عن صراع الطيور مع الدرونز وجرائم البوليس وتفاصيل أخرى
ـ إلى أي حد استفادت أجهزة المخابرات من الطيور في تطوير أجهزة المراقبة بشكل مذهل؟ وإلى أي حد يمكن أن تكون الطيور تهديداً لأحدث هذه الأجهزة؟ سؤال طرحته الكاتبة ريبيكا جيجز في أحدث أعداد مجلة (ذي أتلانتيك) خلال استعراضها لأحدث تقنيات المراقبة ومدى استفادتها عبر السنين الماضية من طبائع ومميزات الطيور، التي يمكن لها أن ترى ما يهددها حتى لو كان على بعد ميلين، لتبدأ في الصراخ إما تعبيراً عن ذعرها أو تحذيراً منه، وهو ما يجعلك حين تتأمل التطور المذهل لتقنيات المراقبة والإنذار، تتذكر كيف كان الراغب في حماية ممتلكاته في الماضي، يستخدم التلسكوب أو المنظار المقرب لرؤية الخطر البعيد القادم نحوه، ثم يستخدم الكلاكس أو صوت الإنذار للتحذير منه، وهو ما أغنت عنه التقنيات الحديثة للمراقبة وعلى رأسها الطائرات الموجهة عن بعد.
تستعرض الكاتبة كيف أصبحت (نظرة الطائر) فكرة ملهمة تتسابق سلطات إنفاذ القانون والشركات والجهات ذات النوايا المشبوهة على حد سواء للاستفادة منها خلال تطوير أداء الطائرات بدون طيار، لتصبح سلوكيات الطيور موضع اهتمام إلى جوار الميكانيكا الحيوية لدى مصممي ومنفذي تلك الطائرات التي أصبحنا نستخدم اسمها الإنجليزي "الدرونز" دون ترجمة حرفية، من فرط تكرار ذكرها في الأخبار المرتبطة بعمليات القتل عن بعد التي تقوم بها أمريكا وحلفائها في كثير من الدول. ففي حين يسعى مصممو عدسات كاميرات الدرونز إلى محاكاة حدة عيون النسور من أجل صورة شديدة الدقة، يقوم باحثون بدراسة التموجات المعقدة التي تقوم بها مجموعات الزرزور خلال طيرانها الجماعي للاستفادة من تلك التموجات في تحسين حركة الدرونز، ويقوم مهندسون بجامعة ستانفورد باستخدام الببغاوات الصغيرة في أبحاث لتحسين قدرات الطائرات دون طيار على الحركة، ويدرس علماء أوروبيون الطريقة التي تنسق بها أسراب الحمام طيرانها وتعاملها مع الهواء، للخروج بأفكار تساعد الطائرات بدون طيار على تعديل مسارات طيرانها، في الوقت الذي تمثل قدرة أرجل الطيور الجارحة على الإمساك بفرائسها مصدر إلهام لمصممي الأجهزة التي يتم تطويرها لتحقيق وظيفة القبض المتحرك على الأشياء، على أمل استخدام ذلك في أنشطة حربية أو تجارية، إذا تجاهلنا أن الحرب أصبحت في حد ذاتها تجارة في زماننا التعيس.
في يونيو الماضي، نشرت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينج) الصينية تقريراً عن جيل جديد من الطائرات بدون طيار، يطلق عليه اسم شديد الابتكار هو (حمامة)، تم استخدام هذه الطائرات لمراقبة المواطنين في خمس مقاطعات على الأقل في الصين، وقد أثبتت تجربة هذه الطائرات الهادئة وخفيفة الوزن نتائج مذهلة في قدرتها على عدم لفت انتباه أحد إليها، حتى الحيوانات التي تنتبه بسهولة إلى دخول أجسام غريبة في المجال المحيط بها، حيث لاحظ أحد المطورين أن قطعان الأغنام التي اقتربت منها "الحمامات" الجديدة لم تبد إشارات على قلقها من اقتراب أجسام غريبة منها، ولم تشعر بالأجسام الغريبة التي تحلق فوق رؤوسها، وهو ما يمكن أن يشكل فتوحات في مجال مكافحة الجريمة، وفي مجال مكافحة حريات المواطنين أيضاً، لكن أي شكوك تتم إثارتها حول قدرات السلطات القمعية على استخدام هذه الفتوحات التكنولوجية في تعزيز قبضتها الأمنية، لن يمنع الأعداد المتزايدة من الطائرات بدون طيار للدخول في المجال الجوي، ليس فقط كأدوات للمراقبة ولكن كأدوات للتجارة والتسلية، وهو ما أصبح يشكل لحظة مثيرة للاهتمام في تاريخ استخدام التكنولوجيا الموجهة عن بعد.
