غضب من عودة رموز "الوطني" إلى جامعة الإسكندرية

11 نوفمبر 2014
مخاوف من تعيين "فلول" رئيسا للجامعة (العربي الجديد)
+ الخط -

أثار قرار وزير التعليم العالي المصري اختيار ثلاثة من قيادات الحزب الوطني المنحل، الذي كان يحكم مصر قبل الثورة، ضمن اللجنة المشكلة لاختيار رئيس جامعة الإسكندرية، حالةً من الغضب والاستياء بين عدد من المواطنين ونشطاء الإسكندرية، بسبب ما وصفوه بمحاولات تمكين الفلول ورموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، من العودة إلى تصدر المشهد سياسيا مجددا.
ودعا عدد من النشطاء السياسيين في الإسكندرية إلى إحياء حملة "خد بالك" ضد رموز وأعضاء الحزب الوطني، والتي سبق تدشينها عقب ثورة 25 يناير للمطالبة بملاحقتهم قانونيًا وشعبيًا بتهمة "الفساد السياسي واستغلال النفوذ" على مدار العقود الثلاثة السابقة.
وتم توزيع العديد من الملصقات والمنشورات لتوعية المواطنين من مخاطر تسللهم إلى الحياة السياسية مرة أخرى عبر عدد من الأحزاب الحديثة والتي تم تأسيسها خلال الفترة الأخيرة، أو تولي عدد من المناصب القيادية، والذي يبدأ باختيار رئيس جديد لجامعة الإسكندرية أو البرلمان المقبل، كما تم إرفاق قائمة تضم أسماء شخصيات سبق وأن تولت مناصب في الحزب الوطني.
وكان وزير التعليم العالي أعلن عن فتح باب الترشح لمنصب رئيس جامعة الإسكندرية الأسبوع المقبل، وذلك بعد الانتهاء من اجتماع اللجنة السباعية بالمجلس الأعلى للجامعات.
وأضاف خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بجامعة الإسكندرية أن جامعة الإسكندرية اختارت 3 من رؤساء الجامعة السابقين لتمثيلها في اللجنة السباعية لاختيار رئيس جامعة الإسكندرية الجديد من بينهم، وهم: الدكتور هند حنفي والدكتور محمد عبد الله والدكتور عصام سالم، والذين كانوا ضمن أبرز قيادات الحزب الوطني المنحل على مدار السنوات العشر السابقة على ثورة يناير.
وفي أول رد فعل على تصريحات وزير التعليم العالي، قام طلاب بالمجمع النظري في جامعة الإسكندرية بتوزيع منشور بعنوان "امسك فلول"، انتقدوا فيه اللجوء إلى رموز الحزب الوطني، بعد ثورة أطاح فيها الشعب بالحزب ورموزه، معتبرين أن الانقلاب العسكري أصبح لا يخشى الإطاحة بكل طموحات وأحلام الشعب.
وأضاف البيان: الانقلاب العسكري لم يكتفِ بإزاحة الوجوه الثورية من كل مناصب الدولة، بل عمد أيضًا إلى إعادة نفس الوجوه القديمة والمعروفة بالتورط في الفساد والاستبداد وإفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمصريين.
واعتبر الطلاب، خلال البيان، أن إعادة الوجوه القديمة لم تكن سقطة من الانقلاب، بل هي سياسة مرسومة ومعدة سلفًا، بغرض إيصال المواطنين إلى أقصى درجات اليأس والإحباط من أي تحرك ثوري محتمل ضد السلطات الجديدة.

وتوعد محمود مرسي، أحد القيادات الطلابية بمجمع طبي في الإسكندرية، السلطات، بموجة عارمة من الغضب، في حالة الإصرار على استمرار النهج القمعي للانقلاب، مضيفًا: "هذه التصرفات متوقعة من السلطة، وفي نفس الوقت مفيدة للحراك الثوري في الشارع المصري، إذ إنها تزيده قوة وصلابة، وتعطيه الزخم اللازم، حتى تنفجر ثورة حقيقية تطيح بكل من أضر بالثورة المصرية وعمل على تقويضها والانقلاب عليها".
وأضافت الناشطة في حركة طلاب ضد الانقلاب في الإسكندرية، رنا علي، أن غالبية الأسماء التي تنتمي إلى الحزب الوطني، هي تربت أجيال كاملة على كراهيتهم بسبب ما فعلوه بالشعب المصري بعد أن تسببوا في إحداث وفساد في كافة المجالات التربوية والعلمية والإدارية، مشددًا على ضرورة منح الفرصة لمن هم أجدر بإصلاح الحياة الجامعية داخل الجامعة من خلال القيادات المتميزة وأصحاب الكفاءات.
فيما حذر عضو حركة "طلاب مستقلون" سعيد محمد، من اختيار فلول الحزب الوطني لمنصب رئيس الجامعة أو غيرها من المناصب القيادية، مؤكدًا أن الطلاب ومعهم جميع الشرفاء في الجامعة لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وسيتم اتخاذ إجراءات تصعيدية تجاههم.
وحذر حزب الثورة المصرية، في بيان له، من اختيار رموز النظام الأسبق لرئاسة جامعة الإسكندرية، وقال: بعد 4 سنوات من ثورة قامت بالأساس على الظلم والقهر وعدم تكافؤ الفرص وهيمنة أذناب النظام الأسبق على مجريات الأمور في كل مؤسسات الدولة، فليس من المعقول أو المقبول ترشيح أقطاب النظام الأسبق لرئاسة جامعة الإسكندرية أو غيرها من المؤسسات والمناصب.
ودعت حركة "تغيير" في الإسكندرية، إلى فضح فلول الحزب الوطني المنحل، وتحذير المواطنين منهم، وعمل الدعاية المضادة لهم، خاصة بعد التحركات الأخيرة لعدد من رموزهم لتصدر المشهد السياسي، وسط عملية "تلميع وتجميل" واسعة من قبل وسائل الإعلام الخاص.
وقال منسق حركة تغيير إيهاب القسطاوي: لن نصمت طويلا، وسنعمل جاهدين على فضح وكشف كل الرموز التي شاركت في الفساد السياسي بالإسكندرية، وكل من تاجر بأحلام ودماء الشباب، مشيرا إلى أن الحملة بدأت في توزيع "بوسترات" ورقية على المواطنين في جميع دوائر الإسكندرية لفضحهم، بالإضافة إلى عرض "داتا شو" تحت عنوان "افضحوهم" لعرض التاريخ غير المشرف لأعضاء الوطني.
المساهمون