شارك عشرات النشطاء الفلسطينيين، اليوم الإثنين، في وقفة احتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة، غرب مدينة غزة، تضامناً مع أهالي مدينة حلب السورية، التي تتعرض منذ نحو عشرة أيام لغارات كثيفة وقصف متواصل من طيران النظام السوري وحليفه الروسي، ما أوقع مئات القتلى والجرحى.
وعبر المشاركون في الفعالية التضامنية عن سخطهم الشديد لصمت مؤسسات المجتمع الدولي والدول الأوروبية حيال عمليات القتل التي يرتكبها النظام السوري، مطالبين الهيئات الحقوقية ومجلس الأمن الدولي بسرعة التدخل لوقف الهجوم العسكري الذي يستهدف مدينة حلب.
ووضع المشاركون قطعة قماش حمراء على بوابة مقر الأمم المتحدة الرئيسي، للدلالة على الدماء المنهمرة في مدينة حلب الشهباء، رافعين في الوقت ذاته لافتات تدين الهجوم على المدينة السورية وتتضامن مع ضحايا القصف، مثل: "حلب الوجع.. أنقذوا ما تبقى منها"، "يكفي قتل وتدمير وتشريد"، "هل ماتت قلوبكم؟".
وقال الناشط الشبابي محمود شحادة لـ "العربي الجديد" إن "العالم ترك سكان مدينة حلب بمفردهم ليواجهوا الغارات المدمرة، والتي تخطف أرواح العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في كل ساعة، وسط صمت دولي مطبق ومستنكر".
وأضاف شحادة "لا أحد يشعر بمعاناة السوريين الآن كما يشعر بها سكان قطاع غزة، فهم الذين عانوا في السنوات القليلة الماضية من ويلات ثلاث حروب إسرائيلية حرقت الأخضر واليابس، في ظل حصار إسرائيلي مطبق مفروض على القطاع منذ قرابة العقد".
أما الشاب توفيق حميد فاستنكر التمييز الواضح بين ضحايا الإرهاب في الدول الأوروبية وضحايا العنف في البلدان العربية بشكل عام ومدينة حلب بشكل خاص، مناشداً أحرار العالم بإجبار النظام السوري على وقف إطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب السوري المستمرة منذ خمس سنوات.
وأوضح حميد لـ "العربي الجديد" أن غزة عايشت ظروفاً لا تقل قسوة عن أوضاع مدينة حلب، فالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة قتلت وأصابت وشردت آلاف المدنيين العزل، ودمرت مئات المراكز الحيوية والمنشآت الصحية والخدماتية، وإن الأمر ذاته فعله النظام السوري بشعبه.
بدوره، قال منسق الوقفة الاحتجاجية، سعيد شعيب، في كلمته على هامش الفعالية التضامنية:"جئنا اليوم لنعبر عن تضامننا الكامل مع أهالي مدينة حلب المنكوبة، ولكي نستنكر ما يجري في المدينة من مجازر دموية راح ضحيتها المئات من المدنيين العزل".
واعتبر الناشط شعيب صمت حكومات المجتمع الدولي، مشاركة غير معلنة في الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون السوريون في حلب منذ أيام، مطالباً جميع الجهات المعنية العربية والدولية بالتحرك الفوري والجاد لوقف ما يرتكب بحق النساء والأطفال السوريين.
ومنذ بدء الهجوم العسكري على مدينة حلب، تفاعل آلاف النشطاء الفلسطينيين مع عدة حملات إلكترونية استنكرت المجازر ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل، وكذلك غير آخرون صورهم الشخصية على موقع فيسبوك إلى "بطاقة حمراء" كرمز على المجازر وكبطاقة في وجه الظلم والقتل.