قال المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إن الإعلان المشترك الذي تم طرحه على طرفي الصراع، لا يمثل نهاية للنزاع في حد ذاته، إلا أنه خطوة مهمة لوقف فوري وشامل لإطلاق النار وتمهيد الطريق أمام محادثات سلام تهدف لوضع نهاية شاملة للصراع في البلد.
وذكر غريفيث، في حوار مع موقع "أخبار الأمم المتحدة"، أنه بدأ بإرسال مسودة الإعلام المشترك للحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) أواخر مارس/آذار الماضي، والذي يتضمن "وقف إطلاق النار وتدابير إنسانية واقتصادية وصولاً إلى الاستئناف العاجل للعملية السياسية بهدف وضع نهاية شاملة للنِّزاع".
وأضاف "بحلول أوائل إبريل/نيسان،كنا قد تلقينا التعليقات المبدئية من كلا الطرفين، وبعد النظر في مواقف كلا الطرفين، أرسلنا إليهما مسوَّدة جديدة منقحة في منتصف إبريل/نيسان تهدف إلى تجسير الفجوة بين وجهات النظر، وتلا ذلك عدد من المشاورات الثنائية مع الطرفين".
"إن مسؤوليتي كوسيط تقتضي تجسير الفجوة بين مواقف الأطراف إلى أن يتم الوصول لحل مقبول للطرفين ويحقق طموحات اليمنيين"
— الأمم المتحدة (@UNarabic) July 15, 2020
_ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى #اليمن
تابعوا الحوار مع المسؤول الأممي حول عملية السلام والتحديات التي لا يزال يتعين التغلب عليهاhttps://t.co/rIYzK8zAoB pic.twitter.com/na2J2pWo7R
وفيما أشار إلى أن المشاورات مازالت جارية إلى يومنا هذا، وما زال النص خاضعاً للتغييرات ما دام يخضع للتفاوض، أقر المبعوث أن عملية المفاوضات حول الإعلان المشترك، استغرقت وقتاً طويلاً ومرت بالكثير من التحديات، خاصة في ظل الاضطرار للاعتماد على اللقاءات الافتراضية عبر الإنترنت بشكل شبه كامل بسبب القيود التي فرضها انتشار فيروس كورونا.
وقال "عملية التفاوض على اتفاق حساس مثل الإعلان المشترك لم تكن سهلة في ظل تآكل الثقة بين الطرفين، خاصة مع استمرار الأعمال العدائية العسكرية على كل الجبهات".
وفي ظل اتهامات له من طرفي الأزمة بالانحياز أو الخروج عن مهمته كوسيط، أكد غريفيث، أن مسؤوليته كوسيط تقتضي تجسير الفجوة بين مواقف الأطراف مهما اتسعت إلى أن يتم الوصول لحل وسط مقبول للطرفين ويحقق طموحات اليمنيين.
وأضاف "لن أتخلى عن السعي نحو نهاية للاقتتال، والتوصل إلى اتفاقات حول إجراءات للتخفيف من معاناة اليمنيين، واستئناف الحوار السياسي السلمي الذي يهدف إلى إنهاء النزاع. وما دام الطرفان مستمران في المشاركة في العملية، فستبقى الفرصة سانحة لتحقيق السلام في اليمن".
وكشف غريفيث أن الإعلان المشترك "يُلزِم الطرفين بالتوجه العاجل نحو استئناف محادثات السلام استناداً إلى المرجعيات الثلاث"، التي تتمسك بها الحكومة وهي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني عام 2013 والقرار الأممي 2216.
وأشار إلى أن استئناف عملية السلام، هي الطريقة الوحيدة من أجل طي صفحة العنف ووضع نهاية شاملة ودائمة لهذا الصراع الدموي، فغياب الأفق السياسي أمام العملية السياسية سوف يؤدي لا محالة إلى انهيار وقف إطلاق النَّار وأي تدابير أخرى يُتَّفق عليها في الإعلان المشترك.