09 مايو 2019
عن التعاون السوداني التركي
مصعب محجوب الماجدي (السودان)
هل هنالك خطر من التقارب السوداني التركي على جيران السودان؟ ما هي مآلات الشراكات الاقتصادية بين البلدين؟ وأين بُعدها الإيجابي؟ وما حقيقة التخوف من هذه الشراكات الإستراتيجية وسلبياتها على جوار السودان؟ ولماذا تركيا؟
تركيا دولة ناهضة اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، ولها مواقف قوية وراسخة تجاه قضايا المسلمين المصيرية، وهي مواقف نبيلة أكسبتها تعاطف إسلامي كبير من شعوب تتطلع إلى المجد والكرامة، ولو كان ذلك الموقف شفاهيا فقط، وإن كان موقفها أكبر من ذلك، لأننا في زمنٍ فقدنا فيه حتى المواقف الشفاهية القوية التي تعبّر عن تطلعات الشعوب.
هل ينبع هذا التخوف من ريادة تركيا ودورها الطليعي الذي برز في تبني قضايا المسلمين، والذود عن مقدساتهم والحفاظ على الآثار الإسلامية وأمجاد المسلمين، كونها تمثل آخر منارات الخلافة الإسلامية؟
لا يخفى على أحد التقارب بين النظامين الحاكمين في تركيا والسودان، فلكليهما إيديولوجيا إسلامية، وإن اختلف التطبيق. انطلاقا من هذا، جاءت الزيارة، وهي الأولى لرئيس تركي منذ استقلال السودان، والتي فسّرها بعضهم بأن تركيا تبحث عن موطئ قدم آمن في إفريقيا وحلفاء جدد، يشكلون مظلة تقي الجميع هجير التهديدات الأميركية بين الفينة والآخرى، في وقت تبرز فيه المنظومة الأميركية مع حلفائها: السعودية، الإمارات، مصر، البحرين. وربما يكون في المقابل الحلف الروسي القطري السوداني التركي السوري. وهذه لعبة المصالح وكل صياد يملأ شبكته.
أثارت زيارة أردوغان السودان غضب كثيرين من جيرانه، خصوصا مصر، والزيارة اقتصادية في المقام الأول، وتؤسس للتعاون المشترك بين البلدين في شتى المجالات التنموية التي تهم الجانبين، فليس أدل على ذلك من اصطحاب الرئيس أردوغان مائتين من رجال الأعمال الأتراك. لكن مصر تريد أن تحدّد علاقات السودان الخارجية، فهل لها الحق بأن تحدد مسار علاقات السودان بحلفائه؟ أو أن توجه السودان بمسار علاقاته الاستراتيجية مع العالم؟ أليس في ذلك انتهاك للأعراف الدولية والمواثيق الدبلوماسية؟
ماذا تريد مصر من السودان؟ تحالفت مصر مع دول كثيرة، حسب مصالحها، فهل كان هذا على حساب السودان؟ هل تذمرنا من التقارب المصري الإسرائيلي؟ هل اعترض السودان على مصر، عندما انضمت للخندق السعودي الإماراتي البحريني في مواجهة قطر؟ فقط على مصر أن تترك السودان في حاله.
لعل أبرز ما أثار حفيظة الإعلام المصري هو ملف جزيرة سواكن، المطلة على البحر الأحمر، وهي ميناء السودان القديم، وفيها آثار العثمانيين التي تهاوت مع تقادم الزمن، يتمتع الميناء بأهمية استراتيجية، فهو أقرب موانئ السودان لميناء جدة السعودي، واستخدمها الحجاج الأفارقة قديما في طريقهم إلى مكة، وتبعد عن العاصمة الخرطوم 560 كيلومترا ومساحتها 20 كيلومترا مربعا وترتفع عن سطح البحر 66 مترا. إذاً، للمدينة أهميتها التاريخية والإقتصادية والسياحية والتجارية. يا ترى، لماذا كل هذه الضجة الإعلامية؟ هل يخافون على مصير السياحة في مصر؟ لماذا لا يريدون لآثار السودان أن تُعرف وأن تظل مجرد أنقاض؟
ومن محاسن زيارة أردوغان أن عرف العالم هذه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي والميناء الحيوي والآثار القديمة التي تشهد على التاريخ، فقبل ذلك ما كان العالم، وخصوصا العرب، ما كانوا يعلمون اسم جزيرة سواكن.
يقول محللون إنّ السعودية والإمارات غاضبتان أيضاً من الرئيس عمر البشير، لأنه لم يخبرهما بنيته تخصيص جزيرة سواكن لتركيا، لترميم آثارها وإعادة إعمارها، فما دخل السعودية والإمارات ومصر بها؟ هل اعترض السودان عندما أهدت السعودية أميركا قواعد عسكرية على أراضيها؟ هل اعترض السودان على إهداء الرئيس عبد الفتاح السيسي جزيرتي تيران وصنافير، السعودية؟
ظلت أبواب السودان مفتوحة أمام رؤوس الأموال العربية في شتى المجالات، وستظل الأولوية للأشقاء العرب، لكن هذا لا يعني حرمان الآخرين، وليس في الأمر مزايدة، ولا مكايدة، ولا ما يثير هذا الضجيج الصاخب.
