عودة الجريمة إلى أحياء نواكشوط تقلق السكان

07 أكتوبر 2016
تنشط العصابات في الأحياء الفقيرة (ايسوف سانوجو/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد أحياء في العاصمة الموريتانية نواكشوط، انتشارا للجريمة أدى إلى حالة هلع بين السكان؛ وسط اتهامات للأمن بالتقصير في توفير الحماية من عصابات السرقة التي تختار أوقاتا متأخرة من الليل لتبدأ في اقتحام البيوت والمتاجر مستخدمة السلاح الأبيض فى وجه من يقاومها.


أحياء عرفات والرياض وتيارت أكثر الأحياء المتضررة من موجة السرقة الأخيرة، حيث تسارعت وتيرة عمليات السطو والسرقة للمحال والبيوت، ما حدا ببعض الأحياء إلى تشكيل لجان للحراسة إلى جانب تبليغ الشرطة والدرك.

ألقى إسماعيل ولد محمد، هو ورفاقه القبض على لص ليلة الأربعاء، فى مقاطعة تيارت شمال العاصمة، بعد أن اتصل بهم أحد الجيران حين شاهد من نافذة منزله لصوص يحاولون اقتحام منزل مجاور، فنصب الشبان كمينا في أحد الشوراع وألقوا القبض على أحد اللصوص فيما

هرب الآخرون.

وقال إسماعيل لـ"العربي الجديد"، إنهم استدعوا الشرطة لأخذ اللص، لكنهم لم يحضروا لعدم وجود سيارة شرطة، فاتصلوا بفرقة الدرك التي أرسلت سيارتين لأخذ اللص المقبوض عليه.

ويتهم بعض السكان الأمن بالتساهل في القبض على عصابات السرقة التي تقوم باقتحام المحال والبيوت بشكل يومي، وأحيانا فى وضح النهار، وبعد تسليمهم للشرطة يتم إطلاق سراحهم بسبب تدخلات عائلية.

وقالت عائشة بين حميادة، من سكان حي الرياض جنوب نواكشوط، إن عصابات السرقة مكونة من مراهقين يحملون السلاح الأبيض، وإنهم "اقتحموا المنزل فجرا وسرقوا كل ما خف وزنه وغلا ثمنه، بعد أن قيدوا أفراد الأسرة تحت تهديد استخدام السكاكين، قبل أن يغادروا. في الصباح ذهبنا إلى الشرطة وسجلنا شكاية وطلبوا منا العودة بعد أيام، ورجعنا لكن دون فائدة. وبعد إلحاحنا صارحنا أحد عناصر الأمن بأن هذه العصابات تنشط بكثرة هذه الفترة، وعليكم أن تحمدوا الله على سلامتكم".

وقبل أشهر ثار جدل فى موريتانيا بسبب إقدام صاحب محل تجاري على قتل أحد اللصوص بعد أن حاول اقتحام محله، وتصاعدت أزمة الجريمة في أحياء نواكشوط ما أدى إلى تنفيذ الشرطة والدرك لحملة أمنية أدت إلى انخفاض منسوب الجريمة، غير أن الأسابيع الأخيرة شهدت عودة قوية لعمليات السطو فى أحياء العاصمة.

تعرض محمد أحمد ولد إسلم، صاحب محل تجاري فى مقاطعة عرفات، قبل أيام لاعتداء بالسكاكين، بعد أن داهمته عصابة داخل محله وضربوه فى رأسه وفي ذراعه، لم تكن الطعنات قاتلة، لكن اللصوص نهبوا ما يستطيعون حمله من المحل، وأنقذه أحد الجيران فجرا ونقله إلى المستشفى.

وعادة ما تختار عصابات اللصوص الأحياء الشعبية ضعيفة الإنارة والبيوت التي يسهل اقتحامها، كما تستهدف المحال التجارية الصغيرة في الشوارع الضيقة.

ويرجع بعض المراقبين انتشار الجريمة إلى التسرب المدرسي فى صفوف المراهقين، وتهميش جهاز الشرطة خلال السنوات الأخيرة وإسناد بعض صلاحياته إلى قطاعات أمنية أخرى، إضافة إلى ضعف الإجراءات الاحترازية من طرف السكان بسبب تعودهم على الحياة البدوية والمساكن المفتوحة.