غسان مطر: ارتفاع الأسعار أزمة عالمية

04 أكتوبر 2014
غسان مطر متفائل بشأن مستقبل الاقتصاد المصري
+ الخط -
أكد الفنان الفلسطيني غسان مطر أن ارتفاع الأسعار أزمة عالمية، ولا تكتسي طابعا محليا. وقال أيضا إن الشعب المصري تحمل أزمات اقتصادية عدة منذ ثورة يناير 2011، داعيا الشباب المصري إلى التفاؤل بشأن مستقبل بلاده. وإلى نص المقابلة:

*من وجهة نظرك هل تأثر الشارع المصري كثيراً بارتفاع الأسعار الذي عرفته البلاد خلال الفترة الأخيرة؟

الشعب المصري تحمل العديد من الأزمات في السنوات الأخيرة، فقد عانى أكثر من أزمة، وتحديداً بعد ثورة يناير/كانون الثاني نتيجة لما حدث من انفلاتات أمنية وتوالي المراحل الانتقالية. وقد أدت جميع هذه الأمور إلى أزمة اقتصادية، أوصلتنا إلى ما نحن عليه من ارتفاع في الأسعار التي أعتبرها وأراها أزمة عالمية، وليست حصراً على الصعيد المحلي فقط. ولو قمنا بالمقارنة بين أسعار السلع فى مصر ودول أخرى، لوجدنا أنها منخفضة نسبيا هنا. فالأسعار تختلف من بلد لآخر، وحتى فى مصر، نجد سعر المنتج أو السلعة الاستهلاكية الواحدة يختلف من منطقة إلى أخرى، ولذلك ارتفاع الأسعار لا يكون بالقدر نفسه في جميع المناطق، وهذا أمر طبيعى على مستوى العالم العربي.

*وجهة نظرك هذه، هل هي مستمدة من الأخبار ومتابعتك لما يجري اقتصادياً في العالم أم نتيجة لاحتكاكك المباشر بالمصريين ومعرفتك بالأسواق المحلية؟

أنا أحب أن أكون بين الناس في كل مكان، ولذلك، فقد تعودت على التسوق بنفسي في التجمعات التجارية الكبيرة لشراء احتياجات منزلي وأسرتي، وذلك بشكل دائم ومستمر. وقد أكسبني هذا الحضور المستمر في الشارع والتردد بانتظام على السوق خبرة كبيرة وجعلني أشعر وأستشعر كل ما يحدث من تغيرات في الأسعار، حتى لو كانت تغيرات طفيفة.

* أثناء التسوق، هل تدفع ثمن مشترياتك باستعمال البطاقة البنكية أم تفضل التعاملات النقدية؟

أتعامل بالبطاقة البنكية، لأنها أسهل كثيراً من أن أحمل أموالاً خلال الخروج إلى الشارع أو التسوق. ومن الناحية الأمنية تبقى الطريقة الأكثر أمنا أيضا نظرا لما نسمعه ونطالعه ونراه من حالات سرقة بالإكراه وغيرها. ولهذا السبب، لا أتعامل ماليا إلا بالبطاقة البنكية.

*وهل تأتمن أحداً على الرقم السري لبطاقتك البنكية الخاصة؟

هذا الأمر في غاية الخطورة، ولا أنصح أي شخص به. ولكن هناك أمور ومواقف ضرورية تحتاج فيها أن تعطي الرقم السري لأحد أفراد أسرتك أو أصدقائك. ومن هذه الحالات أزمات خاصة ومواقف حرجة طارئة كالتواجد في المستشفى أو ما شابه ذلك من أمور طارئة لا تتحمل التأخير. شخصياً، أحرص على تغيير الرقم السري لبطاقتي البنكية من وقت لآخر حتى لا أضع نفسي في موقف أندم عليه كثيراً بعد ذلك. وهذا ليس من باب التخوين، وإنما من باب توخي الحيطة والحذر فقط، فكل من حولي أهل للثقة، ولكن من يدري ربما تقع البطاقة البنكية في يد من لا يقدر هذه الأمانة، حينها سأكون أنا أيضا ساعدته وذلك باستهتاري.

*لكنّ، يمكن أن يعتبر البعض هذه الأقوال حرصاً مبالغاً فيه وعلامة بخل، فكيف ترد؟

ليس بخلاً، ولكنه مبدأ والمبدأ لا يتجزأ عندي، ولو شئنا إعطاء أمثلة عن ضحايا لاستهتارهم في هذا الأمر، لوجدنا أن كثيراً ممن تهاونوا في هذه الأمور، وجدوا أنفسهم مضطرين إلى تحمل عواقب غير حميدة. وكما يقول المثل: "المال السايب يعلم السرقة"، فلماذا أتهاون في أمور مالية كبيرة من الوارد جداً أن تلحق بي أضرار في حال تهاونت فيها. فهناك أكثر من نموذج حيّ عن هذه الأمور لا أحب أن أقع فيها. يلزمنا أن نضعها جميعا نصب أعيننا لكي نستخلص منها دروسا نتعلم منها، ونأخذ العبرة والعظة حتى لا تتكرر معنا. لا أقول لا تثق بأهلك وأفراد أسرتك أو أن تكون بخيلاً في تعاملاتك المالية معهم، ولكني أرى أن الثقة يلزم أن تكون بحدود لكي لا تستغل بطريقة خاطئة تضر الجميع وتعود بالسلب على الأسرة كلها.

*اشتهرت بعبارة "اعمل الصح" فمن تخاطب بها؟

أقول "اعمل الصح" للشباب المصري المكافح الصبور، وأدعوه للتفاؤل، فما مضى كان الأصعب، وما يحمله القدر لمصر وأبنائها أفضل بكثير مما مر عليها، كما أدعوهم للالتفاف والتكاثف والاجتهاد والصبر والإخلاص والتفاني في العمل، وكل ما تحمله تلك العبارة من معان لها علاقة بالهمّة والتركيز.
المساهمون