عودة رجال مبارك

05 سبتمبر 2014
شارك نواب مبارك بالترويج للسيسي (فرانس برس/ Getty)
+ الخط -
انتقل نواب "الحزب الوطني" المنحل، الذي كان حاكماً خلال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، من حالة الاختفاء التام عن المشهد السياسي بعد ثورة 25 يناير 2011، والتواري عن الأعين خوفاً من الملاحقة أو العزل إلى العودة من جديد، والظهور العلني لتأييد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، والمشاركة بالمال والعتاد للترويج للتعديلات الدستورية، وترشح قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي لمنصب رئاسة الجمهورية.

فقد بات هؤلاء يملأون شاشات الفضائيات وتنتشر لافتاتهم الدعائية في كل شوارع مصر؛ إيذاناً بخوضهم الانتخابات البرلمانية المقبلة؛ لاسترداد ضريبة دعمهم لسلطة الانقلاب طوال الأشهر الماضية.

ووفقاً للدستور المعدل، كان من المقرر أن تبدأ انتخابات مجلس النواب، خلال ستة أشهر من إقرار الدستور، لكن السيسي تجاهل الموعد المقرر، واكتفى بتشكيل لجنة الانتخابات، التي تجمتع منذ شهر ونصف الشهر من دون أن تعلن موعداً جديداً انتظاراً لقرار سيادي، كما قال أحد أعضائها لـ"العربي الجديد".

القاهرة

ظهر الكثير من نواب حزب مبارك في القاهرة ممن أعلنوا عن جاهزيتهم لخوض انتخابات البرلمان، وفي مقدمتهم النائب السابق عن دائرة الجمالية حيدر بغدادي، الذي خاض الانتخابات عقب ثورة 25 يناير، ووصل إلى مرحلة الإعادة على المقعد الفردي، قبل خسارته بفارق كبير أمام مرشح جماعة الإخوان ناصر عثمان.

وكثّف البغدادي ظهوره العلني أخيراً، وبدأ في التواصل مع أهالي دائرته وإقامة مؤتمرات انتخابية، فضلاً عن الظهور شبه اليومي على إحدى الفضائيات التي فتحت أبوابها لرجال مبارك السابقين.

وفي شمال العاصمة، زاد نائب الحزب الوطني السابق عن دائرة الساحل في شبرا، محمد سوستة، من تعليق لافتات الدعاية الانتخابية، مستغلاً كافة الأحداث بداية بترحيبه بعزل مرسي، مروراً بتأييده للتعديلات الدستورية ثم ختاماً باللافتات المؤيدة للسيسي.

وكان سوستة، الذي خاض الانتخابات عقب ثورة يناير وسقط من الجولة الأولى، نائباً عن مقعد العمال عن نفس دائرة وزير المالية يوسف بطرس غالي، وطالما تحمل تكاليف الدعاية الانتخابية لغالي خلال الانتخابات إبان حكم مبارك، فضلاً عن تجارته في بعض الممنوعات.

وفي دائرة الوايلي، أعلن نائب الوطني السابق شيرين أحمد فؤاد عن خوضه الانتخابات المقبلة من خلال حزب "المصريين الأحرار"، الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس، وضم العديد من "فلول مبارك" على قوائمه في الانتخابات التالية للثورة، وأبرزهم نائب "الوطني" عن دائرة بولاق، أيمن طه.

وفي وسط القاهرة، أعلن كل من نائب الوطني السابق عن دائرة قصر النيل هشام مصطفى خليل والنائب السابق عن دائرة مصر القديمة تيسير مطر عن خوضهما الانتخابات، وانتشرت لافتاتهما المؤيدة للسيسي وحربهم "المزعومة" ضد الإرهاب في كافة أرجاء مناطق دائرتهما، تمهيداً لخوضهما انتخابات ما بعد الانقلاب.

من جهته، بدأ رجل الأعمال المعروف والنائب السابق عن دائرة عابدين طلعت القواس، التحرك علانية داخل دائرته استعداداً للانتخابات، علماً بأنه أحد المتهمين فى التخطيط للاعتداء على المعتصمين السلميين في ميدان التحرير في 2 فبراير/شباط 2011 خلال أيام الثورة على مبارك، فيما عرف إعلامياً باسم "موقعة الجمل"، قبل أن تبرئ المحكمة جميع المتهمين في القضية.

كما يستعد رجل الأعمال والنائب السابق عن دائرة المعادي، أكمل قرطام، للترشح على قوائم تحالف "الوفد المصري"، بعدما أسس وترأس حزب المحافظين عقب حل "الوطني" بعد الثورة. ويمتلك قرطام استثمارات ضخمة في مجال البترول، واشترى قبل أشهر جريدة "التحرير" اليومية التي يترأسها الإعلامي إبراهيم عيسى.

وفي محافظة الجيزة، يخوض عدد من رجال نظام مبارك البارزين الانتخابات، وفي مقدمتهم النائب السابق عن دائرة العمرانية أحمد سميح درويش، والنائب السابق عن دائرة العياط، سالم عبد المجيد شنب، والنائب السابق عن دائرة أوسيم شوقي أيوب.