خلال استعراضها لأحد تجارب تطوير "الدرونز"، تروي ريبيكا جيجز كيف كانت أستراليا تشكل مكاناً جيداً كمختبر طبيعي لاختبارات الطائرات بدون طيار، بحكم طقسها الملائم للطيران وتضاريسها الممتدة، لكن مشغلي الطائرات بدون طيار فوجئوا بخطر يهبط على طائراتهم من الأعلى ويدمرها، خطر لم يحسبوا حسابه من قبل، وهو النسر الأسترالي ذي الذيل المنحدر، الذي دأب على الاشتباك مع هذه الطائرات التي اقتحمت مجال نفوذه دون استئذان، وهو ما تم تسجيله في عدد من مقاطع الفيديو التي التقطتها عدسات تلك الطائرات قبل مهاجمة النسور لها بشكل تسبب في إسقاطها، وهو ما تضررت منه العديد من شركات التعدين والبترول في غرب استراليا وتسبب لها في خسائر بلغت مئات الآلاف من الدولارات، لتنتصر الطبيعة في معركتها مع الآلة ولو إلى حين.
على الفور، بدأ مصممو ومنفذو "الدرونز" يتعاملون بجدية مع مخاطر الأعمال العدائية للطيور، خاصة أن النسور لم تكن وحدها المبادرة بالهجوم على الطائرات بدون طيار، بل انضمت الصقور وحتى الإوز إلى تلك المعارك الجوية، وفي بعض المناطق التي تعد موائل للنسور، نجح بعض أصحاب الشركات التي تستخدم طائرات دون طيار لمسح الأراضي، في تخفيض الأضرار التي تتعرض لها طائراتهم، عن طريق تجنب الطيران خلال وجود التيارات الهوائية الدافئة التي يفضل النسر ذو الذيل المنحدر الطيران فيها، لكن ذلك لم يمنع طيوراً أخرى غير النسور من مهاجمة طائراتهم، وهو ما يدفع المهتمين باستخدام الطائرات بدون طيار في التجارة الإلكترونية في مناطق مختلفة في العالم إلى التفكير في حلول جذرية لهذه المشكلة، وابتكار طرق جديدة لتمويه طائراتهم لتكون أقل ظهوراً ولفتاً للانتباه، بنفس الشكل الذي حققته الحمائم الصينية المراقبة للمواطنين، لكي تنجح في تجنب الطيور العدوانية، وهو ما يتطلب الكثير من الأبحاث والتجارب المكلفة، خاصة أن الفرنسيين والسويسريين على سبيل المثال بدأوا في إجراء تجارب مضادة تقوم بتدريب النسور لتطوير قدرتها على إسقاط "الدرونز" العدائية أو المثيرة للشبهات، لتصبح الطيور الطبيعية أملنا الأهم وأداتنا الأمثل للتقليل من سطوة الطيور الميكانيكية، نسأل الله لها النصر ولنا السلامة.
ـ في عام 2012 تعرض المراهق الأسود بوبي مور للقتل على يد ضابط أبيض في منطقة ليتل روك بولاية أركنساس الأمريكية، وبعد موجة غضب أثارها الحادث، تم فتح تحقيق رسمي في سلوكيات وتصرفات ضباط الشرطة في المنطقة، وبعد أن استغرق التحقيق فترة طويلة وقام بدراسة تصرفات وسلوكيات ضباط الشرطة في منطقة ليتل روك منذ عام 2007، نشرت مجلة (هاربر) الأمريكية بعضاً من السلوكيات التي رصدها التقرير وكانت كالآتي:
استخدام لغة عنصرية ـ استخدام شتائم ولغة بذيئة ـ الكذب في طلب التقديم للوظيفة حول الاشتراك من قبل في مسيرة لجماعة كو كلوكس كلان العنصرية ـ الاشتراك في أنشطة الجماعات التي تعتقد بسيادة البيض وتفوقهم العرقي ـ النوم في ساعات العمل الرسمية ـ تضييع شارات الشرطة الرسمية بشكل متكرر ـ كتابة التقارير بخط غير مقروء ـ ارتكاب أخطاء لغوية وإملائية فاضحة في كتابة التقارير ـ التسكع دون عمل خلال فترة الوظيفة ـ المشاجرة في بارات ـ التظاهر بالمرض لتجنب تفريق مشاجرة في بار ـ دفع بندقية في وجه رجل سكران لم يتورط في العنف ـ تقييد رجل من يديه ورجليه معاً بشكل مهين ـ ضرب مشردة لديها مشاكل عقلية في الوقت الذي كانت فيه نائمة على بطنها بشكل لا يشكل خطراً على أحد ـ إصدار أوامر لمرؤوسين برتبة أقل للوقوف على محتجز سمين ـ قيادة السيارات بسرعة جنونية ـ القيام بمطاردة لا داعي لها وبسرعة عالية انتهت باقتحام سيارة الشرطة لمستشفى أطفال ـ السكر ثم الدخول في خناقات مع مراهقين ـ إطلاق النار على سيارة خلال حركتها دون داعي ـ الكذب خلال الرد على بلاغ بوقوع عملية سطو كان ممكن ضبط من قاموا بها لو تم الإسراع بالتوجه نحو موقع الجريمة ـ عدم تدريب ضباط جدد على استخدام مسدساتهم أو هراواتهم أو بخاخات الفلفل ـ دخول شقق دون إذن نيابة ثم رفض مغادرتها وإطلاق النار على أحد ساكنيها وقتله، ثم تبرير إطلاق النار بالادعاء بإن القوة غير المميتة لم يكن يمكن استخدامها بسبب نقص في التدريب.
