وأشار التقرير إلى أن هذه المطالبة جاءت على إثر قرار لوزير الأمن في دولة الاحتلال نفتالي بينت، ورئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال أفيف كوخافي، تشكيل طاقم خاص وظيفته دراسة إمكانية منح وسام خاص للمقاتلين الإسرائيليين في المنطقة التي احتلتها إسرائيل في جنوب لبنان، وأطلقت عليها "الحزام الأمني" .
وبحسب الصحيفة، فإن عناصر من "جيش لحد" يطالبون بأن تكون بين من يحصلون على هذه الأوسمة، التي قد يتم توزيعها في إطار ذكرى مرور عشرين عاما على الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في 22 مايو/ أيار من عام 2000.
وبحسب التقرير، رغم مرور عشرين عاما على الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، إلا أن دور جنود ميليشيا "جيش جنوب لبنان" لا يزال غائبا عن تأريخ وتوثيق المعارك والحروب التي شنتها إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن فتاة لبنانية فقدت والدها، الذي خدم في الجيش المذكور، تدعى جولي أبو عراج قولها إن "مسألة جيش جنوب لبنان هي جزء من تاريخ دولة إسرائيل على مدار 40 عاما".
ووفقا للموقع الإسرائيلي، فإن والد الفتاة اللبنانية كان ضابطا رفيع المستوى في "جيش جنوب لبنان"، وقتل مع أربعة من مقاتليه، خلال اشتباك مع خلية لـ"حزب الله".
وبحسب الفتاة المذكورة، فإنه "لا يعقل أن يختفي قتلى "جيش جنوب لبنان" كأنهم لم يكونوا، وكأنهم لم يدفعوا ثمنا باهظا من أجل دولة إسرائيل وحماية المستوطنات الشمالية. كيتيمة من أيتام عناصر "جيش جنوب لبنان" أريد أن أرى اسم والدي وقد تم تخليده في إسرائيل، وأن أشعل شمعة لذكراه، وأن يكون لي مكان في مراسم إحياء ذكرى الجنود القتلى، فإلى الآن لا يوجد لي حتى نصب أزوره".
وبحسب التقرير، فعلى الرغم أن الشبكات الاجتماعية عجّت مؤخرا بدعوات ومبادرات لتخليد ذكرى جنود الاحتلال الذين شاركوا في غزو لبنان، و"حماية البلدات والمستوطنات الشمالية، ومحاربة "حزب الله" في عمق الجنوب اللبناني، إلا أن أحدا لا يتطرق لهذه الحرب، ولا يتم ذكرها في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، وهناك من يعتقد بين الجنود أن "هذا النسيان" مقصود".
وتنقل الصحيفة عن أحد أبناء عناصر "جيش لحد"، ويدعى جونثان خوري، الذي يعمل "سفيرا إسرائيليا" في الدعاية لصالح إسرائيل في دول كثيرة في العالم، قوله إنه التقى ورفاقه قبل نحو شهرين مع وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينت، واستعرضوا أمامه إحباطهم، ومطالبهم في ظل تغييب دور "جيش جنوب لبنان" من التواريخ والمواعيد الرسمية الإسرائيلية.
وقال: "لقد وعدنا بأن تدفع لنا الميزانيات الشحيحة المطلوبة لبناء نصب تذكاري كان يفترض أن يقام قبل 20 عاما، لكننا لا نرى أن عناصر "جيش جنوب لبنان" سيحظون بالاحترام اللائق بهم"، و"إذا لم نقص قصة "جيش جنوب لبنان" لن يذكره أحد، وسيمحى أثر ميراثنا وميراث أهلنا، وحلف الدم الكامل بين الشعبين، من تاريخ دولة إسرائيل".
من جهتها، ردت وزارة الأمن الإسرائيلية على التقرير بالقول إن "كل المسائل المرتبطة بالحزام الأمني ستبحث في اللجنة التي سيتم تشكيلها".