اختتم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الاثنين، لقاءات مع قيادات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، في العاصمة صنعاء، في ظل جدل وانتقادات أثارتها إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن الدولي، وعلى وقع تصعيد في وتيرة خروقات وقف إطلاق النار بمدينة الحديدة غربي البلاد.
وكشفت مصادر إعلامية رسمية تابعة للحوثيين، أنّ غريفيث التقى، الاثنين، رئيس ما يُسمى "المجلس السياسي الأعلى" (مجلس حكم الحوثيين) مهدي المشاط، ورئيس الحكومة التابعة للجماعة عبد العزيز بن حبتور، إلى جانب قيادات أخرى.
ووفقاً لوكالة "سبأ" الحكومية بنسختها التي تديرها الجماعة، اتهم المشاط، خلال لقاء المبعوث الدولي، التحالف العسكري بقيادة السعودية أو من وصفه بـ"العدوان"، بأنّه لم يقدم على أي خطوة تؤكد الدعم للسلام، في مقابل الخطوات التي قدمتها الجماعة.
وقال المشاط: "قدمنا كل الخطوات التي تؤكد دعمنا للسلام وجديتنا في إنهاء الحرب من خلال تنفيذ خطوات أحادية تنفيذاً لاتفاق الحديدة، وقدمنا مبادرة وقف استهداف السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة".
وعلى غير المعتاد، لم يلتقِ غريفيث، في صنعاء، بزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، بالتزامن مع أنباء عن انتقادات واجهها المبعوث الأممي، لإحاطته الأخيرة، التي أشاد خلالها بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ولم تقتصر الاعتراضات الخاصة بإحاطة غريفيث، على الحوثيين، بل واجه أيضاً انتقادات من القوات الحكومية في الحديدة، اعتبرت أنّ حديثه عن التقدم في الحديدة "غير دقيق"، وقالت إنه "تجاهل" التصعيد من قبل الحوثيين في المحافظة الساحلية، التي يسيطر هؤلاء على أغلب مناطقها.
في الأثناء، ترافقت زيارة غريفيث لصنعاء مع تصعيد تشهده الحديدة، حيث تبادل الحوثيون والقوات الموالية للشرعية، اتهامات بتنفيذ العديد من الخروقات على جبهات المحافظة خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأفادت مصادر تابعة للحوثيين بأنّ التحالف استأنف ضرباته الجوية في الحديدة، وقصف بغارات متعددة أهدافاً شمال المدينة، بالإضافة إلى غارات أخرى في كل من جزيرة كمران ومنطقة الصليف.
وكانت غارات التحالف قد توقفت بصورة شبه كلية، منذ دخول اتفاق استوكهولم المبرم بشأن المدينة في 13 من ديسمبر/ كانون الأول 2018، حيّز التنفيذ، وهو الاتفاق الذي توقفت على إثره العمليات العسكرية، إلا أنّ الخروقات تتواصل بصورة يومية، يتبادل الطرفان فيها الاتهامات.