ستذكرك هذه السلوكيات المجتزأة من التقرير الضخم بخطورة أن تمنح القوة لأحد دون رقابة ولا محاسبة، لأنه حتماً سيرتكب جرائم وانتهاكات، حتى لو كان يعيش في مجتمع ديمقراطي، أما حين يعيش في مجتمع غير ديمقراطي لا يعترف بالرقابة والمحاسبة، ويطلق يد الشرطة في البطش دون محاسبة، بدعوى الحفاظ على الوطن، فستكون الأحوال أفظع وألعن من أن يضمها تقرير مهما كانت ضخامة صفحاته.
...
أرقام للتأمل:
ـ بسبب التخفيضات التي قررت إدارة ترامب إجراءها في ميزانية البرامج الصحية المقدمة كمعونة خارجية، تأثرت الخدمات الصحية المقدمة إلى ستين دولة حول العالم.
ـ طبقا لاحصائيات رسمية، انخفض عدد الأطفال الأمريكيين الذين يعيشون تحت سقف واحد مع الوالدين من 88 في المائة إلى 69 في المائة، في الفترة ما بين 1960 و2016.
ـ 17 سنة فقط هو متوسط عدد السنوات التي يقضيها المواطن الدانماركي الذي يتلقى حكماً بالسجن مدى الحياة، قبل أن يصبح من حقه أن يطلب الإفراج عنه. في حين يجب أن يقضي المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في ولاية تينيسي الأمريكية ستين عاماً من عقوبته قبل أن يصبح مؤهلاً للحصول على الإفراج المشروط.
ـ 16 في المائة هي النسبة المئوية لسكان العالم البيض المنتمين إلى أصول أوروبية.
ـ في حين كشفت دراسة أوروبية أن أغلبية المواطنين في 14 دولة في غرب أوروبا قالوا إنهم يقبلون بأن يكون مسلمون من بين افراد أسرتهم، لم يقبل أغلبية المواطنين في دول وسط وشرق أوروبا بذلك.
ـ 4 في المائة فقط هي نسبة البالغين الأفغان الذين قالوا إن مستوى معيشتهم قد تحسن.
ـ يتلقى مكتب لاري كراسنر المدعي العام لولاية فيلاديلفيا الأمريكية حوالي 40 ألف قضية كل عام.
ـ متوسط الأجر الذي يحصل عليه العامل بدوام كامل في أمريكا الآن حوالي 893 دولار أمريكي أسبوعياً.
ـ هناك أكثر من 40 دولة في العالم الآن تفرض ضرائب على المشروبات الغازية، من بينها سبعة مدن في الولايات المتحدة مثل فيلادلفيا وسان فرانسيسكو وباولدر بكولورادو.
ـ أكثر من نصف جرائم الكراهية التي سجلت في مدينة نيويورك خلال العشرة شهور الأولى من العام الماضي، كانت موجهة ضد اليهود، عدد الجرائم بلغ تقريباً 290 جريمة.
ـ حوالي 2 مليون و500 ألف أمريكي أدوا الخدمة العسكرية في أفغانستان والعراق.
ـ كولين أوبرادي هو الإنسان الوحيد الذي تسلق السبع قمم الأعلى في جميع القارات، وقام بقطع القطبين الشمالي والجنوبي في 139 يوم فقط في عام 2016، وهو رقم قياسي لم يقم أحد بكسره حتى الآن.
ـ في عام 2017، بلغ حجم إجمالي الاقتصاد الصيني 12.2 تريليون دولار أمريكي، في حين بلغ إجمالي الاقتصاد الأمريكي 19.4 تريليون دولار أمريكي، طبقاً لإحصائيات البنك الدولي.
ـ 74 في المائة هي النسبة المئوية للمسيحيين الأمريكيين الذين قالوا أنهم أجروا أقل من عشر محادثات لها علاقة بالدين خلال العام الماضي، وهو رقم مثير للتأمل، إذا أضفت إليه أن دراسة سابقة أجريت في عام 1993 قالت إن عدد من اقتبسوا عبارات من الكتاب المقدس خلال أحاديثهم عن الدين بلغ 59 في المائة، وحين أجريت هذه الدراسة مؤخراً انخفض العدد إلى 37 في المائة فقط.
ـ طبقا لبيانات شركة (فيكتوريا سيكريت) التي هي أشهر من أن تُعرّف، قام حوالي بليون و600 ألف شخص بالاطلاع على عرض أزياء الشركة الرئيسي في العام الماضي، سبعون في المائة منهم من النساء، لكن البيانات لم تفصل نوايا الثلاثين في المائة من الرجال الذين بحلقوا في بطلات العرض، وما إذا كان هدفهم شراء منتجات لنسائهم، أم تحسين ثقافتهم العامة.