ينظر كثيرون إلى الفنون باعتبارها وسيلة ترفيه تجعل النفس البشرية أكثر راحة، وتخرجها من همومها إلى نوع من المتعة الحسية، التي لا غنى عنها لمواصلة الحياة.
بينما ينظر الفنانون إلى مهنتهم باعتبارها عاملاً مشتركاً في تطور المجتمعات وإصلاح الأخلاق وضبط التجاوزات، إضافة إلى الكثير من المصطلحات الرائجة حول كون الفن رسالة ذات أهمية القصوى للمجتمع كقوة ناعمة، وغير ذلك.
ولا شك أنّ في ما سبق جزءا من الحقيقة، وأن النظر إليه بهذا التبسيط له وجاهة، لكنّ للأمور جانباً آخر لا ينتبه إليه كثيرون، يتعلق بالشق الاقتصادي، فصناعة الفنون شأن كبير يدرس في معاهد متخصصة، وله مناهج بحث مثل كل المجالات، وله متخصصون، وصدرت فيه كتب ودراسات، ومنحت فيه درجات علمية، وفيه الناجحون والفاشلون والمتعثرون، مثله مثل كل الصناعات.
والفن كصناعة، يبدو رائجا في بعض الأحيان، ويصيبه الكساد أحيانا، ويتأثر مثل كل الصناعات بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
والفن العربي خلال السنوات الثلاث الماضية شهد كسادا واضحا له علاقة بثورات الربيع العربي التي لم يستجب لها أغلب الفنانين العرب، الذين انحاز معظمهم للحكام المستبدين، الذين ثار ضدهم قسم من الشعوب التي صنعت مجد هؤلاء الفنانين، وبالتالي ثرواتهم.
ومثل كل الصناعات، فإن للفن مقومات تجارية هي المسؤولة عن النجاح والاستمرار والتطور، أو الفشل والتوقف أو التدهور، لكن الجمهور عادة لا يدرك ماهية تلك التفاصيل، أو للدقة لا يهتم بها كثيرا، مقارنة بتركيزه على ما يقدمه الفنانون، وما تنتجه الصناعة.
وربما كانت مهمة الناقد والكاتب دائما تبصير الجمهور بالحقائق، والتركيز على المفاهيم الأساسية التي تدعم زيادة وعي وإدراك المتابع للفنون بحقيقة الأمور، خاصة في فترات التغيير الكبيرة، فالحال الداعم للسلطة والرافض للثورات الذي انحازت إليه الغالبية العظمى من الفنانين كان مربكا لكثير من الجمهور الذي سمع طويلا، وربما صدق مصطلحات من عينة أن "الفنان ضمير المجتمع".
ولأن بعض النقاد العرب أيضا، مثل الفنانين، لهم مصالح تجارية مع صناع الفنون، فإن الجمهور وقع ضحية طرفين يلعبان بعقله، ما زاد من ارتباكه، وحرمه من فهم العلاقة الملتبسة بين الفنان والممول من جانب والناقد من جانب آخر، وهي علاقة تشوبها الكثير من الكواليس، بعضها ليس بريئا، بل إن بعضها يندرج تحت بند الإجرام، مثلها مثل علاقة بعض الإعلاميين برجال الأعمال الكبار.
بينما ينظر الفنانون إلى مهنتهم باعتبارها عاملاً مشتركاً في تطور المجتمعات وإصلاح الأخلاق وضبط التجاوزات، إضافة إلى الكثير من المصطلحات الرائجة حول كون الفن رسالة ذات أهمية القصوى للمجتمع كقوة ناعمة، وغير ذلك.
ولا شك أنّ في ما سبق جزءا من الحقيقة، وأن النظر إليه بهذا التبسيط له وجاهة، لكنّ للأمور جانباً آخر لا ينتبه إليه كثيرون، يتعلق بالشق الاقتصادي، فصناعة الفنون شأن كبير يدرس في معاهد متخصصة، وله مناهج بحث مثل كل المجالات، وله متخصصون، وصدرت فيه كتب ودراسات، ومنحت فيه درجات علمية، وفيه الناجحون والفاشلون والمتعثرون، مثله مثل كل الصناعات.
والفن كصناعة، يبدو رائجا في بعض الأحيان، ويصيبه الكساد أحيانا، ويتأثر مثل كل الصناعات بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
والفن العربي خلال السنوات الثلاث الماضية شهد كسادا واضحا له علاقة بثورات الربيع العربي التي لم يستجب لها أغلب الفنانين العرب، الذين انحاز معظمهم للحكام المستبدين، الذين ثار ضدهم قسم من الشعوب التي صنعت مجد هؤلاء الفنانين، وبالتالي ثرواتهم.
ومثل كل الصناعات، فإن للفن مقومات تجارية هي المسؤولة عن النجاح والاستمرار والتطور، أو الفشل والتوقف أو التدهور، لكن الجمهور عادة لا يدرك ماهية تلك التفاصيل، أو للدقة لا يهتم بها كثيرا، مقارنة بتركيزه على ما يقدمه الفنانون، وما تنتجه الصناعة.
وربما كانت مهمة الناقد والكاتب دائما تبصير الجمهور بالحقائق، والتركيز على المفاهيم الأساسية التي تدعم زيادة وعي وإدراك المتابع للفنون بحقيقة الأمور، خاصة في فترات التغيير الكبيرة، فالحال الداعم للسلطة والرافض للثورات الذي انحازت إليه الغالبية العظمى من الفنانين كان مربكا لكثير من الجمهور الذي سمع طويلا، وربما صدق مصطلحات من عينة أن "الفنان ضمير المجتمع".
ولأن بعض النقاد العرب أيضا، مثل الفنانين، لهم مصالح تجارية مع صناع الفنون، فإن الجمهور وقع ضحية طرفين يلعبان بعقله، ما زاد من ارتباكه، وحرمه من فهم العلاقة الملتبسة بين الفنان والممول من جانب والناقد من جانب آخر، وهي علاقة تشوبها الكثير من الكواليس، بعضها ليس بريئا، بل إن بعضها يندرج تحت بند الإجرام، مثلها مثل علاقة بعض الإعلاميين برجال الأعمال الكبار.