غزة تلملم جراحها: انتشال الشهداء وعودة النازحين

26 يوليو 2014
AB80B166-1F4D-4A10-A74B-CE6CFB8FE786
+ الخط -

لم تكن الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ضرورية لكشف جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بعدما أصبح هذا الأمر مفروغاً منه. لكن هذه الهدنة كانت ضرورية للمسعفين وطواقم الإنقاذ في غزة، للبحث عن شهداء لم يستطيعوا الوصول إليهم في الأيام الماضية بسبب النيران الإسرائيلية الكثيفة.

وتمكنت طواقم الإسعاف والدفاع المدني، بمساعدة متطوعين، من انتشال أكثر من 100 شهيد من تحت أنقاض البيوت المدمرة. لكن الاحتلال أعاق عمليات الانتشال في خزاعة شرقي مدينة خانيونس جنوبي القطاع، بعد إطلاق النار على المسعفين ومنعهم من التقدم.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، أن الطواقم الطبية استطاعت انتشال أكثر من 100 شهيد من تحت البيوت المدمرة، من بينهم أطفال ونساء، ما يرفع عدد شهداء العدوان إلى أكثر من ألف.

وبالتزامن تحولت "حمد الله عسلامتكم"، إلى العبارة التي يتبادل من خلالها أهالي القطاع التحية بينما بدأ النازحون أو كثير منهم على الأقل العودة إلى منازلهم. لكن العديد من هؤلاء، لم يجدوا منازلهم، بعدما عمدت قوات الاحتلال الى تسوية أحياء كاملة بالأرض، فيما كانت رائحة البارود وصوت الطائرات الاستطلاعية يسيطران على الأجواء، مع تخوّف الفلسطينيين من أن يعود الاحتلال فجأة للانتقام منهم كما فعل سابقاً دون أي مبرر.

وكانت ساعات ما قبل التهدئة، شهدت أعنف هجمات جوية وقصف مدفعي على مناطق واسعة من القطاع، وكثّفت المدفعية الإسرائيلية خلالها من عمليات إطلاق قذائفها بشكل غير مسبوق وعشوائي مستهدفة مناطق مختلفة، فيما كان الطيران يقصف مناطق أخرى بكثافة نارية غير مسبوقة.

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن هذا المشهد يتكرر مع كل هدنة إنسانية لساعات، إذ يكثّف الاحتلال من ضرباته البرية والجوية قبل دخول الهدنة وبعد انتهائها، الأمر الذي يوقع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين.

وحذر المركز الحقوقي من تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة في ظل استمرار التصعيد العسكري لقوات الاحتلال، والتهديد بتوسيع تلك العمليات وما يرافقها من إجراءات حصار خانقة تمسّ بكل نواحي الحياة للمدنيين الفلسطينيين.

ودعا إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق أممية للتحقيق في جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة، واتخاذ الإجراءات والآليات اللازمة لملاحقة مقترفيها.

لكن بعد إعلان الهدنة، انسحبت الآليات الإسرائيلية في كثير من المناطق على الحدود مع الأراضي المحتلة، إلى أماكنها السابقة خلف السلك الشائك، وترك الجنود الإسرائيليون دبابات وآليات عسكرية خلفهم، كلها معطوبة أو تعرضت لإصابات قاسية من صواريخ المقاومة.

ذات صلة

الصورة
محكمة العدل الدولية تستمع لطلب جنوب أفريقيا، 16 مايو 2024 (الأناضول)

سياسة

بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الجمعة، جلسة لإعلان رأيها الاستشاري بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
الصورة
مشهد من دير البلح وسط قطاع غزة - يوليو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أفاد رئيس بلدية دير البلح في وسط قطاع غزة ذياب الجرو "العربي الجديد"، بأنّ المدينة التي ادّعى الاحتلال أنّها آمنة تتعرّض مناطق فيها لاستهداف عسكري متواصل.
الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
متطرفون إسرائيليون يعيقون دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، 13 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

سمحت الولايات المتحدة وإسرائيل بتقديم تبرعات تستحق إعفاء ضريبياً لمجموعات اليمين المتطرف التي أعاقت وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.