وتُظهر المقاطع العشرات من العراقيين والإيرانيين، الذين خلعوا ملابسهم التي تغطّي الجزء العلوي من أجسادهم، وقطعوا الطريق أمام محل بوظة بكداش، وداخل سوق الحميدية وبدأوا بمراسم اللطم.
وأثارت هذه الحادثة استياء واسعاً وتحفّظاً بين السوريين، الذين وجدوا أهم معالم دمشق تتعرّض لغزوٍ طائفي علني.
وأطلق ناشطون شعاراً "دمشقنا أم دمشقهم"، عبّروا من خلالها عن استيائهم من الطقوس الشيعية التي تجري على الملأ في شوارع وأسواق العاصمة وحتّى المعالم الدينية لأبناء العاصمة كالمسجد الأموي.
ووصف الناشطون هذه الظواهر بأنها استباحة للمجتمع السوري وغزو ثقافي وديني داخل السوق الذي انطلقت من داخله شرارة الثورة والاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات قبل نحو سبع سنوات.
وقال أحد الباعة الموجودين داخل السوق لـ"العربي الجديد": "ظهر يوم أمس سمعنا حركة وضجّة كبيرة داخل السوق، ثم لاحظنا تقدّم وفود يقدّر عدد أفرادها بالمئات، وكانوا يجوبون سوق الحميدية ويقومون باللطم على أناشيد غير مفهومة".
— إبراهيم عبد القادر (@Ebr_AbdAllah) ٥ ديسمبر، ٢٠١٦
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— إبراهيم عبد القادر (@Ebr_AbdAllah) ٥ ديسمبر، ٢٠١٦
|
وأضاف أنّهم توقّفوا وسط السوق وبدأوا برفع وتيرة الأناشيد واللطم، متابعاً: "وقفنا نشاهد ما يحدث بدهشة واستغراب ودون أن نتمكّن من إيقافهم"، موضحاً أنّه "أمر صعب أن ترى هذا الاحتلال والاستباحة لمعالم بلادك التاريخية من قبل أجانب، وأنت واقف مكتوف الأيدي غير قادرٍ على أن تحرّك ساكناً".
— Orient أورينت (@OrientNews) ١٠ نوفمبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقبل بدء الثورة السورية، كانت مظاهر الطقوس الدينية عند الشيعة في سورية تُمارس في أماكن مغلقة وتقتصر على الأماكن الدينية المخصّصة لهذه المظاهر، ولم يسبق أن حدثت علناً على مرأى الجميع في واحدٍ من أشهر أسواق العاصمة.
بالمقابل، اعتبر مغرّدون أن النظام السوري قتل مئات آلاف من السوريين بحجّة بناء دولة علمانية تعدّدية، متسائلين لماذا لم يظهر حسّ النظام العلماني أمام هذه المظاهر، في حين وصف آخرون ما جرى بأنّه احتلال أجنبي للبلاد.
وتُعتبر مدينة دمشق من أهم المدن، التي دأبت إيران على توسيع نفوذها داخلها، لا سيما بسبب أهميتها الاستراتيجية والتاريخية من جهة، واحتوائها على مقام السيدة زينب في ريف دمشق، ومقام السيدة رقيّة في دمشق القديمة، ومقام السيدة سُكينة في مدينة داريا التي تم تهجير سكّانها منها.