15 مايو 2024
عن هجرة العراقيين والسوريين
يتدفق آلاف المهاجرين اللاجئين، من السوريين والعراقيين إلى دول عديدة في أوروبا، طلباً للأمان والسلام، وضمانا مرحليا لحياة كريمة لهم ولأبنائهم، وقد تعاطف العالم، كل العالم، مع موجات البشر المنكوب والمحبط القادمة عبر رحلة معقدة، صعبة، محفوفة بالمخاطر ورائحة الموت، مع الكثير من القهر والإهانة التي مارستها بعض الدول بحقهم، وخصوصاً جمهورية المجر.
كل العالم انشغل بقضية السوريين والعراقيين الراحلين إلى أوروبا لاجئين، متشبثين بفرص جديدة، قد تمنحها لهم هذه القارة، ومراهنين على مبادئ حقوق الإنسان التي تزخر بها مجتمعات عريقة، كالمجتمع الألماني والنمساوي والسويدي والفنلندي وغيرها، ولأنها باتت قضية رأي عام، فإن موضوعها أيضا بات قضية سياسية، تدان بها الحكومات، أو يثنى عليها. ولعل نموذج الضغط والانتقاد العلني الذي تعرضت له الحكومة المجرية، بسبب تعاملها المنافي لقواعد حقوق الإنسان وقوانين الهجرة واللجوء في أوروبا خير دليل على ذلك.
ومن الغريب أن تلتزم حكومتا دمشق وبغداد اللتان تسببتا في تهجير شعبيهما هجرة جماعية، بسبب سوء إدارتهما، وبسبب عمليات القتل التي مارستهما وضياع الأمن وتعميم الإرهاب، هاتان الحكومتان لم تطلقا تعليقاً واحداً حول موضوع اللاجئين، ولم يستفيدا حتى من هذه الصورة المهينة التي تعرض لها أبناء شعبيهما في بعض دول رحلة اللجوء! كان بالإمكان رمي كل أسباب الهجرة، مثلاً، في ذمة الإرهاب وداعش والتكفيريين، وغير ذلك من المسميات التي صنعت بدقة، لتفضي بالمنطقة إلى ما أفضت إليه من حالة أمنية واجتماعية وسياسية مزرية.
الغريب أيضا أن يكون هناك 11 ألف كردي عراقي ضمن أرتال المهاجرين صوب أوروبا، معظمهم من الشباب، وأسباب هجرتهم كما ذكروا لدوائر الهجرة الأوروبية هي فقدان الاستقرار، وعدم وجود فرص للعمل، وعدم وجود عدالة اجتماعية وسياسية في إقليم كردستان العراق، وفقدان الأمل بالمستقبل .. إلخ، هذه الأسباب تساق، فيما إقليم كردستان العراق كان، إلى فترة قريبة جداً، ينعم بالرخاء والازدهار الاقتصادي والاستقرار الأمني.
ويقدّر عدد طالبي اللجوء في أوروبا من السوريين، بحسب تقارير أممية منذ اندلاع الثورة السورية بحدود 300 ألف لاجئ، أما العراقيون فقد بلغ عدد طالبي اللجوء منهم في أوروبا تحديداً أكثر من 180 ألفاً، وهما، أي السوريون والعراقيون، في حالة إقبال متزايد على الهجرة شمالاً نحو أوروبا، فما هي تداعيات هذه الهجرة الجمعية على مستقبل العراق وسورية، على المديين، القريب والمتوسط؟
من خلال طريقة استقبال الدول المهمة في أوروبا اللاجئين السوريين والعراقيين، وجلهم من فئة الشباب والأطفال، فإن التوقعات تشير إلى استمرار الأوضاع المتردية في البلدين، (سورية والعراق)، لسنوات مقبلة قدرت بين 5 – 10 سنوات، ما يعني هجرة المزيد، وبالتالي، إحداث انهيار كامل في البنى الاجتماعية والتركيبة السكانية والديمغرافية في كل من البلدين، وخصوصاً في فئة الشباب الحالية، والتي ستكون بعمر الشباب في هذه السنين.
كما ستؤثر أعداد المهاجرين التي ستتحول إلى أرقام مليونية على التركيبين، الطبقي والمهني، للشعبين، السوري والعراقي، وسيخسر البلدان طبقات من العمالة والفنيين والفلاحين من أبناء الطبقة الوسطى، بالغة الأهمية في عمليات البناء وتطوير اقتصاديات أي بلد. يضاف إلى ذلك، ستفضي حالة الانسياح نحو أوروبا إلى خلل في عمليات الترابط الأسري، وتشتت الولاءات.
العنصر الأهم أن هذه العملية، وإن كانت بالنسبة للمهاجرين شراً لابد منه، ستكون سيفاً ذا حد واحد تجاه الوطن الأم؛ ذاك عندما تنشأ أجيال في أوروبا لها جذور سورية أو عراقية، فيما قلوبهم وعقولهم مع من نشأوا في ظل تعليمه ومساعداته وأمنه وتأمينه الصحي وآلته الإعلامية، هؤلاء سيكونون أدوات الغرب المقبلة التي ستجعل من قيادات العراق وسورية بعد عقدين أو ثلاثة كلهم من مدارس أوروبا الفكرية والسياسية.
