وفي تفاصيل الحادث المأساوي، أنّ حريقاً اندلع بمنزل في الطابق الأول، بإحدى الشقق السكنية (حي النصر) ببلدة سيدي علال البحراوي، أمس الأحد حوالى الساعة الخامسة، ففرّت الأمّ هاربة وهي تمسك رضيعها بين يديها، لتُفاجأ عند وصولها إلى باب العمارة أن ابنتها البالغة من العمر 5 سنوات ليست خلفها وأنها حاولت الفرار عن طريق النافذة، غير أن وجود الشباك الحديدي حال دون نجاتها.
ووفقاً لوسائل إعلام محلية، فإن عمال الإنقاذ حاولوا التدخل بخراطيم المياه لإنقاذ الطفلة التي ظهرت قدماها وهي تحاول القفز لتجاوز اللهيب، وتصرخ "أنقذوني" لكن دون جدوى، إذ فارقت الحياة مباشرة بعد نقلها إلى المستشفى بسبب الحروق الخطيرة التي أصابتها.
وذكرت المصادر أنّ الضحية كانت تلعب بشباك غرفة المنزل المطلة على الشارع وقت نشوب الحريق جراء انفجار شاحن كهربائي من عينة رديئة كان يستعمل بداخل الغرفة، مشيرة إلى أن السلطات الأمنية فتحت تحقيقًا في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة المتخصصة، للكشف عن ظروف وملابسات الحادث.
من جهته، قال مدير "المركز المغربي لحقوق الإنسان" عبد الإله الخضري، لـ"العربي الجديد"، إنها فاجعة مؤلمة بكل المقاييس، إذ علقت الطفلة داخل البيت الذي اشتعلت به النيران، دون أن تتمكن والدتها من إنقاذها إلى أن قضت نحبها تحت لهيب النيران بتلك البشاعة التي ظهرت عبر تسجيل مرئي.
Facebook Post |
وتابع "الأسباب متعددة، قد يتعلق الأمر بداية بالشاحن، حيث إن الأسواق المغربية تعج بأجهزة الشحن الرخيصة، وهي عرضة للانفجار بسبب هشاشة نظامها الإلكتروني، ثانياً يبدو أن خطأ ما حصل أثناء محاولة الأم الهروب هي ورضيعها، حيث لم تتمكن من اصطحاب ابنتها لطارئ ما حصل كانغلاق الباب قبل خروج الطفلة".
Twitter Post
|
وأوضح " الشقق في تلك العمارة لا تتوفر على منفذ الإغاثة، وهذه تعتبر ثغرة خطيرة تجعل المنعشين العقاريين والمهندسين، الذين لا يحترمون دفتر التحملات، تحت المساءلة القانونية، وفضلاً على كل ذلك، يفتقد المواطنون إلى ثقافة استعمال الأجهزة الكهربائية، كما يفتقدون إلى ثقافة التعامل مع الطوارئ وضعف وسائل الإنقاذ وبطء التدخل، كلها عوامل تساهم بشكل أو بآخر في توالي حوادث من هذا القبيل".
Twitter Post
|
وتداول نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مشهد احتراق الطفلة، معبرين عن استيائهم وغضبهم من احتراقها بهذه الطريقة البشعة والمؤلمة، ومطالبين بمحاسبة كل من يثبت تقصيره في أداء مهامه.
Facebook Post |
وعلق أحد النشطاء قائلاً: "مشهد احتراق جسد طفلة بالكامل وأمام الملأ من وراء شباك نافذة حديدي يقطع الأوصال ويذبح القلوب ويفتت الأفئدة؛ ويطرح أيضاً عدة تساؤلات أولها: مدى جاهزية رجال الوقاية المدنية أمام مثل هذه الحوادث؟ ثانيها: هل من حلول أخرى لتحقيق أمن المنازل غير السياج الحديدي الذي يحول دون التدخل السريع لمثل هذه النوازل؟ ثالثها: أين دور الإعلام العمومي والبرامج التعليمية من تحقيق التوعية المبكرة للتعامل مع الحوادث المفاجئة؟".
وكتب آخر "قبل أيام فقط شاهدنا كيف تم التدخل من طرف المسؤولين وكيف تم التعامل مع حادث فاجعة إجوكاك التي راح ضحيتها 20 شخصاً، واليوم فاجعة احتراق طفلة بريئة أمام عجز الوقاية المدنية والأجهزة المختصة عن التدخل من أجل إنقاذها..رحم الله أبناء هذا الوطن الجريح".
فيما عبر آخر عن غضبه قائلاً: "احتراق طفلة بسبب تأخر الإغاثة، ألا يستحق تحقيقاً وعقاباً حقيقياً وليس كبش تضحية لتغطية الفشل الاجتماعي الذي يعيشه المغرب؟".