وفي القليوبية، يستعد رئيس المجلس المحلي السابق في المحافظة عن الحزب الوطني، وعضو لجنة الخمسين (الواضعة للتعديلات الدستورية الأخيرة) محمد عطية الفيومي لخوض الانتخابات، بعدما كّثف دعايته الانتخابية في أرجاء دائرته في المحافظة.

الإسكندرية

وشهدت محافظة الإسكندرية الساحلية شمالي مصر، تحركات لأعضاء "الوطني المنحل" انتظاراً لقطار الانتخابات. وبدأ عدد من النواب السابقين دعايتهم الانتخابية عبر "إطعام الفقراء" بتنظيم مجموعة من موائد الرحمن، وتوزيع حقائب شهر رمضان المنصرم، وفي مقدمتهم رئيس نادي "سموحة" الرياضي، رجل الأعمال، فرج عامر.

وتنتشر دعاية عامر، وهو عضو مجلس الشورى الأسبق عن دائرة العامرية وبرج العرب، ورئيس مجموعة شركات "فرج الله"، إحدى أكبر شركات المواد الغذائية في مصر بشكل مكثف في الشوارع والميادين. كما كّثف رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب عن دائرة "الورديان" في الإسكندرية محمد رشاد، من تحركاته.

وفي البحيرة، يعدّ النائب السابق عن الحزب الوطني عادل شعلان الكرة لخوض الانتخابات، بعدما استطاع الحصول على المقعد النيابي، عقب ثورة يناير، فيما يستعد نائب الوطني السابق، جمال الزيني لخوض الانتخابات في محافظة دمياط.

وفي محافظة بورسعيد، كثّف النائب السابق الحسيني أبو قمر، دعايته الانتخابية، وهو أحد رجال الأعمال المقربين من جمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق، والذي اتهمه بعض أهالي بورسعيد بالتخطيط للمذبحة التي حدثت لجماهير النادي الأهلي في إستاد بورسعيد في عام 2012.

الدلتا

وفي محافظة الشرقية، يترشح وزير التضامن الأسبق والنائب عن دائرة أبو كبير علي مصيلحي، على قوائم تحالف "الجبهة المصرية"، الذي يضم أكبر تكتل لفلول مبارك، الذين أسسوا العديد من الأحزاب عقب الثورة، وفي مقدمتها حزب "الحركة الوطنية"، الذي أسسه آخر رئيس للحكومة في عهد مبارك، أحمد شفيق.

كما يستعد نائب الوطني السابق عن دائرة ديرب نجم، طلعت السويدي، المنتمي لأحد أكبر العائلات في محافظة الشرقية، وتمتلك مصانع عدة لإنتاج الأدوات الكهربائية لخوض الانتخابات، إضافة إلى النائب السابق عن دائرة أبو حماد فؤاد أباظة، الذي تعد عائلته من أقدم العائلات البرلمانية في مصر، وتحجز مقعداً دائماً في البرلمان.

وفي محافظة الدقهلية، كثّف النائب الأسبق عن دائرة بلقاس، طلعت مطاوع، دعايته الانتخابية، علماً بأن الأخير من ضمن النواب، الذين اتهموا بعدم أداء الخدمة العسكرية. وهي إحدى الشروط اللازمة للترشح للانتخابات.

وفي المنوفية، يسعى رموز ورجال الحزب الوطني من الصف الأول إلى الحصول على مقابل دعمهم حملة تأييد السيسي في المحافظة والتي كان يتولاها نائب حزب مبارك عن مركز قويسنا، سامي فتوح علي، والبرلماني لثلاث دورات متتالية عن مركز شبين الكوم، وفيق عزت، واللذان كثفا دعايتهما الانتخابية لخوض غمار الانتخابات.


الصعيد

وفي محافظة بني سويف، يستعد كل من النائبين السابقين، علي البدري وعلي عبد الفضيل، لخوض الانتخابات. وفي محافظة قنا، يستعد النائب السابق عن الحزب الوطني، الفائز بمقعد في البرلمان عقب ثورة يناير، معتز محمود، لخوض الانتخابات عن تحالف "الجبهة المصرية"، بعدما شغل منصب نائب رئيس حزب المؤتمر، الذي أسسه رئيس لجنة الخمسين، عمرو موسى.

وفى سوهاج، يعود النائب السابق حازم حماد، وهو لواء سابق في جهاز مباحث "أمن الدولة" ويشتهر باسم "لواء التعذيب" نظراً لسمعته فى تعذيب المعتقلين المعارضين، خلال فترة عمله في الجهاز الأمني. وفي ذات المحافظة يستعد النائب السابق، خليفة رضون، لخوض الانتخابات.

وفي المنيا، يكّثف عدد من نواب الوطني السابقين من دعايتهم الانتخابية، وفي مقدمتهم مصطفى قمر، علاء مكادي، محمود خلف، علي البكري وعلاء حسانين. وفي الأقصر، أعلن نائب الوطني السابق، محمد خليل العمار، عن خوضه الانتخابات.

المساهمون