ربما محاصرة إيران الثيوقراطية، لبقية الأديان والمعتقدات والقوميات، هي الدافع الأهم، لتهافت أكرادها وحتى فرسها، إلى تركيا للاحتفال بعيد النوروز، أو ربما لتقارب اللهجة والعادات بين المدن الكردية المتجاورة بكلتا الدولتين، إذ وكما هو معروف هناك لهجات عدة للغة الكردية "كرمانجية، بادينية، سوريانية، زازاكية".
وأشارت وزارة السياحة التركية إلى وصول نحو 50 ألف إيراني إلى مدينة وان التركية، خلال الشهر الماضي، والتوقعات أن يتضاعف الرقم مع بدء عطلة عيد النوروز التي تبدأ في 14 الحالي وتستمر لغاية 21 مارس/آذار، ليلتقوا مع الأكراد والأتراك، على موعد النوروز أي "اليوم الجديد" يوم يتساوى الليل والنهار وأول أيام الربيع.
رغم أن فكرة النوروز ترمز في أساسها للصراع بين قوى الظلام والنور، أو الفضيلة والرذيلة، أو بمفهوم أكثر شمولية، الصراع بين الخير والشر، وتُنسب إلى عصور ما قبل التاريخ، إلا أن الروايات حول "العيد" تتعدد، ولعل أهمها وفق الموروث الكردي والتركي، هي قصة "أرغنيكون" أو يوم الهروب من أرغنيكون أو يوم الانتصار، إذ تتحدّث القصة عن أنّ الأتراك هُزِمُوا بالخدعة وقُتِل وأُسِرَ الكثير منهم. والذين هربوا من أيدي الأعداء ذهبوا إلى جبل أرغنيكون حيث كانوا يعتقدون بأنّ أحداً لن يجدهم هناك. ومع مرور الزمن عندما كانوا يرغبون بالخروج من الجبل كانوا يَرَوْن أنّ الجبال الحديدية تحيط بهم. و لذلك كانوا يُشعِلُون النار فتنصهر الجبال ويرجعون إلى وطنهم السابق.
كما يروى أن الملك الفارسي جمشيد، وكان يدعى جم، كان يسير في العالم، وحين وصل إلى أذربيجان أمر بنصب عرش، وحين جلس عليه أشرقت الشمس وسطع نورها على تاج وعرش الملك فابتهج الناس، وقالوا: هذا يوم جديد. ولأنّ الشعاع يقال له في البهلويّة: (شيد) أضيفت الكلمة إلى اسم الملك فأصبح جمشيد، وقيل بأن هذا أصل الاحتفال بهذا اليوم.
وإن اختلفت الروايات حول سبب العيد، إلا أن الاتفاق على عدم احتكار المناسبة، كما يحدث بالأعوام الأخيرة، لدولة أو قومية، فرغم أن الكتب تقول إن أصل الاحتفال يعود للساسانيين، الذين حكموا بلاد فارس قبل الإسلام، إلا إنها، أي الكتب، تؤكد أنه فضلاً عن إيران، يأتي 21 آذار عيداً للدول التي لم تحكمها فارس، إنْ في آسيا الغربية أو القوقاز، بالإضافة للاحتفال بتركيا وأفغانستان وباكستان والعراق وسورية .
ويعد النوروز، من الأعياد المنتشرة لدى العرب، فيحتفل به المصريون، ويسمونه شم النسيم، وفي العراق يسمى عيد الدخول، إذ يقصد الناس المدائن قرب بغداد، والتي تضم مسجد سلمان المحمدي "الفارسي"، والآثار الساسانية، مثل طاق كسرى.
إلا أن النوروز لدى الأكراد، ربما يختلف لكونه أبعد من بداية الربيع أو التقويم، إذ يعتبره الأكراد عيداً قوميّاً ورأس السنة، ويروون أنه اليوم الذي انتفض فيه الأكراد تحت راية "كاوه الحدّاد" ضدّ الملك الضحّاك، ليشيروا من خلال ذلك إلى بعدهم القومي وتاريخهم القديم .
