عودة تدريجية للحياة في تل أبيض السورية

24 يناير 2020
التلاميذ عادوا إلى مدارسهم في المنطقة (بكير قاسم/ الأناضول)
+ الخط -

تشهد مدينة تلّ أبيض السورية، إلى الشمال من محافظة الرقة، بالقرب من الحدود السورية التركية شمالي البلاد، عودة تدريجية للاجئين، بالتزامن مع تحسّن الواقع الخدمي فيها، بعد أشهر من دخول "الجيش الوطني السوري" إلى المنطقة، في ظلّ العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا شرق الفرات في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

يقول الناشط صهيب اليعربي لـ"العربي الجديد" إنّ "الأوضاع في تلّ أبيض تحسّنت بشكل تدريجي، والقطاعات الخدمية جيدة في الوقت الحالي، فقد قام المجلس المحلي بإعادة فتح وتأهيل المستشفى الوطني وكذلك مدارس المنطقة". ويشير إلى "دور للشرطة المدنية"، موضحاً أنّ "وجودها سوف يساهم بشكل كبير في ضبط الأمن وحلّ النزاعات بين المدنيين، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشبّان الراغبين في دخول السلك العسكري، إلى جانب إنشاء جدار حماية لمنع العربات المفخخة من دخول المدينة".

وكانت مدينة تلّ أبيض قد شهدت تفجيرات بسيارات مفخخة منذ سيطرة "الجيش الوطني" عليها، وآخرها في بداية العام الجاري. وقد تسببت التفجيرات بحالة من الخوف بين المدنيين، خصوصاً بعد الانفجار الذي وقع بالقرب من المخبز الآلي في المدينة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

من جهته، يقول المواطن هاشم المحمد لـ"العربي الجديد" إنّ "السيارات المفخخة هي التي تخيفني فقط، مثلما تقلق الأهالي جميعاً وتنغّص عليهم عيشهم، كذلك الأمر بالنسبة إلى الدراجات النارية". ويشير إلى أنّ "الأمور في المنطقة تتحسّن اليوم، وإن لم تبلغ بعد الحدّ المطلوب، لكنّها بحسب المسؤولين في المجلس المحلي تسير نحو الأفضل"، مضيفاً "أنا أعيش بسلام مع عائلتي وأطفالي، وقد عدت إلى العمل في بقالتي".

في بيان نشره على صفحته في موقع "فيسبوك"، أعلن المجلس المحلي عن تمكن السوريين المقيمين في تركيا من أبناء منطقة تلّ أبيض (سلوك - عين عيسى) حصراً، من زيارتها لبضعة أيام، عبر معبر تلّ أبيض الحدودي، من خلال تسجيل مسبق. والمستندات المطلوبة بحسب المجلس هي: صورة عن بطاقة الحماية المؤقتة أو "كملك" لجميع أفراد العائلة، والبطاقة الشخصية السورية (إن وجدت). ولفت بيان المجلس إلى أنّ في إمكان حاملي الجنسية التركية من أهالي المنطقة التقدّم للزيارة كذلك.



وكانت تركيا قد أعادت فتح معبر تلّ أبيض مع سورية بعد إغلاق استمر نحو خمسة أعوام، على أثر سيطرة تنظيم داعش على المنطقة، ثمّ سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد). ومذ سيطر "الجيش الوطني السوري" على المنطقة، أُعلن عن فتح المعبر أمام حركة التجارة والعبور على حدّ سواء.