غزّة لا تستفيد من أمطارها: الخزان الجوفي مهمل

01 فبراير 2015
أمطار غزيرة هطلت على غزة (خاص/عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
رغم كميات الأمطار الكبيرة التي هطلت على قطاع غزة، خلال موسم الشتاء الحالي، والتي وصلت حتى الآن، إلى نحو 107% من المعدل العام طويل الأمد، إلا أنّ معدل استفادة الخزان الجوفي، المصدر الوحيد لتلبية احتياجات غزة المختلفة، من تلك الكميات لا يكاد يتجاوز لـ10%.
يواجه الخزان الجوفي في القطاع، عدة تحديات تمنعه من الاستفادة من مياه الأمطار، كمصدر أساسي لتغذيته، وتعويض ما يُسحب منه، كالزحف العمراني وحفر الاحتلال الإسرائيلي آباراً "اصطيادية" على طول حدود قطاع غزة الشرقية، لسحب المياه المترشحة إلى باطن الأرض، وكذلك المتدفقة غرباً نحو شاطئ البحر.
وقال نائب رئيس سلطة المياه الفلسطينية، ربحي الشيخ، لـ"العربي الجديد"، إنّ الخزان الجوفي لم يستفد من كميات الأمطار التي فاقت معدلها السنوي العام، إلا بكميات قليلة جداً، مبيّناً أن معدل هطول الأمطار على القطاع بلغ 379 ملم، رغم بقاء نحو شهرين على نهاية الموسم، بينما يبلغ المعدل العام للهطول 356 ملم/ السنة.
وذكر الشيخ عدة أسباب تمنع الاستفادة من مياه الأمطار بالشكل المطلوب، منها افتقار قطاع غزة إلى البنية التحتية التي تساعد على ترشيح مياه الأمطار إلى باطن الأرض، بدلاً من الجريان على السطح وصولاً إلى البحر أو شبكات الصرف الصحي، ما يعني عدم تحقيق أي فائدة من الأمطار.
وأضاف نائب رئيس سلطة المياه، أن عدم وجود مخططات أثناء إنشاء الشوارع والمباني، منع تحقيق الاستفادة القصوى من مياه الأمطار، وكذلك تراجع المساحات الفارغة لصالح الزحف العمراني، أعاق إنشاء برك التجميع أو أحواض الترشيح في الأماكن التي يكثر فيها تساقط الأمطار.
وبيّن الشيخ أن المزارعين وأصحاب الأراضي، هم الجهة الوحيدة التي تستفيد من مياه الأمطار، في ظل الوضع القائم حالياً، من خلال الاعتماد على مياه الأمطار العذبة في ري مزارعهم وأشجارهم، بدلاً من تشغيل آبار المياه، وتحمّل تكاليف تشغليها على الوقود في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
ويعتمد مئات المزارعين في قطاع غزة، في ري أراضيهم، على مياه الأمطار، التي يتم تجميعها داخل أحواض مختلفة الأحجام ينشئونها قرب أراضيهم، الأمر الذي ينعكس عليهم إيجابياً في توفير بعض النفقات المالية، والتقليل من استخدام المياه المالحة التي تؤثر سلباً على كفاءة إنتاجية الأرض وجودة المحصول.
وتبلغ القدرة الإنتاجية للخزان الجوفي نحو 55-60 مليون م3 سنوياً، في حين أن ما يستخرج من الخزان يصل إلى نحو 200 مليون متر مكعب سنوياً من المياه، بينما يزداد العجز السنوي بشكل متسارع، والذي بلغ حتى الآن نحو 140 مليون م3.
في السياق، وصف الخبير المائي، أحمد حلس، وضع القطاع المائي في غزة، بـ"الكارثي"، مشدداً على أن أبرز مشكلة تواجه قطاع المياه، هي محدودية المصادر المغذية للخزان الجوفي، التي تقتصر على الأمطار، والتي تترشح إلى باطن الأرض في ظل ازدياد الطلب على المياه، بالتزامن مع ارتفاع أعداد السكان.
وذكر حلس، لـ"العربي الجديد"، أنّ الخزان الجوفي يعاني من تسرب مياه الصرف الصحي إليه، بسبب انتشار الحفر الامتصاصية لتصريف المياه العادمة، وترشح المياه الناتجة عن مكبات النفايات إلى باطن الأرض، نتيجة عدم وجود بنية تحتية سليمة في تلك المكبات، إلى جانب عمليات حفر آبار المياه بشكل عشوائي. ولفت إلى تضرر مياه الخزان الجوفي من الاستخدام المفرط للأسمدة الكيمائية للأغراض الزراعية، إلى جانب توقف مشاريع التنمية والتطوير، وغياب الدعم المالي الخاص بترميم البنية التحتية للقطاع المائي.
المساهمون