ويعتبر هذا العيد مقدساً لدى الأكراد تعطل خلاله ولأربعة أيام الجهات الحكومية بكردستان العراق، ومن طقوسه، التزيّن باللباس الكردي التقليدي من رجال ونساء كبار وصغار، والاحتفال به عبر إشعال النار والقفز حولها، والخروج من البيوت إلى الطبيعة والجبال، وتحضير الأطعمة التقليدية. وتقول بعض الروايات، إنّ الأكراد في الماضي كانوا يحتفلون بهذا العيد في 31 آب/ أغسطس، ولكن بعد قبول التقويم الهجري بدأ الأكراد يحتفلون به في شهر آذار/ مارس من كل سنة.
وأما بالنسبة للأتراك، فيتم الاحتفال بعيد النوروز منذ عهد الإمبراطورية العثمانية، وكانت الاحتفالات تستمر عدة أيام، وبعد تأسيس جمهورية تركيا الحديثة، بدأت مظاهره تقل تدريجيا، وأصبحت تقام الاحتفالات، وتتركز في المناطق الكردية والشمالية في تركيا، إلى أن أعلنت الحكومة التركية عام 2005 ميلادية، في منشور وزاري رسمي، تطلب إليهم الاحتفال بهذا العيد بصورة رسمية بعموم تركيا.
وتحتفل إيران بعيد النوروز وإن قيدته بضوابط تقول إنها إسلامية، رغم تضييقها على الأكراد والحد من مظاهر الاحتفالات، ويتم الاحتفال في إيران عبر الألبسة المزركشة والخروج للطبيعة، ووضع سُفرة أو مائدة تتضمن 7 أشياء، تبدأ بحرف السين، مثل: سير (ثوم)، سكة (عملة نقدية)، سنجر (فاكهة مجففة)، سبزي (خضرة)، سبيكة (سبيكة من الذهب)، ساهون (حلويات)، سماق، إضافة إلى مرآة وقرآن وسمك أحمر وفاكهة ومكسرات.
اقــرأ أيضاً
وأشارت وزارة السياحة التركية إلى وصول نحو 50 ألف إيراني إلى مدينة وان التركية، خلال الشهر الماضي، والتوقعات أن يتضاعف الرقم مع بدء عطلة عيد النوروز التي تبدأ في 14 الحالي وتستمر لغاية 21 مارس/آذار، ليلتقوا مع الأكراد والأتراك، على موعد النوروز أي "اليوم الجديد" يوم يتساوى الليل والنهار وأول أيام الربيع.
رغم أن فكرة النوروز ترمز في أساسها للصراع بين قوى الظلام والنور، أو الفضيلة والرذيلة، أو بمفهوم أكثر شمولية، الصراع بين الخير والشر، وتُنسب إلى عصور ما قبل التاريخ، إلا أن الروايات حول "العيد" تتعدد، ولعل أهمها وفق الموروث الكردي والتركي، هي قصة "أرغنيكون" أو يوم الهروب من أرغنيكون أو يوم الانتصار، إذ تتحدّث القصة عن أنّ الأتراك هُزِمُوا بالخدعة وقُتِل وأُسِرَ الكثير منهم. والذين هربوا من أيدي الأعداء ذهبوا إلى جبل أرغنيكون حيث كانوا يعتقدون بأنّ أحداً لن يجدهم هناك. ومع مرور الزمن عندما كانوا يرغبون بالخروج من الجبل كانوا يَرَوْن أنّ الجبال الحديدية تحيط بهم. و لذلك كانوا يُشعِلُون النار فتنصهر الجبال ويرجعون إلى وطنهم السابق.
