أكد علماء من جامعة كاليفورنيا أن غابات الأمازون الواقعة في أميركا الجنوبية تعد "مفاعلًا حيويًا مستقلًا" يصنع أمطاره بنفسه، ومن دون أي تدخّل من الإنسان. وقال العلماء إن تبخّر الماء والرطوبة التي تتسبّب بها الحرارة العالية وتعرّق أوراق الشجر تؤدّي إلى سقوط الأمطار. وأضاف العلماء أن الغيوم تتشكّل بفعل تقارب الرياح الموسمية والرياح التي تهب باتجاه خط الاستواء، ويحدث هذا التقارب في الرياح بسبب تغيّر الريّاح الموسمية القادمة من نصف الكرة الجنوبي باتجاهها.
وأشار العلماء إلى أن موسم سقوط الأمطار في غابات الأمازون يبدأ في منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل، كما أكدوا أن سقوط الأمطار في هذا الموسم يحدث بفعل الطبيعة دون أي تدخّل من الإنسان، حيث إنها عملية تحدث بفعل تبخر الماء وتشكل الغيوم.
وقد توصّلت وكالة الفضاء الأميركية ناسا إلى هذه النتائج من خلال تحليل المعطيات التي وصلت إليها من أقمارها الصناعية، حيت لاحظ العلماء الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في الفترة الفاصلة بين المواسم التي تسقط فيها الأمطار والمواسم التي لا تسقط فيها، في حالة يطلق عليها اسم حالة التعرّق الناتجة عن تعرق أوراق النبات.
وفي محاولة لفهم سبب تعرق أوراق الشجر في مواسم عدم سقوط الأمطار، يقول عضو الهيئة التدرسية في جامعة كاليفورنيا الدكتور Rong Fu، إنه ومع استمرار موسم الجفاف لفترة طويلة، تبدأ كميات الماء المتبخّرة في التجمّع في طبقة السماء الأولى الموجودة على ارتفاع 50 كلم عن سطح الأرض. وأضاف Rong Fu أن الأشجار في نهاية موسم الجفاف وبسبب تعرّضها للشمس لفترة طويلة، تحاول أن تستمطر المطر بنفسها.
وأشار العلماء إلى أن موسم المطر في غابات الأمازون يبدأ متأخرًا بشهرٍ واحد على الأقل عما كان عليه في السبعينيات. وأضافوا أنه في حال وصل موسم الجفاف إلى 5-7 أشهر، فإن النباتات ستجد صعوبة كبيرة في البقاء على قيد الحياة. كما تمّ نشر جميع نتائج هذه الدراسة في المجلة العلمية "Proceedings of the National Academy of Sciences".
ويُذكر أن باحثين دوليين نجحوا في اكتشاف سبب آخر لاستمطار غابات الأمازون للمطر بنفسها، حيث خلصت الدراسة إلى أن غابات الأمازون تطلق غبار اللقاح وحبيباته والكثير من الجزيئات الدقيقة في الهواء فتعلق بها بلورات الماء وقطراته الدقيقة ثم تتجمع في السماء مكونة سحابة ثم تسقط على شكل مطر.
(النص الأصلي)