08 نوفمبر 2024
عن عين بثينة
لم تكن حركة الطفلة اليمنية، بثينة الريمي، لفتح عينها مقصودة. هي أرادت أن تحاول رؤية ما حولها، بعدما حولت غارة التحالف العربي على منزل عائلتها في فج عطان عينيها إلى كتلتين حمراوين، لا تقوى على فتحهما. أرادت البحث عن أمها وأبيها وأشقائها الذين قتلوا في المجزرة. لا تعلم أنها الناجية الوحيدة من صاروخ استهدف منزل العائلة الآمنة التي لم يكن لها ذنب إلا أنها تقطن في منطقة يسيطر عليها الحوثيون، الذين يناصبهم التحالف، بقيادة السعودية والإمارات، العداء. عداء من الواضح أنه أعمى، ويريد أن يُعمي كل عين بصيرة في اليمن، لا فرق إن كانت لأطفال أو شيوخ أو نساء، ولا يهم إن كان المستهدفون مسلحين أو مدنيين عزّل، ساقتهم أقدارهم إلى أن يكونوا في مناطق سلطة هذا الطرف أو ذاك.
حركة بثينة وصورتها أثارتا الرأي العام، بعدما تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورتها، وقلدوا حركتها في إطار التضامن، غير أن بثينة واحدة من ملايين الأطفال في اليمن، وغيره من الدول العربية المنكوبة بالحروب والاضطرابات، والذين لم تصل صورهم وحركاتهم ونداءاتهم بعد إلى مسامع العالم وناشطيه. بثينة هي نموذجٌ لحالات كثيرة لأطفال آخرين يعيشون المأساة في صمت، بعيداً عن عدسات الكاميرات وميكروفونات الصحافيين. يعاني آلاف الأطفال في اليمن اليوم من تفشي وباء الكوليرا الذي ظن العالم أنه قضى عليه، لكنه عاد في واحدة من أفقر بقع الأرض. لا بد أن يكون لهؤلاء أيضاً نصيب من التضامن، وهم الذين يعيشون حصاراً يحرمهم من الغذاء والماء والدواء، ما يساهم في تدهور أوضاعهم الصحية ووفاتهم. الأمر نفسه في سورية والعراق وليبيا، حيث تسربت صور أثارت حملات تعاطف مرحلية، ثم ما لبثت أن تبدّدت مع ملايين الصور الأخرى التي تأتي يومياً من العالم. فإيلان وعمران، الطفلان السوريان اللذان تم تداول صورهما على نحو واسع في العالم، لم يمنعا استمرار المحرقة السورية التي تحصد العشرات يومياً، على الرغم من حملة التضامن الدولية معهما. فالقتل مستمر في البحر والبر، ولا يبدو أنه سيتوقف قريباً.
ربما كانت حركة بثينة عفوية، وربما أرادت أن ترى ما حولها. لكن لا يمكن النظر إلى الحركة باعتبارها اعتباطية. ربما هي رسالة من حيث لم تدر الطفلة. رسالة إلى العالم ليفتحوا عيونهم على مآسٍ ممتدة على الأرض اليمنية وما حولها. رسالة تقول إنه لا معنى لحملات التضامن والتعاطف، والبكاء من بعيد، إذا لم تكن مترافقةً مع حملاتٍ حقيقية لوقف الحروب ومحاسبة مرتكبي المجازر المتنقلة بين اليمن وسورية وليبيا والعراق، وغيرها من بقاع العالم الذي يعيش مواطنوه تحت رحمة الآلة الحربية الشعواء.
فتحت بثينة عينها ورأت. عاشت الصدمة، وعرفت معنى الفقد. هي اليوم تحاول التكيف مع واقعها الجديد، تماماً كما تكيفنا نحن مع واقع القتل اليومي المحيط، غير أن حركة بثينة ومعانيها لا بد أن تكون مرافقةً للحياة اليومية لكل من يرى نفسه معنياً بالشأن العام، وبنصرة المظلومين. حركة تقول: افتحوا عيونكم، راقبوا، احفظوا هذه المشاهد جيداً، لا بد أن يكون هناك يوم لحساب كل مجرم على أفعاله.
حركة بثينة وصورتها أثارتا الرأي العام، بعدما تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورتها، وقلدوا حركتها في إطار التضامن، غير أن بثينة واحدة من ملايين الأطفال في اليمن، وغيره من الدول العربية المنكوبة بالحروب والاضطرابات، والذين لم تصل صورهم وحركاتهم ونداءاتهم بعد إلى مسامع العالم وناشطيه. بثينة هي نموذجٌ لحالات كثيرة لأطفال آخرين يعيشون المأساة في صمت، بعيداً عن عدسات الكاميرات وميكروفونات الصحافيين. يعاني آلاف الأطفال في اليمن اليوم من تفشي وباء الكوليرا الذي ظن العالم أنه قضى عليه، لكنه عاد في واحدة من أفقر بقع الأرض. لا بد أن يكون لهؤلاء أيضاً نصيب من التضامن، وهم الذين يعيشون حصاراً يحرمهم من الغذاء والماء والدواء، ما يساهم في تدهور أوضاعهم الصحية ووفاتهم. الأمر نفسه في سورية والعراق وليبيا، حيث تسربت صور أثارت حملات تعاطف مرحلية، ثم ما لبثت أن تبدّدت مع ملايين الصور الأخرى التي تأتي يومياً من العالم. فإيلان وعمران، الطفلان السوريان اللذان تم تداول صورهما على نحو واسع في العالم، لم يمنعا استمرار المحرقة السورية التي تحصد العشرات يومياً، على الرغم من حملة التضامن الدولية معهما. فالقتل مستمر في البحر والبر، ولا يبدو أنه سيتوقف قريباً.
ربما كانت حركة بثينة عفوية، وربما أرادت أن ترى ما حولها. لكن لا يمكن النظر إلى الحركة باعتبارها اعتباطية. ربما هي رسالة من حيث لم تدر الطفلة. رسالة إلى العالم ليفتحوا عيونهم على مآسٍ ممتدة على الأرض اليمنية وما حولها. رسالة تقول إنه لا معنى لحملات التضامن والتعاطف، والبكاء من بعيد، إذا لم تكن مترافقةً مع حملاتٍ حقيقية لوقف الحروب ومحاسبة مرتكبي المجازر المتنقلة بين اليمن وسورية وليبيا والعراق، وغيرها من بقاع العالم الذي يعيش مواطنوه تحت رحمة الآلة الحربية الشعواء.
فتحت بثينة عينها ورأت. عاشت الصدمة، وعرفت معنى الفقد. هي اليوم تحاول التكيف مع واقعها الجديد، تماماً كما تكيفنا نحن مع واقع القتل اليومي المحيط، غير أن حركة بثينة ومعانيها لا بد أن تكون مرافقةً للحياة اليومية لكل من يرى نفسه معنياً بالشأن العام، وبنصرة المظلومين. حركة تقول: افتحوا عيونكم، راقبوا، احفظوا هذه المشاهد جيداً، لا بد أن يكون هناك يوم لحساب كل مجرم على أفعاله.