كما يروى أن الملك الفارسي جمشيد، وكان يدعى جم، كان يسير في العالم، وحين وصل إلى أذربيجان أمر بنصب عرش، وحين جلس عليه أشرقت الشمس وسطع نورها على تاج وعرش الملك فابتهج الناس، وقالوا: هذا يوم جديد. ولأنّ الشعاع يقال له في البهلويّة: (شيد) أضيفت الكلمة إلى اسم الملك فأصبح جمشيد، وقيل بأن هذا أصل الاحتفال بهذا اليوم.
وإن اختلفت الروايات حول سبب العيد، إلا أن الاتفاق على عدم احتكار المناسبة، كما يحدث بالأعوام الأخيرة، لدولة أو قومية، فرغم أن الكتب تقول إن أصل الاحتفال يعود للساسانيين، الذين حكموا بلاد فارس قبل الإسلام، إلا إنها، أي الكتب، تؤكد أنه فضلاً عن إيران، يأتي 21 آذار عيداً للدول التي لم تحكمها فارس، إنْ في آسيا الغربية أو القوقاز، بالإضافة للاحتفال بتركيا وأفغانستان وباكستان والعراق وسورية .
ويعد النوروز، من الأعياد المنتشرة لدى العرب، فيحتفل به المصريون، ويسمونه شم النسيم، وفي العراق يسمى عيد الدخول، إذ يقصد الناس المدائن قرب بغداد، والتي تضم مسجد سلمان المحمدي "الفارسي"، والآثار الساسانية، مثل طاق كسرى.
إلا أن النوروز لدى الأكراد، ربما يختلف لكونه أبعد من بداية الربيع أو التقويم، إذ يعتبره الأكراد عيداً قوميّاً ورأس السنة، ويروون أنه اليوم الذي انتفض فيه الأكراد تحت راية "كاوه الحدّاد" ضدّ الملك الضحّاك، ليشيروا من خلال ذلك إلى بعدهم القومي وتاريخهم القديم .
ويعتبر هذا العيد مقدساً لدى الأكراد تعطل خلاله ولأربعة أيام الجهات الحكومية بكردستان العراق، ومن طقوسه، التزيّن باللباس الكردي التقليدي من رجال ونساء كبار وصغار، والاحتفال به عبر إشعال النار والقفز حولها، والخروج من البيوت إلى الطبيعة والجبال، وتحضير الأطعمة التقليدية. وتقول بعض الروايات، إنّ الأكراد في الماضي كانوا يحتفلون بهذا العيد في 31 آب/ أغسطس، ولكن بعد قبول التقويم الهجري بدأ الأكراد يحتفلون به في شهر آذار/ مارس من كل سنة.
وأما بالنسبة للأتراك، فيتم الاحتفال بعيد النوروز منذ عهد الإمبراطورية العثمانية، وكانت الاحتفالات تستمر عدة أيام، وبعد تأسيس جمهورية تركيا الحديثة، بدأت مظاهره تقل تدريجيا، وأصبحت تقام الاحتفالات، وتتركز في المناطق الكردية والشمالية في تركيا، إلى أن أعلنت الحكومة التركية عام 2005 ميلادية، في منشور وزاري رسمي، تطلب إليهم الاحتفال بهذا العيد بصورة رسمية بعموم تركيا.
وتحتفل إيران بعيد النوروز وإن قيدته بضوابط تقول إنها إسلامية، رغم تضييقها على الأكراد والحد من مظاهر الاحتفالات، ويتم الاحتفال في إيران عبر الألبسة المزركشة والخروج للطبيعة، ووضع سُفرة أو مائدة تتضمن 7 أشياء، تبدأ بحرف السين، مثل: سير (ثوم)، سكة (عملة نقدية)، سنجر (فاكهة مجففة)، سبزي (خضرة)، سبيكة (سبيكة من الذهب)، ساهون (حلويات)، سماق، إضافة إلى مرآة وقرآن وسمك أحمر وفاكهة ومكسرات.