عين العرب: نموذج للحروب بالوكالة

إسطنبول

ألكسندر أيوب

avata
ألكسندر أيوب
16 أكتوبر 2014
283C646D-44EF-4C9E-BF74-AB7989A9A80A
+ الخط -
تبدو سياسة المجتمع الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سورية، وتحديداً في معركة عين العرب (كوباني)، متخبطة حتى الآن. وتعدّ دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي مستورا، الحكومة التركية إلى تسليح اللاجئين الأكراد وإعادة إرسالهم إلى المدينة لقتال عناصر "داعش"، دليلاً على هذا التخبط، وإفلاس المجتمع الدولي الذي وصل إلى مرحلة تسليح لاجئي الحرب وإعادة إرسالهم إلى المعركة التي هربوا منها، وبداية إدراك أن الضربات الجوية ليست إلا حلاً إسعافياً لا يمكن أن يكون جذرياً.

كذلك تأتي هذه الدعوة في سياق إحراج تركيا، وتنصُّل المجتمع الدولي، وكأنه متأكد من أن المدينة ستسقط، إضافة إلى استجداء أنقرة بما يراه البعض الحد الأدنى المطلوب، المتمثل بتسليح اللاجئين بعد محاولات فاشلة لإقناعها بالدخول في التحالف بشكل مباشر، واستمرار الأخيرة بالتعنت في موقفها من عين العرب والتدخل المشروط في سورية، إذ وصف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، دعوة دي مستورا إلى السماح للأكراد السوريين بالعودة إلى عين العرب لمواجهة التنظيم، بأنها "غير مسؤولة وغير إنسانية"، موضحاً أن هؤلاء اللاجئين "مدنيون فروا من الحرب ولا يمكن إعادتهم إليها ولا يمكن لتركيا أن تعطيهم السلاح"، مشيراً إلى أن الضربات الجوية فشلت في وقف "الدولة الاسلامية" وأنه ينبغي وضع استراتيجية أوسع عبر المنطقة.

ويظهر من كلام جاويش أوغلو أن تركيا تدرك جيداً تخبط المجتمع الدولي، ولا ترغب في الانجرار للمجهول، وتكتفي بالجمود العسكري على الرغم من أن تنظيم "الدولة" لا يبعد سوى مئات الأمتار عن حدودها، مقابل نشاط سياسي تسعى من خلاله إلى استغلال هذا العجز الدولي في فرض تدخلها المشروط بالمنطقة العازلة، وإطاحة النظام السوري، والتضييق على حزب العمال الكردستاني.

وتأتي سياسة الائتلاف الوطني السوري مؤيدةً للسياسة التركية، إذ اعتبر الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري، سالم المسلط، عدم استجابة تركيا لطلب المبعوث الأممي بتسليح المتطوعين من اللاجئين وإرسالهم للقتال ضد "داعش"، بمثابة "تصرف واقعي ومبرر"، لافتاً إلى أنه "من غير المنطقي زج المدنيين بالصراع المسلح بشكل مفاجئ ومن دون تدريب مسبق، في الوقت الذي تتجاهل فيه القوى الدولية دعم الجيش السوري الحر كقوة عسكرية مستعدة من الناحية التدريبية لطرد داعش من المناطق التي يسيطر عليها".

وفي ترجمة لكلام المسلط، فإن "الجيش الحر" هو الوحيد الذي أثبت قدرته على طرد "داعش" مما يزيد عن 14 منطقة سورية خلال أيام معدودة، في حين لم يتمكن التحالف حتى الآن من تحقيق حتى جزء بسيط مما حققه "الحر"، بل على العكس تماماً، إنّ ما تشهده عين العرب (كوباني) من تراجع عسكري وميداني، حصل في ظلّ تحالف 40 دولة أو ربما ضد "داعش".

كل ذلك يظهر أن استراتيجية "المجتمع الدولي" لمواجهة خطر "داعش" لا تزال قاصرة إلى حد بعيد عن تحقيق هدفها، وأنها خطة غير متكاملة لمكافحة "الإرهاب" في المنطقة، إذ يرى كثيرون، ومن بينهم أنقرة، أن التغاضي عن نظام الرئيس بشار الأسد، والإبطاء في عملية تسليح "الحر"، على الرغم من صدور القرار الأميركي بذلك، هو السبب الرئيسي لتقدم تنظيم "الدولة"، وهو ما يحاول المجتمع الدولي تحميل مسؤوليته المعنوية إلى تركيا، وفاتورته البشرية للأكراد، كونهم الطرف المختار دولياً لمواجهة تنظيم "الدولة" في سورية، كما في العراق، حيث يظهر أن الأميركيين سيحاربون تنظيم "الدولة" حتى آخر جندي كردي.

ذات صلة

الصورة
النازح السوري محمد كدرو، نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أُصيب النازح السوري أيمن كدرو البالغ 37 عاماً بالعمى نتيجة خطأ طبي بعد ظهور ضمور عينيه بسبب حمى أصابته عندما كان في سن الـ 13 في بلدة الدير الشرقي.
الصورة
فك الاشتباك جندي إسرائيلي عند حاجز في القنيطرة، 11 أغسطس 2020 (جلاء مرعي/فرانس برس)

سياسة

تمضي إسرائيل في التوغل والتحصينات في المنطقة منزوعة السلاح بين الأراضي السورية ومرتفعات الجولان المحتلة، في انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974.
الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.