وقال مسؤول عسكري في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثلاث مقاتلات فرنسية أغارت على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الأنبار، كما وجّهت ضربات لمعسكر تدريب تابع له في غابات الموصل".
وبيّن المسؤول العسكري، أنّ الغارات تعتبر الأولى من نوعها، حيث عادة ما تكون الطائرات الفرنسية مع أميركية بطلعات ذات أهداف محددة.
من جهة ثانية، أكّدت مصادر طبية في الأنبار، وصول ستة قتلى بينهم فتى في العاشرة من عمره ووالدته، فضلاً عن 19 جريحا سقطوا نتيجة قصف جوي استهدف منطقة أبو فليس، شرق الرمادي.
كذلك، قال الدكتور نهاد العمر، من مستشفى الموصل، عبر اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّ "الغارات التي شهدتها الموصل، فجر اليوم، لم تسفر عن أي قتلى كونها استهدفت مواقع فارغة، إلا أن غارات أمس، أدت إلى مقتل 18 مدنياً وجرح آخرين".
وجاءت الضربات الفرنسية لمقرات تنظيم "داعش" في العراق، بعد مرور أيام على هجمات باريس، التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى وتبناها التنظيم.
إلى ذلك، قال سكان محليون في مدينة الرمادي إن تنظيم "داعش" وزع منشورات في المدينة توضح سبب استهدافه باريس، مبينين أنّه توعد، بحسب المنشورات، بمزيد من العمليات في أوروبا على غرار هجمات باريس، بسبب ما وصفه "العدوان على المسلمين"، ومساندة تلك الأنظمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد..
وفي هذا السياق، رأى أستاذ الاستراتيجية، في جامعة النهرين عدنان الحمداني، أن التدخل العسكري الفرنسي المباشر في العراق، من خلال الضربات الجوية، يُمثل رد فعل واضحا على هجمات باريس وضربة قوية لتنظيم "داعش".
وأكّد خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "الضربات الفرنسية المفاجئة في محافظتين ساخنتين كالموصل والأنبار، تشير إلى جدية فرنسا في دخولها المباشر كطرف في الحرب على الإرهاب".
كما أوضح أنّ "التدخل الفرنسي في هذا التوقيت يحمل أكثر من رسالة"، مبيناً أن الرسالة الأولى مُوجهة لتنظيم "داعش" والجماعات المسلّحة المتطرفة الأخرى، التي بدأت تهدد السلم العالمي، والثانية لروسيا وأية دولة تحاول التدخل في الشؤون الأمنية العراقية خارج إطار التحالف الدولي.
اقرأ أيضاً: أول ضربات جوية فرنسية بالعراق ودعم بغداد لمواجهة داعش