غزة: معايير "الأونروا" للفقر توقف المساعدات

19 فبراير 2014
+ الخط -

لا شيء يُقلق اللاجئ من بلدة حمامة إلى مخيم الشاطئ في قطاع غزة، محمود حسونة (52 عاماً)، أكثر من التقليصات المتصاعدة التي تطاول المعونات التي يتلقاها اللاجئون الفقراء من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". فمنذ شهرين، الوكالة أوقفت المساعدة الغذائية التي يتلقاها محمود وأسرته المكونة من سبعة أفراد، بدعوى أنه لم يعد بحاجة إليها، على الرغم من أنه يؤكد أن "ما كان يقدم لنا من الأونروا كل ثلاثة أشهر لم يكن يكفي، لكنه كان يساعد في تخفيف الحمل الكبير الملقى عن عاتقنا".

وتقدم الأونروا للاجئين الفقراء في غزة، ما يُعرف محلياً بالطرود الغذائية، أو "الكوبونات"، التي تحوي الدقيق والأرز والسكر وبعض المعلبات، وزيت الطهي كل ثلاثة أشهر مرة واحدة، لكن 11 ألف لاجئ في الشهرين الأخيرين حُرموا منها بدعوى أن ظروفهم المعيشية تحسنت.

ولا يظهر على محمود تحسن حالته المادية، فهو لا يزال يعيش في منزل صغير سلّمته إسرائيل لوالده في مخيم الشاطئ، عقب النكبة والهجرة الفلسطينية، ولم يحصل أي من أبنائه من خريجي الجامعات، على وظيفة.

وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، يقول حسونة:" "لا أعرف ما الذي تغير. وصلتني رسالة على هاتفي من الأونروا مكتوب فيها أنه تم تغيير حالتك من فقر مدقع إلى غير فقير، ذهبت إليهم للاستفسار، فطلبوا تقديم طلب رسمي حتى يعيدوا البحث... وما زلت أنتظرهم منذ أسبوع".

وما يقلق محمود وآلاف اللاجئين في غزة، يُقلق أيضاً "اللجان الشعبية للاجئين"، المدافعة عن حقوقهم، والتي تتهم صراحة "الأونروا" بعدم مراعاة الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة المحاصر.

ويؤكد رئيس اللجان الشعبية في القطاع، معين أبو عوكل، لـ"العربي الجديد"، أن اللجان تقدمت برسائل احتجاج عديدة لـ"الأونروا" ضد سياسة التقليصات التي باتت وتيرتها تتصاعد، مشيراً إلى أن الوكالة "تضرب بعرض الحائط معاناة اللاجئين وصعوبة الحياة التي يواجهونها".

ويذكّر أبو عوكل أنّ "الأونروا" تزيد، بتقليصاتها المتتالية، من معاناة اللاجئين، مع استمرار الحصار وارتفاع معدلات البطالة في صفوفهم، محذراً من أن التقديمات تسير بتراجع شديد تجاه اللاجئين الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم، أي في الأقاليم الخمسة حيث تنشط.

وأجرت "الأونروا" مسحاً للفقر في العام 2013، أظهرت نتائجه أن أوضاع بعض اللاجئين تحسّنت، بينما ازدادت أحوال آخرين سوءاً، لذلك قررت تعديل خريطة المساعدات للفئتين، وفق ما ذكر مستشارها الإعلامي عدنان أبو حسنة، في حديث مع "العربي الجديد".

ويشير أبو حسنة إلى أن ما حدث مع 11 ألف لاجئ في القطاع المحاصر، "لا علاقة له بالأزمات المالية التي تعيشها الأونروا، بل كل ما في الأمر هو أننا وجدنا أن بعضهم بحاجة إلى زيادة المساعدة، وأن آخرين لم يعودوا بحاجة إليها".

وكشف أن نحو خمسة آلاف أسرة في غزة كانت تتلقى مساعدات عادية، "والآن أصبحت تتلقى ضعف ما كانت تتلقاه سابقاً لأن أوضاعها صعبة، ولا تكفيها المساعدات التي كانت تتلقاها".

ونفى أبو حسنة بشدّة، وجود أي "نوايا سيئة لدى الأونروا" تجاه اللاجئين الفلسطينيين، لكنه اعترف بصعوبة الأوضاع التي تعيشها المنظمة الدولية، في ظل أزمات مالية تلاحقها نتيجة ضعف المساهمة العربية في موازنتها.

دلالات
المساهمون