استقبلت خدمات الطوارئ، اليوم السبت، نحو 800 مهاجر انتشلوا من قوارب متهالكة في البحر المتوسط عند وصولهم لميناء كتانيا في صقلية.
وقال خفر السواحل الإيطالي إن ما لا يقل عن 45 مهاجرا لاقوا حتفهم أمس الجمعة، بينما تم إنقاذ أكثر من ألفين من قوارب مع ارتفاع عدد المهاجرين إلى أوروبا عبر إيطاليا.
أعلنت السلطات الإيطالية أن سبعين شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، وفُقِد عشرات آخرون خلال ثلاثة أيام في ثلاثة حوادث غرق جديدة في البحر المتوسط أحدها صُوّر مباشرة.
وذكرت البحرية العسكرية الإيطالية مساء الجمعة أنها انتشلت 45 جثة لمهاجرين قضوا بعد غرق مركبهم في البحر المتوسط، موضحة أن حصيلة الضحايا يمكن أن ترتفع لأن عشرات الأشخاص ما زالوا مفقودين.
وكتبت البحرية الإيطالية على حسابها على موقع "تويتر" أنّ "السفينة فيغا أنقذت 135 مهاجراً كانوا يستقلون زورقا غرق نصفه. تم انتشال 45 جثة وعمليات البحث تتواصل".
ووقع هذا الحادث الجديد بعد 24 ساعة تقريبا من حادث غرق آخر أودى بحياة ما بين عشرين وثلاثين شخصا، وبعد يومين من حادث ثالث أوقع خمسة قتلى، ما يرفع الحصيلة الموقتة إلى أكثر من سبعين قتيلاً في ثلاثة أيام إضافة إلى عشرات المفقودين.
وكانت البحرية الإيطالية قد بثت صوراً لحادث الغرق الأول نشرت في جميع أنحاء العالم.
ونجحت في إنقاذ أكثر من 550 شخصاً، لكن تصريحاتها تشير إلى احتمال أن يكون حوالي مائة شخص مفقودين.
وقالت كارلوتا سامي المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إنّ: "ثلاثة حوادث غرق في ثلاثة أيام أمر مقلق جدا". وأضافت "نشهد الآن وصول مراكب صيد من نوعية سيئة جدا".
وأوضح أنطوان لوران الضابط في البحرية الفرنسية التي تشارك في عمليات الإنقاذ في البحر المتوسط أنّه "على سفن المهاجرين، يشكل الذين يبقون في القعر نقطة التوازن، لكنهم يحاولون الخروج في أسرع وقت ممكن".
وأضاف "خلال عمليات الإنقاذ (الأربعاء) خرج هؤلاء ونقلوا معهم نقطة التوازن، ما أفقد السفينة ثباتها".
ومنذ الاثنين، تدفقت نداءات الاستغاثة على السفن التي تجوب قبالة سواحل ليبيا. وقالت فرق الإنقاذ إنه تم إنقاذ أكثر من 12 ألف مهاجر في خمسة أيام وهو أمر غير مسبوق.
وحسب قوات خفر السواحل، فإنّ ارتفاع درجات الحرارة والبحار الأكثر هدوءاً تسببت في زيادة أعداد من يحاولون العبور من ليبيا، والتي يتمكن فيها مهربو البشر من العمل دون رقابة تذكر. والأعداد التي تمكنت من الوصول إلى إيطاليا مقاربة لتلك التي سجلت في ذات الفترة من العامين الماضي وقبلهما.
ويدفع المهاجرون مئات أو آلاف الدولارات لعبور البحر، وكثير منهم لا يجيدون السباحة ولا يتم تزويدهم بسترات للنجاة.
ويتكدس المهاجرون في زوارق مطاطية متهالكة أو سفن صيد قديمة، وتشير شهادات الناجين إلى أن كثيرين كانوا لا يزالون في قبو القارب لم يتمكنوا من الفرار وفقا لما أفادت به مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينما قدر قائد السفينة بيتيكا أن "نحو مائة" ربما فقدوا حياتهم. وقدرت المنظمة الدولية للهجرة يوم الجمعة عدد من فقدوا حياتهم في البحر المتوسط هذا العام بنحو 1475.