ضرب الأهلي احتفالية الزمالك باللقب في مقتل، بعد نجاحه في تحقيق الفوز خلال القمة المصرية، وخطفه ثلاث نقاط غالية من فم المتصدر، ليتم تأجيل تتويج الغريم بالدوري إلى إشعار آخر. في مباراة غابت عنها الجماهير من دون سبب، وحضرت خلالها الندية حتى الدقائق الأخيرة على غير العادة، عطفاً على مستوى المباريات الأخيرة بين الفريقين.
الفارق
تفوّق الأهلي بشكل واضح في الشوط الأول، وظهر متصدر البطولة المصرية بصورة غريبة بعض الشيء، الزمالك فاقد الوعي فنياً في أول 45 دقيقة من المباراة. ربما عدم البدء بالحاوي وأيمن حفني هو السبب، بعد إصابته بنزلة برد شديدة قبل دقائق من صافرة الحكم، لذلك كانت ثنائية مصطفى فتحي-أحمد عيد ضعيفة على صعيد إمداد المهاجم الوحيد باسم مرسي بالكرات.
تعطي طريقة 4-3-2-1 أو شجرة عيد الميلاد للمدرب البرتغالي فيريرا، انتشاراً مميزاً للقلعة البيضاء على الصعيد العرضي، لكنها تفتقد إلى الأجنحة الصريحة على الخط الجانبي من الملعب. أحمد عيد لا يعتبر جناحاً حقيقياً، لذلك يدخل كثيراً في عمق الملعب، ويتحول لاعب الارتكاز المساند معروف يوسف إلى الطرف من أجل مساندة الظهير حمادة طلبة، مما تسبب في فراغ محوري في منطقة عمق الملعب.
حسام غالي لا يمرر في المساحات القصيرة بشكل جيد، بسبب رعونته الزائدة عن الحد، وبالتالي يتعرض القائد الفعلي لانتقادات عريضة بسبب هذا العيب، لكنه من أفضل لاعبي مصر إذا لم يكن الأفضل، على مستوى التمرير الطولي الماكر، القادر على كسر خطوط الخصم بلعبة واحدة، لذلك كانت كل هجمات الأهلي في البداية عن طريق غالي، اللاعب الذي يعود لاستلام الكرة أسفل دائرة، ويحرك الجبهة اليمنى بانطلاقات الثنائي باسم علي ومؤمن زكريا.
التغييرات
على النقيض من الشوط الأول الجيد فنياً، قدم الفريقان شوطاً مغايراً في النصف الثاني من المباراة، بسبب انخفاض مستوى محوري الارتكاز، لذلك كان الأولى بالمدرب فتحي مبروك تحويل طريقة اللعب من 4-2-3-1 إلى 4-3-3، بإخراج لاعب هجومي وإشراك لاعب وسط ثالث مثل محمد رزق، لكن المدير الفني الوطني لم يفعل ذلك، وحافظ على طريقته التي بدأ بها المباراة.
بينما حاول البرتغالي إنقاذ فريقه، بعمل تغييرات هجومية، واللعب بثنائي صريح في الأمام، سيسيه رفقة باسم مرسي، لكن المشكلة لم تكن أبداً في عدد الأقدام داخل منطقة الجزاء، بل في غياب الدعم الهجومي من جانب لاعبي الوسط. نوعية إبراهيم صلاح، أحمد توفيق، طارق حامد، اختفت تماماً من الكرة العالمية، حيث لاعب الارتكاز الذي لا يجيد بناء الهجمة من الخلف.
لذلك لعب الزمالك بباسم مرسي، سيسه، يوسف أوباما، مصطفى فتحي في الثلث الأخير، لكن من دون أي خطورة على مرمى إكرامي، والسر يعود إلى عدم وجود صانع لعب حقيقي. فتّش عن غياب أيمن حفني، النجم الذي تقوم عليه طريقة لعب الفريق الأبيض في المباريات الكبيرة، وبعد غيابه، غاب المتصدر عن المجريات.
نجم المباراة
اللاعب الذكي هو الذي يعرف كيف يتحرك ومتى يأخذ القرار، وأين يتمركز داخل الملعب، كل هذه الإجابات والكرة بعيدة عن قدميه. ومؤمن زكريا يملك هذه الخصلة الفنية، لاعب لا يتوقف أبداً عن الحركة، يأخذ المكان المناسب في الفراغات الشاغرة، ويهرب من الرقابة الدفاعية، وعلى الرغم من أنه يقوم بإضاعة فرص سهلة، إلا أن هذا الأمر لا يُحسب ضده حينما يسجل أهدافاً، لأنه أكثر اللاعبين نشاطاً في الثلث الهجومي الأخير.
العمل الرقمي لعريس المباراة أو الـWork Rate مميز أيضاً، يعود للدفاع، يقطع الكرات، يصنع العرقلة المشروعة، ويضغط على دفاع الخصم في نصف ملعبه. يؤدي مؤمن الزيادة الهجومية بامتياز، يدخل في الوسط كمهاجم متأخر، ويقلب كجناح في وقت قصير، وفي لمح البصر، يدخل منطقة الجزاء ويهرب من الرقابة، ويسجل الهدف كما حدث في الشوط الأول.
نصف لاعب وسط، نصف مهاجم، نصف صانع لعب، ونصف جناح، لذلك بدأ زكريا المباراة كجناح صريح، لكنه صنع معظم الخطورة على مشارف منطقة الجزاء، بسبب قدرته على التجول بحرية في الفراغات بين الخطوط. عمل تكتيكي انتصر للأهلي، وافتقده الزمالك طوال التسعين دقيقة، حتى صافرة الحكم معلناً فوز الشياطين الحمر.
اقرأ أيضاً...
وظيفة بلاتر بعد "الفيفا"... مذيع على الراديو!
جماهير الأهلي تستفز جمهور الزمالك بالاحتفال على طريقة زكريا