واستغرق الاستطلاع خمسة أشهر، وأشرفت عليه لجنة مكونة من 8 أعضاء، معظمهم علماء اجتماع، وجاب المسؤولون عنه 57 مدينة وبلدة فرنسية، واقترب عدد من تم استطلاع رأيهم من 27 ألف شخص، وكان الهدف منه معرفة مشاكل وهموم وتطلعات المسلمين، في ظل المعاناة من تأثير الاعتداءات الإرهابية، فضلاً عن أزمة الشرعية التي يعاني منها ممثِّلو المسلمين.
ورداً على سؤال: هل يمثّلك المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية؟ وهو المُحاوَر الرئيس للسلطات الفرنسية، أجاب 80 في المائة من المستجوبين بالنفي، وعّبر 7 في المائة عن الرضا، في حين رفض أكثر من 12 في المائة الإجابة، وردّاً على سؤال: هل تمثلك مؤسسة أعمال الإسلام في فرنسا؟ والتي يرأسها وزير الداخلية الأسبق جان-بيير شوفينمان، نفى أكثر من 90 في المائة الأمر، ولم يرد بالإيجاب سوى 2 في المائة فقط.
وكشفت الإجابات عن انتقاد غالبية المشاركين للمؤسسات القائمة، وعبّر نحو 86 في المائة عن رغبتهم في وجود هيئة وطنية تمثلهم، مقابل 10 في المائة يرفضون وجود هذه الهيئة، في حين عبر 71 في المائة عن رفضهم لمشاركة الحكومة في تنظيم شؤون الإسلام، والتي رحب بها 20 في المائة فقط، وكشف الاستطلاع عن الرغبة في ابتعاد الحكومة عن التدخل في شؤون الديانات.
واعتبر 96 في المائة من المستطلعين أن التغطية الإعلامية عن المسلمين غير عادلة أو متوازنة، وأكد نحو 15 في المائة أن أولوية الهيئة التمثيلية لمسلمي فرنسا هي تمثيلهم في وسائل الإعلام، بينما 14 في المائة تقريباً، يرون أن مهمتها مكافحة الإسلاموفوبيا، وأقل من 12 في المائة تحدث عن تعليم الإسلام، وأقل من 9 في المائة تحدثت عن تنظيم المساجد، وأراد 8 في المائة تطوير حلول للتمويل الإسلامي، فيما كان 7 في المائة مع إدارة مشاريع إنسانية واجتماعية، وأكثر من 3 في المائة اعتبروا الأولوية في تنظيم الحج.
وانتهى الاستطلاع إلى سبعة توصيات من أجل الاستجابة للقضايا المرتبطة بالإسلام في فرنسا،
هي إنشاء منصّة مستقلة للجمعيات والمساجد، وإنشاء موقع إلكتروني يتيح كشف عمل الجماعات الإسلامية على الأرض، وإطلاق مشاريع تتضمن اهتمامات مسلمي فرنسا، مثل التمويل والحج ومراسم الدفن وأوضاع الأئمة واللحم الحلال وغيرها.
وضمت التوصيات تكوين هيئات محلية ووطنية مكونة من أطر دينية وفاعلين في المجتمع المدني، فضلاً عن إنشاء هيئة مركزية للمشتريات فيما يخص المشاريع الكبرى للمجموعات الإسلامية، وتوفير تطبيق إلكتروني للهواتف الذكية يتيح الوصول إلى خدمات ومعلومات وقضايا دينية، وأخيراً استحداث برنامج تدريبي يستفيد منه الأئمة وأفراد المجتمع المدني.
ويشي توقيت إعلان نتائج الاستطلاع غير المسبوق، بأنه تم اختياره ليسبق خطاب الرئيس إيمانويل ماكرون المنتَظَر، والذي يستأنس بتقرير للفرنسي التونسي الأصل، كريم القروي، الذي أثار غضب كثير من الفاعلين في الشأن الإسلامي الفرنسي.