كل العالم انشغل بقضية السوريين والعراقيين الراحلين إلى أوروبا لاجئين، متشبثين بفرص جديدة، قد تمنحها لهم هذه القارة، ومراهنين على مبادئ حقوق الإنسان التي تزخر بها مجتمعات عريقة، كالمجتمع الألماني والنمساوي والسويدي والفنلندي وغيرها، ولأنها باتت قضية رأي عام، فإن موضوعها أيضا بات قضية سياسية، تدان بها الحكومات، أو يثنى عليها. ولعل نموذج الضغط والانتقاد العلني الذي تعرضت له الحكومة المجرية، بسبب تعاملها المنافي لقواعد حقوق الإنسان وقوانين الهجرة واللجوء في أوروبا خير دليل على ذلك.
ومن الغريب أن تلتزم حكومتا دمشق وبغداد اللتان تسببتا في تهجير شعبيهما هجرة جماعية، بسبب سوء إدارتهما، وبسبب عمليات القتل التي مارستهما وضياع الأمن وتعميم الإرهاب، هاتان الحكومتان لم تطلقا تعليقاً واحداً حول موضوع اللاجئين، ولم يستفيدا حتى من هذه الصورة المهينة التي تعرض لها أبناء شعبيهما في بعض دول رحلة اللجوء! كان بالإمكان رمي كل أسباب الهجرة، مثلاً، في ذمة الإرهاب وداعش والتكفيريين، وغير ذلك من المسميات التي صنعت بدقة، لتفضي بالمنطقة إلى ما أفضت إليه من حالة أمنية واجتماعية وسياسية مزرية.
الغريب أيضا أن يكون هناك 11 ألف كردي عراقي ضمن أرتال المهاجرين صوب أوروبا، معظمهم من الشباب، وأسباب هجرتهم كما ذكروا لدوائر الهجرة الأوروبية هي فقدان الاستقرار، وعدم وجود فرص للعمل، وعدم وجود عدالة اجتماعية وسياسية في إقليم كردستان العراق، وفقدان الأمل بالمستقبل .. إلخ، هذه الأسباب تساق، فيما إقليم كردستان العراق كان، إلى فترة قريبة جداً، ينعم بالرخاء والازدهار الاقتصادي والاستقرار الأمني.
ويقدّر عدد طالبي اللجوء في أوروبا من السوريين، بحسب تقارير أممية منذ اندلاع الثورة السورية بحدود 300 ألف لاجئ، أما العراقيون فقد بلغ عدد طالبي اللجوء منهم في أوروبا تحديداً أكثر من 180 ألفاً، وهما، أي السوريون والعراقيون، في حالة إقبال متزايد على الهجرة شمالاً نحو أوروبا، فما هي تداعيات هذه الهجرة الجمعية على مستقبل العراق وسورية، على المديين، القريب والمتوسط؟
من خلال طريقة استقبال الدول المهمة في أوروبا اللاجئين السوريين والعراقيين، وجلهم من فئة الشباب والأطفال، فإن التوقعات تشير إلى استمرار الأوضاع المتردية في البلدين، (سورية والعراق)، لسنوات مقبلة قدرت بين 5 – 10 سنوات، ما يعني هجرة المزيد، وبالتالي، إحداث انهيار كامل في البنى الاجتماعية والتركيبة السكانية والديمغرافية في كل من البلدين، وخصوصاً في فئة الشباب الحالية، والتي ستكون بعمر الشباب في هذه السنين.
كما ستؤثر أعداد المهاجرين التي ستتحول إلى أرقام مليونية على التركيبين، الطبقي والمهني، للشعبين، السوري والعراقي، وسيخسر البلدان طبقات من العمالة والفنيين والفلاحين من أبناء الطبقة الوسطى، بالغة الأهمية في عمليات البناء وتطوير اقتصاديات أي بلد. يضاف إلى ذلك، ستفضي حالة الانسياح نحو أوروبا إلى خلل في عمليات الترابط الأسري، وتشتت الولاءات.
العنصر الأهم أن هذه العملية، وإن كانت بالنسبة للمهاجرين شراً لابد منه، ستكون سيفاً ذا حد واحد تجاه الوطن الأم؛ ذاك عندما تنشأ أجيال في أوروبا لها جذور سورية أو عراقية، فيما قلوبهم وعقولهم مع من نشأوا في ظل تعليمه ومساعداته وأمنه وتأمينه الصحي وآلته الإعلامية، هؤلاء سيكونون أدوات الغرب المقبلة التي ستجعل من قيادات العراق وسورية بعد عقدين أو ثلاثة كلهم من مدارس أوروبا الفكرية والسياسية.