تركيا دولة ناهضة اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، ولها مواقف قوية وراسخة تجاه قضايا المسلمين المصيرية، وهي مواقف نبيلة أكسبتها تعاطف إسلامي كبير من شعوب تتطلع إلى المجد والكرامة، ولو كان ذلك الموقف شفاهيا فقط، وإن كان موقفها أكبر من ذلك، لأننا في زمنٍ فقدنا فيه حتى المواقف الشفاهية القوية التي تعبّر عن تطلعات الشعوب.
هل ينبع هذا التخوف من ريادة تركيا ودورها الطليعي الذي برز في تبني قضايا المسلمين، والذود عن مقدساتهم والحفاظ على الآثار الإسلامية وأمجاد المسلمين، كونها تمثل آخر منارات الخلافة الإسلامية؟
لا يخفى على أحد التقارب بين النظامين الحاكمين في تركيا والسودان، فلكليهما إيديولوجيا إسلامية، وإن اختلف التطبيق. انطلاقا من هذا، جاءت الزيارة، وهي الأولى لرئيس تركي منذ استقلال السودان، والتي فسّرها بعضهم بأن تركيا تبحث عن موطئ قدم آمن في إفريقيا وحلفاء جدد، يشكلون مظلة تقي الجميع هجير التهديدات الأميركية بين الفينة والآخرى، في وقت تبرز فيه المنظومة الأميركية مع حلفائها: السعودية، الإمارات، مصر، البحرين. وربما يكون في المقابل الحلف الروسي القطري السوداني التركي السوري. وهذه لعبة المصالح وكل صياد يملأ شبكته.
أثارت زيارة أردوغان السودان غضب كثيرين من جيرانه، خصوصا مصر، والزيارة اقتصادية في المقام الأول، وتؤسس للتعاون المشترك بين البلدين في شتى المجالات التنموية التي تهم الجانبين، فليس أدل على ذلك من اصطحاب الرئيس أردوغان مائتين من رجال الأعمال الأتراك. لكن مصر تريد أن تحدّد علاقات السودان الخارجية، فهل لها الحق بأن تحدد مسار علاقات السودان بحلفائه؟ أو أن توجه السودان بمسار علاقاته الاستراتيجية مع العالم؟ أليس في ذلك انتهاك للأعراف الدولية والمواثيق الدبلوماسية؟
ماذا تريد مصر من السودان؟ تحالفت مصر مع دول كثيرة، حسب مصالحها، فهل كان هذا على حساب السودان؟ هل تذمرنا من التقارب المصري الإسرائيلي؟ هل اعترض السودان على مصر، عندما انضمت للخندق السعودي الإماراتي البحريني في مواجهة قطر؟ فقط على مصر أن تترك السودان في حاله.
لعل أبرز ما أثار حفيظة الإعلام المصري هو ملف جزيرة سواكن، المطلة على البحر الأحمر، وهي ميناء السودان القديم، وفيها آثار العثمانيين التي تهاوت مع تقادم الزمن، يتمتع الميناء بأهمية استراتيجية، فهو أقرب موانئ السودان لميناء جدة السعودي، واستخدمها الحجاج الأفارقة قديما في طريقهم إلى مكة، وتبعد عن العاصمة الخرطوم 560 كيلومترا ومساحتها 20 كيلومترا مربعا وترتفع عن سطح البحر 66 مترا. إذاً، للمدينة أهميتها التاريخية والإقتصادية والسياحية والتجارية. يا ترى، لماذا كل هذه الضجة الإعلامية؟ هل يخافون على مصير السياحة في مصر؟ لماذا لا يريدون لآثار السودان أن تُعرف وأن تظل مجرد أنقاض؟
ومن محاسن زيارة أردوغان أن عرف العالم هذه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي والميناء الحيوي والآثار القديمة التي تشهد على التاريخ، فقبل ذلك ما كان العالم، وخصوصا العرب، ما كانوا يعلمون اسم جزيرة سواكن.
يقول محللون إنّ السعودية والإمارات غاضبتان أيضاً من الرئيس عمر البشير، لأنه لم يخبرهما بنيته تخصيص جزيرة سواكن لتركيا، لترميم آثارها وإعادة إعمارها، فما دخل السعودية والإمارات ومصر بها؟ هل اعترض السودان عندما أهدت السعودية أميركا قواعد عسكرية على أراضيها؟ هل اعترض السودان على إهداء الرئيس عبد الفتاح السيسي جزيرتي تيران وصنافير، السعودية؟
ظلت أبواب السودان مفتوحة أمام رؤوس الأموال العربية في شتى المجالات، وستظل الأولوية للأشقاء العرب، لكن هذا لا يعني حرمان الآخرين، وليس في الأمر مزايدة، ولا مكايدة، ولا ما يثير هذا الضجيج الصاخب.
مقالات أخرى
05 مايو 2019
27 مارس 2019
15 مارس 2019