عن الحرية الحقيقية وخسارة المعركة وقلب اللهيب ومختارات أخرى

24 يونيو 2019
+ الخط -
ـ "كثيراً ما يقاتل الناس ويخسرون المعركة، غير أن الشيء الذي قاتلوا في سبيله لا يلبث أن يتحقق على أرض الواقع رغم هزيمتهم، ثم يتكشف عن أنه لم يكن ذاك الذي كانوا يريدونه، فيتعين على أناس آخرين أن يقاتلوا في سبيل ما كانوا يستهدفونه تحت اسم آخر"

مقتطف لويليام موريس اختاره مايكل هارت وأنطونيو نيجري لتصدير كتابهما (الإمبراطورية إمبراطورية العولمة الجديدة) الذي ترجمه إلى العربية فاضل جتكر

ـ "الحرية الحقيقية تحتمل إبداء كل رأي ونشر كل مذهب وترويج كل فكر. في البلاد الحرة قد يجاهر الإنسان بأن لا وطن له. ويطعن على شرائع قومه وآدابهم وعاداتهم ويهزأ بالمبادئ التي تقوم عليها حياتهم العائلية والاجتماعية، يقول ويكتب ما شاء الله في ذلك ولا يفكر أحد ـ ولو كان من ألد خصومه في الرأي ـ أن ينقص شيئاً من احترامه لشخصه، متى كان قوله صادرا عن نية حسنة واعتقاد صحيح، كم من الزمن يمر على مصر قبل أن تبلغ هذه الدرجة من الحرية؟ "

قاسم أمين

ـ " أطهر قلوب الدنيا قلب اللهيب

أصدق لسانٍ كان لسان اللهب

جنون غضب بعده السكون الرهيب

تصفى النيران وتبان حقيقة الدهب"

سيد حجاب من أغنيات مسلسل (عصفور النار)

ـ "فما دامت سلعة الشعبية هي الرائجة المطلوبة، فليكتب من يشاء عن الشعب، ولكنك حين تمتحن كتابات هذا البهلواني المقنّع، فأنت بلا شك واجد فيها أساسا عريضا من سوء النية أو من الغباء، فهو يكتب عن الشعب بروح أخرى غير شعبية، روح مضادة للشعبية، يخفيها ببراعة وراء الأسماء الشعبية في قصة، أو الاستعارات الشعبية في قصيدة أو الأجواء الشعبية في مسرحية أو الشعارات الشعبية في مقالة، أو هو يكتب عن الظواهر الشعبية بلا وعي للعلاقات الموضوعية بينها، بلا وعي لأسبابها وعللها ودلالاتها الجذرية العميقة المتشابكة، بلا وعي للصراع، للحركة الصاعدة التي تعتمل تحت طبقات الجليد والتي تحاول أن تتكشف عن نفسها من خلال كفاح بطولي مستميت مع عوامل الضغط والزمهرير"

نجيب سرور من كتابه (هموم الأدب والفن)

ـ "أحداث التاريخ لا تقع ثم تنتهي إلى الأبد، إنه يوجد في الحاضر أيضاً، وكذلك الثورات لا تقع ثم تنتهي، إنك تقطع رأسها، ولكنها سرعان ما تبدأ في النمو من جديد"

جون أبدايك من رواية (الإرهابي) ترجمة أحمد الشيمي

ـ "النظام الأوليغاركي هو نظام من الحكم يقوم على الثروة، ويحكم فيه الأغنياء دون أن يشاركهم الفقراء في السلطة، وهم في سعيهم للمزيد من الثروة يقل تقديرهم للفضيلة بقدر ما يزداد تقديرهم للمال لأن الثروة والفضيلة لا يجتمعان، إذ بينهما ذلك الفارق الذي يجعل كفة إحداهما تنخفض كلما ارتفعت الأخرى إذا وضعتا على كفة ميزان، فإذا كُرِّمت الثروة والأثرياء في دولة ما، قل تكريم الفضيلة والفضلاء فيها حتما.. وهكذا تسري بين المواطنين نغمة احترام المال فيتملقون الرجل الثري ويعجبون به ويصعدون به إلى منصة الحكم، بينما نراهم يحتقرون الفقير، وهكذا يصبح المجتمع جشعا إلى المال والربح، بل إن الأمر ليصل إلى حد أن تقوم الدولة بوضع قانون يحدد شروط الإمتياز في الأوليجاركية بحد معين من الثروة يزداد كلما كانت الأوليجاركية قوية وينخفض كلما كانت ضعيفة، وهكذا يحرم من أدوار المهام العامة كل من لا تسمح لهم ثروتهم ببلوغ هذا الحد المعلوم"

أفلاطون ـ من كتابه (الجمهورية) ترجمة الدكتور فؤاد زكريا

ـ "إذا سخط إنسان لفقره بذرت له آمال الغنى والجاه، أذيقه نتفاً من حياة الرخاء، يتعود عليها، حينئذ أحيله مسخاً في عيون الخلق، لا يقدر على العودة إلى قومه، ولا يمكنه حتى التطلع إلى الأمام، وهكذا بدلا من بتره حياً أحوله، وهو يمشي على قدميه ذاتهما ويحرك ذراعيه، ويتحدث بلسانه، يناديه الناس بإسمه، لكنه في الحقيقة شخص آخر وإنسان ثان، لا علاقة له بالوليد الذي انزلق يوما من رحم أمه، أو الفتى اليافع الذي اختال وزها بين أقرانه، حتى رجولته أقلبها أنوثة، أضيع معالم الشارب واللحية، لا أحلقهما، لا أثقب أذنيه وأعلق فيهما الأقراط، لا أبتر عضوه، كل مافيه يبقى على حاله، لكنه لا يبقى"

