عودة الحراك المدني: عملات في دمشق تدين ضباط الأسد

18 أكتوبر 2014
من العملات التي تم توزيعها (العربي الجديد)
+ الخط -
في ظل ارتفاع حدة الصراع المذهبي في سورية، وسيطرة القوى الإسلامية المتشددة على المشهد المسلّح المعارض للنظام، يستعيد الحراك المدني في العاصمة دمشق ومناطق أخرى بعضاً من الزخم المترافق مع عودة كتائب الجيش الحرّ للعب أدوار متقدمة في الصراع المسلّح.

فمنذ أيّام استيقظ سكّان دمشق، ومناطق سورية أخرى خاضعة لسلطة النظام، على أوراق عملات سورية من فئة 50 و100 و200 ليرة سورية موزعة في الشوارع والأحياء الداخليّة، حصل "العربي الجديد" على عدد منها. هي ليست عملات حقيقية، بل رمزيّة، وقد طُبع على ورقة اسم ضابط سوري مسؤول عن رمي البراميل المتفجرة أو التعذيب أو استخدام السلاح الكيماوي.
ويُمكن وضع هذه العملات في سياق استعادة الحراك المدني في سورية والتنسيقيات جزءاً من حراكها الذي أضعفه كثيراً، العنف غير المحدود الذي استخدمه النظام، وأسلمة الثورة بشكلٍ كبير.


اللافت أن الأسماء المذكورة لا يوجد عنها الكثير من المعلومات في الانترنت، لا بل إن البحث عن بعض الأسماء يؤدي إلى نتيجة، وهو ما يُشير إلى تنسيق ما بين الحراك المدني والإطار العسكري لـ"الجيش الحرّ".
وقد وضع مصممو هذه "العملات" عبارة "جرائم حرب الأسد" بدل عبارة "مصرف سورية المركزي"، ومن الجهة الثانية عبارة: "قف على الجانب الصح من التاريخ". كما وُضعت صور من أماكن مختلفة في سورية تعرضت للقصف والدمار، بدل صور المناطق التاريخية والأثرية الموجودة على أوراق العملات السورية.
ومما يُشير إلى ارتباط هذه "العملات" بالجيش الحرّ وليس قوى أخرى، هو اعتماد خطاب مناهض للغة الطائفية. ففي ورقة من فئة 100 ليرة، ذُكر اسم "المقدم محمد كوسا"، وتهمته: "قائد الفرقة 18 سابقاً، من أوائل الناس الذين عملوا على إيقاظ الفتنة الطائفية في حمص وشارك في عمليات الخطف والقتل". وعلى الجهة الثانية من الورقة عينها ذكر "العقيد حسن غنام" وهو "رئيس أركان اللواء 59"، وتهمته: "إلقاء البراميل المتفجرة".

أمّا على ورقة العملة من فئة 200 ليرة، فذُكر اسم "العقيد أغيد محسن"، وهو يعمل في جهاز "المخابرات الجوية، سجن المزة ومطار المزة العسكري"، وتهمته "التعذيب والقتل والاغتصاب". وعلى الجهة الثانية من الورقة سُمي "العميد صالح أبو محمود" وهو "قائد اللواء 59"، ويتهمه المعارضون السوريون بإلقاء البراميل المتفجرة.
وبالنسبة لورقة العملة من فئة 50 ليرة، فقد أُشير "للعقيد خالد معلوف" وهو قائد "سرب 525" وتهمته أيضاً المسؤولية عن إلقاء البراميل المتفجرة. وعلى الجهة الأخرى ذُكر "المقدم خردل ديوب" وهو من جهاز "المخابرات الجوية اللواء 55 في الغوطة الشرقية"، وتهمته: "تعذيب واستخدام الأسلحة الكيمياوية".
المساهمون