وتبدو هذه الخطوة الأولى على طريق استعادة اللاعبين للياقة البدنية التي فقدوها تحضيراً لعودة مباريات الدوري بنحو طبيعي، خصوصاً أن البطولة متوقفة منذ يوم 11 آذار/ مارس الماضي بسبب الكشف عن إصابة أكثر من لاعب.
ورغم عودة التدريبات تدريجاً، إلا أن رابطة الدوري الأميركي لكرة السلة لم تُعلن جدولاً زمنياً مُحتملاً لاستئناف الموسم بنحو طبيعي، خصوصاً مع ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في أميركا التي باتت أكثر الدول تأثراً لناحية عدد الإصابات الذي ناهز مليوناً و300 ألف، فيما عدد الوفيات الكبير الذي بلغ نحو 72 ألف شخص يُهدد عودة مباريات الدوري عودة طبيعية.
الدوري المنتظم و"البلاي أوف"
بعد أن توقف الدوري في شهر آذار/ مارس، لم تنجح رابطة الـ"NBA" في إنهاء مباريات الموسم المنتظم، حيثُ يبقى منه نحو شهر كامل، في وقت كان من المقرر بحسب الجدول الأساسي انطلاق منافسات "البلاي أوف" قبل 3 أسابيع من الآن، كما تجري العادة مع كل موسم جديد.
وعليه، اتخذت رابطة الدوري قراراً يسمح للأندية بالعودة إلى التدريبات، بشرط أن تكون فردية، وأن تفتح منشآتها الرياضية ملاعبها، مع الحرص على تطبيق وسائل الوقاية الصحية كافة، خصوصاً أن الولايات المتحدة الأميركية بدأت أخيراً بتخفيف قيود الحجر الصحي.
وفي هذا الإطار، قال نائب الرئيس التنفيذي لفريق يوتا جاز، دينيس ليندسي، في بيان عبر الموقع الإلكتروني للفريق: "نحن متحمسون لاتخاذ هذه الخطوة الصغيرة الأولى نحو العودة إلى اللعب. نفتقد المسابقة. نفتقد الصداقة الحميمة. سنُكثف جهودنا بنحو منهجي. الهدف الأكبر هو الحصول على ثقة اللاعبين والجهاز الفني بأنهم يمكنهم دخول منشآتنا بأمان".
وفي التفاصيل، لا يمكن كل فريق فتح مرافقه للتدريبات، وقد تختار بعض الأندية عدم فتحها مع مراعاة احتياطات السلامة المطلوبة. وستمنع قوانين الحجر الصحي في ولاية كاليفورنيا مثلاً، لوس أنجليس لايكرز وجاره كليبرز، من التدريبات في ملاعبهما، وذلك لأن كل ولاية هي سيدة القرار، وفقاً للبيانات الصحية التي لديها.
وبالنسبة إلى فريق يوتا جاز، أكد نائب الرئيس التنفيذي دينيس ليندسي، عدم فتح المنشأة الرياضية فوراً بعد صدور القرار، لكنه أشار إلى أنه سيفتح الأبواب بعد أيام قليلة. وتأتي هذه الخطوة في إطار تهيئة المنشآت وتطبيقها جميع المواصفات الصحية المطلوبة، على أن يضع الفريق معايير خاصة سيتّبعها اللاعبون بحزم دون أي استهتار وتراخٍ.
إجراءات صحية وحماسة
إن أبرز ما يثير قلق رابطة الدوري الأميركي لكرة السلة، تفاوت تطبيق القرارات بين كل فريق، إذ إن بعض الأندية تسمح للاعبيها بالعمل داخل منشآتها الرياضية حالياً، بينما ستحظر أخرى هذا الأمر، ويقتصر على الحضور من أجل التدريب فقط.
ولم تُعلن الرابطة حتى الآن حلاً لهذه المشكلة التي ستجعل استعداد كل فريق يختلف عن الآخر، وقد يؤثر بالأداء في حال عودة مباريات الدوري. ورغم ذلك، هناك إجراءات وقائية صحية خاصة بالتدريبات الفردية، على جميع الأندية التزام تطبيقها بحذافيرها.
مثلاً، هناك قرار السماح بوجود أربعة لاعبين فقط على أرض الملعب في وقت واحد، منع التمريرات بين اللاعبين وعدم السماح بوجود المدربين في الحصص التدريبية. بعض هذه القرارات قد تراه بعض الأندية غريباً، ومن الصعب التحضير لاستئناف الموسم الجديد دون تطبيق ما ذُكر أعلاه.
في المقابل، أشارت بعض المواقع الرياضية الأميركية، إلى أن رابطة الدوري ستُعلن بالتفاصيل التدابير الاضافية التي يجب على اللاعبين والمدربين التزامها خلال فترة عودة التدريبات، ولعل أبرزها: تعقيم جميع الكرات بعد كل حصة تدريبية، عدم السماح بالتدرب في أي مرفق تابع لفريق غير الفريق الذي يلعب له اللاعب، يجب وضع الكمامات الواقية باستثناء فترة النشاط البدني، قياس درجات الجرارة قبل دخول مراكز التدريب، أما المساعدون الذين يحملون الكرات ويعيدونها إلى اللاعبين، فعليهم ارتداء القفازات والأقنعة الواقية.
وكان فريق فينيكس صانز يأمل العودة إلى التدريبات في 16 أيار/ مايو، أي بعد يوم من تخفيف قوانين الحجر الصحي في ولاية أريزونا. أما ميلووكي باكس، متصدر ترتيب المنطقة الشرقية، وصاحب أفضل سجل في الدوري المنتظم (53 فوزاً و12 خسارة) عندما توقف الموسم، فلم يكن متأكداً هذا الأسبوع بشأن توقيت التمرين.
وقال لاعب فريق ميلووكي، بات كوناوتون، في هذا الإطار: "عندما تسمع تقارير عن افتتاح بعض المرافق، تشعر بالحماسة الشديدة. لكن ليست لدينا معلومات عن مرافقنا حتى الآن. تعتبر العودة إلى التدريبات تقدماً صغيراً نحو استئناف اللعب، لكن السلامة الصحية تبقى الأولوية القصوى".
وقال لاعب ارتكاز فريق ممفيس غريزلير الواعد، جاي مورانت: "أريد اللعب من الآن، لكني أشعر بأن كل ما يجري الآن هو حماية للجميع، ما دمنا نبقى في المنزل بعيداً بعضنا عن بعض. أنا بخير، لكنني بالتأكيد أريد أن أكون في الملعب". أما لاعب فريق أوكلاهوما سيتي ثاندر، الدولي الإيطالي دانيلو غاليناري، الذي تُعَدّ بلاده الأكثر تأثراً بفيروس "كورونا"، فقال إنه يتوق إلى عالم ما بعد الفيروس، وأضاف: "سنتخطى ذلك. عاجلاً أو آجلاً، سنتجاوز الأمر".