عودة التراشق السياسي بين الجزائر والمغرب

08 اغسطس 2014
مزوار يتسبب بأزمة جديدة مع الجزائر (جلال مرشدي/الأناضول/Getty)
+ الخط -

ردّت الجزائر على تصريحات وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، التي هاجم فيها الجزائر، واتهمها باستهداف الوحدة الترابية للمغرب، واعتبرت الجزائر أن المغرب يقف وراء التوتر الحاصل في العلاقات بين البلدين.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية تصريحات لمسؤول في وزارة الشؤون الخارجية، تفيد بأن "المغرب يتبنى ويمارس ببراعة منذ فترة استراتيجية التوتر وسياسة القطيعة، وهذا يتسبب في توتر العلاقات الجزائرية المغربية وتعطيل بناء الصرح المغاربي".

وأكد المسؤول في الخارجية الجزائرية أن "من المؤسف أن نلاحظ تأثر العلاقات الثنائية الجزائرية المغربية، جراء إستراتيجية التوتر التي يمارسها جيراننا المغربيون ببراعة، من أجل رهن مصير الشعب المغاربي على أمل أن تتخلى الجزائر عن موقفها الأساسي من قضية الصحراء الغربية المطابق للشرعية الدولية".

ووصف المسؤول الجزائري تصريحات مزوار بـ"التهجمية"، إذ أقحم الجزائر بصفة مباشرة في قضية الصحراء الغربية خلال استضافته أخيراً من طرف إحدى القنوات التلفزيونية الأجنبية.

وربطت وزارة الخارجية الجزائرية بين تصريحات مزوار ومواعيد سياسية تتعلق بالصحراء الغربية، وتساءل المسؤول الجزائري: "كيف يفسر تخوف المغرب الشديد مع اقتراب مواعيد حاسمة مرتقبة خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل وشهر أبريل/نيسان 2015 حيث سيقوم المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، كريستوفر روس، بتقديم تقريره لمجلس الأمن الأممي حول مسألة الصحراء الغربية في إطار تقييم المسار السياسي".

واعتبر المسؤول الجزائري أن "هذا هو الواقع المؤلم الذي يفسر ارتباك مزاور الذي تجلى في ردود فعل هستيرية، تهدف إلى تحميل الجزائر مسؤولية الانسداد الذي يعرفه مسار تسوية هذا النزاع، والذي يرجعه كل المحايدين إلى تعنت المغرب وسعيه إلى تكريس الاحتلال".

ومنذ العام 1975، تخلق قضية الصحراء الغربية أزمات سياسية مستمرة بين الجزائر والمغرب، بسبب اتهام الأخير للجزائر بدعم واحتضان "البوليساريو" التي تطالب باستقلال منطقة الصحراء الغربية.

ودفعت هذه الأزمات إلى إغلاق الحدود البرية بينهما منذ العام 1995، ولم تنجح كل محاولات التقارب السياسي بين البلدين، رغم الرغبة السياسية التي بدت خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعد تفاهمات فبراير/شباط 2013، والتي تتضمن اتفاقاً سياسياً بين البلدين لتطبيع العلاقات وإبقاء قضية الصحراء الغربية خارج الجدل السياسي بين البلدين.

المساهمون