قبيل عيد الفطر، تتجوّل الشابة مع كمامتها في أحد الأسواق. هويّتها غير مهمّة ولا موقع السوق الجغرافي، فالمشهد يتكرّر في أسواق كثيرة ببلدان عربية وإسلامية تتهيأ للعيد الذي يحلّ هذا العام وسط أزمة كورونا. في الخلفيّة، يبدو بائع السكاكر من دون قناع واقٍ من فيروس كورونا الجديد، فهو لا يأبه للعدوى كما هي حال كثيرين غيره.
صحيح أنّ ثمّة جدال حول أهميّة الأقنعة الواقية، غير أنّ ما يُجمع عليه الخبراء هو ضرورة وضعها عند الاختلاط مع آخرين. هو قد يكون مصاباً بمرض كوفيد - 19 الذي يتسبّب به الفيروس الجديد من دون أن يدرك ذلك، إذ لا يعاني من أيّ أعراض، وبالتالي قد ينقل العدوى إلى زبائن يقتربون منه وهم بدورهم لا يراعون شروط التباعد الاجتماعي المفروض وسط جائحة كورونا ولا يعتمدون أقنعة واقية أو كمامات.
بعيداً عن العدوى واحتمالاتها في الأماكن العامة وعن جدوى الأقنعة الواقية، فإنّ الحركة تتفاوت في الأسواق على الرغم من أنّ عيد الفطر على الأبواب. وفي حين يكاد كثير منها يخلو من الزبائن، يشهد بعضها ازدحاماً، وإن كان الأمر "حركة بلا بركة" على خلفيّة تدهور الأحوال المعيشية نتيجة الجائحة التي لم توفّر بقعة من العالم. وفي تلك الأسواق، أرباب وربّات عائلات يعمدون إلى شراء الضروري ولا شيء غير الضروري، خشية حرمان أولادهم من فرحة ولو متواضعة في المناسبة. كذلك، لا يغيب مشهد أطفال كثيرين يرافقون ذويهم في تسوّقهم، فيما تتسمّر أنظارهم على ألعاب ملوّنة في المحلات وعلى البسطات... وتبقى غصّة الجميع كبيرة.
(العربي الجديد)