متعة ومرح يعيشهما طلبة مدرسة المكفوفين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، أثناء تعلمهم اللغة الإنكليزية بعد اتباع نظام يكسر القاعدة التعليمية المتعارف عليها؛ ليتدخل الغناء والموسيقى معا في التدريس.
وانبثق البرنامج الذي تتبعه وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عن برنامج صوت العالم الذي عملت عليه الوزارة مع المجلس الثقافي البريطاني، والذي يعلم الأطفال اللغة عن طريق الغناء.
ويقول مشرف اللغة الإنكليزية في مديرية التربية والتعليم الفلسطينية بمدينة الخليل، رشيد رشيد، لـ"العربي الجديد"، إن وزارة التربية والتعليم وجدت أن برنامج التعليم بالغناء والموسيقى يناسب المكفوفين أكثر لأنهم يعتمدون بشكل كبير في حياتهم على حاسة السمع؛ ما أعطى الفكرة لحظة تطبيقها قبل ثلاث سنوات، نجاحا كبيرا وأثمر بشكل ملحوظ في تعليم الطلاب.
ويطبق البرنامج على المكفوفين من الصف الأول إلى السادس، ويتفاعل معه الطلبة بشكل كبير، فهو أدخل نوعا جديدا ممتعا من التعلم على حياتهم الدراسية، فالطبيعة البشرية تحب الموسيقى وتتفاعل معها لا إراديا، إضافة إلى الهدف الأساسي من البرنامج وهو حفظ كلمات اللغة الإنكليزية.
ويوضح رشيد، أن المعلم الذي خضع لدورة تدريبية في هذا المجال لأكثر من خمس عشرة ساعة، يتمكن من استدراج الطالب للتعلم بالمتعة والارتياح الذي تولده الموسيقى التي تسهل المهمة على المعلم، إضافة إلى السعادة التي يشعر بها المكفوفون من نظام التدريس الذي نجح بالفعل.
ويضيف أن "ثمة نظاما مساعدا، فكلمات الأغنية مكتوبة بنظام بريل، وتأتي بالتزامن مع الموسيقى، ما يجعل الأطفال أكثر راحة لحظة الغناء والتعلم، ما يدفعهم إلى حب الدرس والإقبال عليه".
وحقق نظام التعليم بالموسيقى والغناء نجاحا كبيرا، وغير مستويات تحصيل الطلبة المكفوفين، كما أنه أضفى طابعا من تغيير النفسية لطلبة لا يستطيعون رؤية ما يتعلمونه، الأمر الذي جعل الفكرة تنفذ على أكثر من 20 مدرسة تابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وبعضها مدارس لغير المكفوفين، حتى بات يستهدف أكثر من 5000 طالب وطالبة.
أكثر من 50 معلما فلسطينيا أصبح لديهم خبرة في التعليم بهذا النظام، وهم يواصلون مهمتهم نحو هدفهم الأساسي في تعليم اللغة الإنكليزية للمكفوفين عن طريق سماع الموسيقى والغناء بلحن جميل يعطي الطالب طابع المتعة وحب التعلم.