جمال الغيطاني من روايته (الزيني بركات)

ـ "هول الغد يكفي لدعم الحلم"

جورج حنين

ـ "يئستُ، وفي وجه الفوران الشديد، شعرت بضرورة القيام بتصرف متطرف بشكل ما، أريد أن أبصق على العالم، أن أفعل أغرب ما يمكن، بكل حماسة شاب فكر كثيرا جدا، وقرأ كتبا كثيرة جدا، وبكل مثاليته، قررت أنه ينبغي ألا أفعل شيئا، أن أتصرف مثل محارب يرفض أي تصرف على الإطلاق، كانت عدمية ارتفعت إلى مستوى فرضية جمالية، سأحوِّل حياتي، في تضحية بالنفس إلى عمل فني، إلى مفارقة رائعة حيث كل نفَس آخذه يعلمني كيف أستمتع بقدري، كانت المؤشرات تشير إلى كسوف تام، وتتلمس طريقها كما أتلمسه لقراءة أخرى، أغوتني صورة تلك الظلمة تدريجياً، أغرتني ببساطة تصميمها، لم أفعل شيئاً لأقاوم الحتمي، لكنني أيضا لم أندفع لملاقاته، إذا كان للحياة أن تستمر كما كانت دائما، يكون الأمر أفضل بكثير، يمكن أن أصبر، يمكن أن أسرع، كان الأمر ببساطة أنني أعرف ما المقدر لي وإذا كان سيحدث اليوم، أو غدا، فإنه سيحدث على الرغم من كل شيء، كسوف تام، ذُبح الوحش، وحُلّت شفرة أحشائه، سيحجب القمرُ الشمسَ، وعند تلك النقطة أتلاشى، سأتحطم تماما، حطاما من لحم وعظام دون أدنى شيء ينتمي لاسمي"

من رواية (قصر القمر) لـ بول أوستر ـ ترجمة عبد المقصود عبدالكريم

ـ "ومن حين إلى آخر يجب إعلان الألم، يجب التنهد بصوت مسموع، يجب إظهار القلق بشكل محسوس، لأنه إذا أعطينا الآخرين فكرة أننا هادئون وسعداء الطوية رغم الألم والحرمان، فكأننا نجعل منهم حُسّاداً وشريرين. والحالة هذه ينبغي الإحتراس من ألا نجعل أشباهنا أكثر سوءا ورداءة".

نيتشه

ـ "قلتم لي لا تدسس أنفك في مايعني جارك

لكني أسألكم أن تعطوني أنفي

وجهي في مرآتي مجدوع الأنف"

صلاح عبد الصبور

ـ "ماذا يعني أن تكون كاتباً؟ أنا أقول أنه يعني أن تكون حراً. أنا أعرف أن بعض الكتاب ليسوا أحرارا، إنهم مستخدمون مهنيا، وهذا أمر مختلف تماما. مهنيا، قد يكونون كتابا أفضل بالمعنى التقليدي لكلمة أفضل، إنهم يضعون آذانهم على أرض متطلبات تاليف الكتب الرائجة، يرضون ناشريهم وربما جمهور قرائهم أيضا، غير إنهم ليسوا أحرارا وبالتالي فهم لا يحققون ما أعتبره كينونة كاتب حقيقي. أن تكون حرا يعني أن تنجز حياتك. يعني عددا غير محدود من الحريات. يعني حرية أن تتوقف حين تشاء، أو أن تذهب إلى حيث تشاء، يعني أن تكون رحالة إلى كل مكان، تترك فنادق كثيرة حزينا أو سعيدا، لا يعيقك عائق وبلا كثير ندم، إنه يعني حرية الوجود، وقد قال أحدهم بحكمة : إذا لم تستطع أن تكون ذاتك، فما فائدة أن تكون أي شيئ مهما كان؟.

تنيسي ويليامز

ـ "طوبى لمن وضع زهرة على قبر أو قصر أو صدر، ولمن وُلِد في الشهر السابع أو الثاني عشر، ولحلق يصبح حلقوما، ولمن ذبح حصانه الوحيد كرماً، طوبى لمن جثا استغفاراً أو اشتهاءً، ولمن حمل على الظهر صليبا، ولمن أشعلت النار تحت ماء الحصى تضليلا لجوع عيالها، ولخشم يصبح خيشوما، ولزمن كانت الزوجة فيه تجمع أشلاء قرينها ليحيا، ولحقٍّ يفزع وجلاً داخل شق الباطل، ولوطن يأكل ثرثرة الباطل، ولوطن يأكل ثرثرة السطوة، ولبلع يصبح بلعوماً، طوبى لمن جعل أذناً من طين وأذناً من عجين حتى قُطِعت رأسه، ولشمس لا تزال تطلع شرقاً، ولنجم ثاقب في يوم غائم"

محمد مستجاب من كتابه (مستجاب السابع)

605C8788-2DB9-4AE6-9967-D0C9E0A2AD31
بلال فضل
كاتب وسيناريست من مصر؛ يدوّن الـ"كشكول" في "العربي الجديد"، يقول: في حياة كل منا كشكولٌ ما، به أفكار يظنها عميقة، وشخبطات لا يدرك قيمتها، وهزل في موضع الجد، وقصص يحب أن يشارك الآخرين فيها وأخرى يفضل إخفاءها، ومقولات يتمنى لو كان قد كتبها فيعيد كتابتها بخطه، وكلام عن أفلام، وتناتيش من كتب، ونغابيش في صحف قديمة، وأحلام متجددة قد تنقلب إلى كوابيس. أتمنى أن تجد بعض هذا في (الكشكول) وأن يكون بداية جديدة لي معك.