أثارت تدوينة للشيخ السلفي، حسن الكتاني، بشأن الانفجار الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت، غضباً على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، بعد أن اعتبرت تدوينته "طائفية تزرع الحقد والكراهية".
وقال الشيخ حسن الكتاني، الذي كان اعتقل إلى جانب شيوخ السلفية على خلفية أحداث الدار البيضاء الإرهابية في 16 مايو/ أيار عام 2003، في تدوينة نشرها على حسابه في "فيسبوك" إن "المؤلم في ما حدث في بيروت أن التفجير حدث في منطقة تعد معقلاً لأهل السنة".
وحاول الكتاني امتصاص الانتقادات الغاضبة التي طاولت تدوينته، بنشر تدوينة ثانية قال فيها "إذا حدثت مصيبة في مكان ما، فمن الطبيعي أن تهتم بأهلك قبل كل شيء، من العجيب أن يجادلني قوم في هذا الأمر وهم يفعلون مثله في حياتهم"، إلا أن ذلك لم يخفف من حدة الانتقادات التي طاولته من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب.
الباحث في الدراسات الإسلامية، محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بأبو حفص، علق في تدوينة على "فيسبوك": "ما دامت فكرة أننا أفضل من غيرنا، وأننا خير الناس، وأننا الأمة المختارة، وأننا نمتلك الحقيقة المطلقة، مترسخة في وعينا وفي ثقافتنا، فلا نستغرب مثل هذه التدوينات الطائفية التي تزرع الحقد والكراهية، حتى في لحظات الحزن والنكبات الإنسانية".
وتابع أبو حفص، المعتقل السابق على خلفية الأحداث الإرهابية في الدار البيضاء، قبل العفو عنه بمعية باقي "شيوخ السلفية الجهادية": "الطائفية لا تجتمع والإنسانية أبداً، ما دام الطائفي يرى أنه أفضل من غيره، وأنه وحده من يستحق النجاة، وأنه وحده المنصور آجلاً وعاجلاً"، مشيراً إلى أن "الطائفي حين يسمع بأي حدث، فيه قتلى وضحايا أول ما يسأل عنه: كم مات من طائفته؟".
واعتبر أبو حفص أن الطائفي "لا يحزن ولا يبالي ولا يكترث بمن مات؛ إن لم يكن على دينه، بل على مذهبه وطريقته، بل قد يفرح حين يسمع أرقاماً كبرى من ضحايا الطائفة الأخرى أو الدين الآخر"، لافتاً إلى أن "الطائفية فكرة متجذرة في التصورات الدينية المتشددة على اختلاف مذاهبها، لذلك لا تستغرب أبداً حضور هذه الفكرة حتى لو تعلق الأمر بنكبة إنسانية لم تفرق بين دين أو مذهب".
وكتب الناشط الحقوقي، بوبكر أونغير: "إذا كان هذا التصريح المنسوب إلى الأستاذ الحسن بن علي الكتاني صحيحاً، فهو تعبير أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه تأويل طائفي مغرض لكارثة ضربت لبنان"، وأضاف وهو "رئيس العصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان": "السنة والشيعة والدروز والأقباط والمسيحيون ... كلهم بشر قبل أن يكونوا طوائف ومللاً، اتقوا الله في أقوالكم وأحكامكم".
بدوره، قال الصحافي المغربي الشرقي لحرش: "تدوينة حسن الكتاني عن لبنان متطرفة وغارقة في الطائفية"، متسائلاً "هل هذا هو نموذج الدعاة الذي يحبب الإسلام إلى الناس؟".
الناشط عادل الفاتحي علق على تدوينة الشيخ الكتاني بالقول: "غباء رؤوس التطرف والطائفية، حسن الكتاني نموذج يتكرر في كل مناسبة!".
وبحسب المدون عبد الله بنحاسي، فإن "حرية التعبير لا تعني الإساءة إلى الآخر أو التمييز العنصري ضده... الناس في نكبة مسلميهم ومسيحييهم ولم يجد السلفي الحسن الكتاني إلا تلك العبارات التمييزية لإعلان تضامنه مع السنة دوناً عن بقية اللبنانيين".