". وأعلن وزير الدفاع الجنرال فلاديمير بادرينو لوبيز، الإثنين، أنّ الجيش "عزّز وجوده على الحدود".
وفي محاولة جديدة لعرقلة الدعم الذي يقدمه الجيش إلى الحكومة، حذر زعيم المعارضة العسكريين من أنّ منع دخول المساعدات من شأنه أن يؤدي إلى "جريمة ضد الإنسانية".
وقد عرض غوايدو تقديم عفو للذين يتمردون على رئيس الدولة، ووعدت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، أيضاً باستثناء الضباط الذين سيؤيدون زعيم المعارضة، من العقوبات.
وفيما دعت مجموعة من المعارضين إلى السماح بدخول "قوة متعددة الجنسيات" إذا ما استمرت الحكومة في عرقلة تسليم المساعدات، أكد غوايدو، الإثنين: "لا يلوح في الأفق خطر حرب أهلية لأنّ 90% من الشعب يريدون التغيير".
وكان خوان غوايدو (35 عاماً) أعلن نفسه رئيساً بالوكالة، في 23 يناير/كانون الثاني، مستنداً إلى الدستور، بعدما أعلن البرلمان الهيئة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة، نيكولاس مادورو "مغتصباً" للسلطة بسبب إعادة انتخابه المثيرة للجدل، في البلاد وخارجها.
في موازاة ذلك، كان ممثلون للمعارضة يُعدون لتنظيم مؤتمر دولي، الخميس، في مقر منظمة الدول الأميركية بواشنطن من أجل "حث" الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات على تقديم المساعدة إلى فنزويلا.
واشنطن تقترح وموسكو تحذر
إلى ذلك، اقترحت واشنطن أيضاً على مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار يدعو فنزويلا إلى تسهيل المساعدات الإنسانية الدولية، وتنظيم انتخابات رئاسية. وأثار هذا الاقتراح اقتراحاً مضاداً من روسيا، أحد حلفاء مادورو مع الصين وتركيا وإيران.
وحذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نظيره الأميركي مايك بومبيو، خلال اتصال هاتفي من أي تدخل أميركي في فنزويلا، بما في ذلك استخدام القوة. وقالت الخارجية الروسية في بيان إن "لافروف حذّر من أي تدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا، بما في ذلك استخدام القوة الذي تهدد به واشنطن والذي يمثّل انتهاكاً للقانون الدولي".
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الإثنين، استعداده للتوسط من أجل حل الأزمة السياسية في فنزويلا، لكنّه يريد موافقة الطرفين قبل الانتقال إلى العمل.
ويقول دبلوماسيون في الأمم المتحدة إنّ حكومة مادورو مستعدة لإجراء مثل هذه المحادثات، لكن ليس من الواضح بعد موقف خوان غوايدو.
ومن دون الكشف عن تفاصيل، أعلن مكتب المراقب المالي لفنزويلا، وهو هيئة إدارية تشرف عليها السلطة، الإثنين، فتح تحقيق حول تمويل غير قانوني خصوصاً على الصعيد الدولي بحق غوايدو.
(العربي الجديد)