غدة صمّاء غنائية

08 يناير 2016
(دامر شودان)
+ الخط -
في العام 1934، مع فقده لراعيته

التي أعالت لمدة أربعين سنة كتاباته
واهتماماته السياسية، بدأ و. ب. ييتس***
الحائز على جائزة نوبل، وحيداً ومسنّاً
يعاني من ضغط الدم العالي
وضعف في القلب، إلى درجة
أن قدراته الإبداعية تضاءلت.

ولكن يييتس، ذلك الصوفي
الذي كان سيعبس أمام
أي شكل من أشكال العلم غير الشخصي،
سمع في مكانٍ ما عن أحدث علاج لتجديد الشباب
وأمام ذعر اصدقائه، وجد عالماً جنسياً أسترالياً
في شارع هارلي في لندن، أجرى له في ربيع السنة نفسها
ما تدعى عملية شتاينباخ****
(نوع من قطع للقناة الدافقة، جرّب لأول مرة في فيينا
يُزعم أنه يرمّم المحفزَ الهاجع)

وبدا أن العملية ناجحة،
بناءً على رسائله إلى أصدقائه،
حيث ادّعى وليم مزهوّاً
أنه اكتسب شهوته الجنسية ثانيةً
وأُغرم بشاعرة شابة وموهوبة
هي مرغريت رودوك
التي كانت في السابعة والعشرين من عمرها آنذاك
مقابل بلوغه التاسعة والستين من عمره

أهالي دبلن الخبثاء بدأوا فوراً
يطلقون عليه تسمية "رجل غدّة عجوز"
ولكن و. ب. ييتس انطلق يكتب شعراً مرة أخرى
وذلك هو الأمر الأكثر أهمية
واحدة من تلك القصائد عنوانها "المهماز"
تجري سطورها هكذا:

"تظنَّ من الرهيب أن ترقص الرغبة والشهوة
رقصة لفت الانتباه في سنّي المتقدم هذا
في شبابي لم يكونا كارثة من هذا النوع،
فماذا لديّ غير هذا يحثني على الغناء"

وسرعان ما صنّف وليم
كتاب أكسفورد للشعر الحديث
وبدأ يعدّ طبعة جديدة لقصائده غير المنشورة
متحمساً "كما لو أنه أُعطي رخصة حياة جديدة"
كما قال شهود العيان
وبعد خمس سنوات طويلة مات
بسبب ضعف قلبه على الريفيرا الفرنسية
من دون كل الأمكنة..
فتخيّل؟!


* شاعر من كرواتيا

** ترجمة: محمد الأسعد

*** شاعر إيرلندي (1865 - 1939) كان قوة محرّكة وراء إحياء الأدب الإيرلندي، مفتون بالأساطير الإيرلندية ومسائل السحر والتنجيم والغوامض.

**** مقاطعة على حافة غابة ولاية بافاريا الألمانية.


اقرأ أيضاً: ما لا نتحدّث عنه حين نتحدّث عن الحب

المساهمون